– لارا –
تزوجتُ رجلا سيئا، يعاني من مشكلة الإدمان على الكحول. كان يغيب عن العمل لأيام ويشرب الكحول بصورة فظيعة. وعندما يشرب كان يصبح سيئ ويتصرّف بصورة وحشية.
بعد فترة أصبحت حاملا ولكن لم يتغيّر، بل بقي على حاله يضربني ويدفعني إلى الجدران. ورغم كل المعاناة معه، لم أرحل، وبقيت معه لأنني أحبّه. لم يكن يتذكر أبدا الأشياء التي كان يفعلها بسبب نسبة الكحول التي كان يحتسيها، لذلك، كنت دائما أجد له مبررا للبقاء معه.
وقد ساءت علاقتنا لدرجة أنني لم أكن أستطيع التركيز على العمل، ما أدى إلى استياء صاحب العمل.
ولكن مع الوقت، بدأت أفهم وأدرك مدى الأذى الذي كان يتسببه لي ولإبني، ورحت أسجل بصورة مفصّلة يوميا ما كان يفعله. وذات يوم، كان يحتسي الخمر ويمسك بطفلي بيده الأخرى، ورغم أنني كنت ضعيفة أمامه إلا أنه عندما كان يتعلّق الأمر بطفلي كنت قوية كفاية لأبلغ الشرطة بأنه كان يقود السيارة في حالة سكر ومعه طفلي. عندها ألقت الشرطة القبض عليه وأدخلته إلى السجن؛ وخلال مدّة سجنه تركت منزلي الزوجي وعدت إلى منزل أهلي حبث أقيم الآن.
وقد قدم زوجي الآن الطلاق، بعد أن طلبتُ من المحكمة ألا يقترب مني ومن طفلي وإلا سيعود إلى السجن.
قررت أن أدوس على حبي الكبير له لأنني في حاجة إلى زوج أشعر معه بالأمان وليس بالقلق والخوف والحيرة والتوتر… كلما أصابه السكر تحوّل إلى إنسان مخيف وسيء. لذلك، الإبتعاد كان الحلّ المثالي، لأنه في حال قرر الإقتراب مني سيحنّ قلبي وأعود إليه.
جعلني طفلي أقوى مما كنت عليه طيلة الفترة التي كنت أعيش معه تحت سقف واحد. تعرّضت للكثير من الإعتداء ولكن لن أسمح أن يعيش ابني مع أب فاشل لا يعرف كيف يربي ابنه بسبب إدمانه على الكحول.
لكل امرأة تعاني من العنف الأسري، عليها أن تحتفظ بأي شيء يثبت العنف الذي تتعرض له لدى أحد أصدقائها أم في مكان عملها، مثل إلتقاط الصور، والحفاظ على المواد من الملابس المتسخة بالدم، والحفاظ على العناصر المكسورة، واتخاذ كل الأوراق الهامة والعناصر في المنازل التي تعكس صورة واضحة عن عنف أسري.
من السهل القول إنه عليك أن تتركي كل شيء وراءك وأن ترحلي بعيدا، ولكن يوما ما سيكون لديك القوة الكافية لذلك، لأنك بكل بساطة تستحقين السعادة، وكل الحبّ.
كان يحتسي الكحول ويضربني… فانتصرت عليه ورحلت
1.5K