ليست تربية الأطفال بالأمر السهل، إذ لا تكمن صعوبتها في توفير متطلباتهم، وتلبية إحتياجاتهم الأساسية فقط؛ فهناك ما قد يفوق ذلك وهو إنتباه الآباء والأمهات على ردود أفعالهم أثناء معاملة الطفل، إذ توجد بعض السلوكيات المرفوضة تماما والتي يتعين على الآباء والأمهات تجنبها قدر الإمكان، ومنها السخرية.
ولكن كيف يسخر الأب والأم من طفلهما؟
قد يحدث الطفل فعلا ما هو لا إرادي، ويكون رد فعل الأب والأم السخرية والإستهزاء به، ما يسبب للطفل مشاكل نفسية تترتب عليها خوف الطفل من مواجهة الآخرين لقلة ثقته بنفسه.
لذلك، يحذر الخبراء والأطباء النفسيون من ذلك، ويحثون الأب والأم على الإنتباه لردود أفعالهم حيال تصرفات الطفل البريئة التي تحدث بعفوية شديدة.
كما يجب أن يعلم كل من الأب والأم أنهما المعلم الأول الذي يتعلم منه الطفل، ويكتسب منهم الخبرات والمهارات والعادات الإجتماعية. فالأولى بهم تعزيز ثقته بنفسه بدلا من السخرية والإستهزاء به، إذ لا تقف آثار ذلك عند فقدان ثقته بنفسه فقط بل تمتد الآثار السيئة لذلك، إلى خلق شخصية إنطوائية تنفر من التعامل مع الآخرين، وتحب العزلة ما يخلق إحساسا شديدا بالوحدة في نفس الطفل، وإصابته لليأس وبالتالي عدم وجود فرصة لتقبل ذاته وتنميتها من خلال تعامله مع الآخر.
لذلك، عليكِ التفكير جيدا في أثر أفعالنا على نفوس الأطفال، وعلى تكوين شخصيتهم، كما يجب عليكِ الإهتمام بغرز صفات لها الأهمية تعزز من نفسية الطفل وتدعم من قدراته وشخصيته، وتساعد في خلق شخصيته.