قد ترى بعض المدخنات أنّ الإقلاع عن التدخين من أصعب القرارات. لكن دراسات عدة أجريت بهذا الشأن، أثبتت أنه إذا وضعنا خطوات دقيقة سيسهل اتخاذ هذا القرار، وسينجحن في التخلص من إدمان التبغ إلى الأبد.
وقد أثبتت الدراسات أنّ الإقلاع عن التدخين ليس أمرًا عاديًا يمكن أن يحدث في يوم واحد؛ بل هي رحلة نحو نوعية حياة وصحة أفضل. فالتدخين سلبي يؤدي إلى أكثر من 480 ألف حالة وفاة سنويًا في أميركا، بحسب جمعية الرئة الأميركية. وأضافت الدراسات أن الإقلاع عن التدخين، لا يحتاج فقط لتغيير السلوك والتعامل مع أعراض الـ”نيكوتين”، ولكن تحتاج أيضًا لإيجاد طرق أخرى بديلة.
في هذا السياق، نشر موقع MedicalNewsToday المعني بالأخبار العلمية، 5 خطوات رئيسية لنجاح رحلة الإقلاع عن التدخين؛ إذ عندما تنوي الإقلاع عن التدخين يجب أن تختاري يومًا قريبًا للبدء فيه التنفيذ، وذلك من خلال طريقتين؛ ما عليكِ اختيار سوى واحدة منهما، أي إما الإقلاع المفاجئ بأن تتوقفي فجأة عن التدخين، أو الإقلاع التدريجي بأن تقللي التدخين تدريجيًا للوصول إلى اليوم الذي تقررين فيه الإقلاع بشكل نهائي.
وقد وضعت الجمعية الأميركية للسرطان، بعض النصائح لمساعدة المدخن في اتخاذ قرار الإقلاع، وهي:
– أن تخبري الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل بتاريخ الإقلاع كي لا يدخن أحد من حولكِ.
– أن تتخلصي من كل السجائر الخاصة به.
– أن تقرري إذا كنتِ ستستبدلين التدخين بعلاج البديل للـ”نيكوتين” أو أي أدوية أخرى.
– كما يمكنكِ الإنضمام إلى مجموعة قررت الإقلاع أيضًا كي تتشجعي على الإقلاع بشكل أسرع.
– هذا إضافة إلى ممارسة الأنشطة البدنية بصفة يومية.
وقد أوصت الجمعية المدخنات البقاء مشغولات طيلة الوقت، وأن يشربن المزيد من الماء والعصائر الطازجة، وأن يتجنّبن المواقف العصبيّة حتى لا يلجأن إلى التدخين.
وأشارت الجمعية إلى أنّ الشعور بالرغبة في التدخين يجب مقاومته، لأنّ هذا الشعور سيذهب خلال 5 دقائق، ويستحسن أخذ نفس عميق وببطء عبر الأنف لملء الرئتين بالهواء الطبيعي.
وأضافت:”يمكنكِ استخدام بدائل للـ”نيكوتين” لأنها تقلل الرغبة الشديدة في الرجوع إلى التدخين وأعراض الانسحاب التي يسببها الإقلاع”.
وقد وافقت هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) على 5 أنواع من بدائل النيكوتين ومنها اللاصقات الجلدية التي تحتوي على النيكوتين، العلكة (لبان النيكوتين)، الأقراص الدوائية المحلاة، وبخاخ الأنف والاستنشاق.
وتابعت:” يمكنكِ اختيار أيًا من هذه البدائل والرجوع إلى أخصائي رعاية طبيّة، للمتابعة، وعند حدوث أي أعراض غير طبيعية يجب الاتصال به فورًا”.
وشددت الجمعية على الإبتعاد عن أخذ أدوية التي تحتوي على “نيكوتين”، لافتة إلى إمكانية أخذ أدوية مثل بوبروبيون (Bupropion) وفارينيكلين (Varenicline) لتساعد على الحدّ من الرغبة الشديدة في التدخين وأعراض الانسحاب المصاحبة للإقلاع، ولكن بمعرفة الطبيب.
وأضافت:”يعمل العقاران على المواد الكيميائية الموجودة في المخ التي تلعب دورًا في تقليل الرغبة في تناول الـ”نيكوتين”، وهي على شكل أقراص تؤخذ لفترة 3 إلى 6 أشهر”.
ولفتت الجمعيّة إلى أنّ الحالة النفسية للمدخنة يمكن أن تجعل من الصعب الابتعاد عن “النيكوتين” بعد الإقلاع، مشيرة إلى أنه يمكن للمدخنة تلقي التوجيه والدعم النفسي الفردي أو الجماعي الذي يقوم بها أخصائيون مؤهلون عبر الهاتف أو “الانترنت” أو المقابلة الشخصية.
كذلك، رأت الجمعية أنه يمكن اللجوء إلى العلاجات البديلة التي تفيد في الإقلاع عن التدخين مثل استخدام العلاج بالإبر الصينية، التنويم المغناطيسي، اليوجا ورياضة التأمل، الأعشاب والمكملات الغذائية، مشروبات “النيكوتين” وبلسم الشفاه المحتوي على “النيكوتين”.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد يلجأ البعض إلى السجائر الإلكترونية، كوسيلة للتخلي عن التدخين، وقد وجدت بعض الدراسات أنها أقل إدمانًا من التدخين وقد ارتبط استخدامها بزيادة نسبة الإقلاع عن التدخين.
لكن في المقابل، وجدت دراسات أخرى أنها قد تكون ضارة مثل استخدام التبغ، وتؤثر على الحمض النووي وتزيد تصلب الشرايين وضغط الدم وتصيب بأمراض القلب والرئتين.