عندما بدأت الشقق الفخمة بالظهور للمرة الأولى، خلال ثمانينيات القرن التاسع عشر، كان السكان الأثرياء ما زالوا يفضلون المنازل الفكتورية التي اصطفت حول منتزه “سنترال بارك” في مدينة نيويورك الأميركية.
ولكن التغيير المفاجئ في الذوق بكيفية عيش أسلوب اللايف ستايل، تسبب بتحول كبير في سوق العقارات في نيويورك، وفقاً لكتاب جديد يستكشف العلاقة الفريدة بين المدينة والمباني السكنية الفاخرة.
وقال المتخصص العقاري الفاخر، والمؤلف المشارك في كتاب “الحياة في الأعلى: مباني الشقق الأكثر استثنائية في نيويورك”، كيرك هنكلز إنه في مطلع القرن، كان أكثر الناس ثراء في المجتمع ينجذبون بعيداً عن قصورهم الجميلة إلى الشقق الكبيرة في مباني نيويورك،، مضيفاً أن هذا يدل حقاً على تغيّر نمط العيش إلى الأسلوب الجماعي والعامودي، وخفض النفقات، باستخدام الخدمات المشتركة.
وأشار هنكلز إلى أنه في مانهاتن، فإن البناء الذي استمر بين العامين 1910 و 1930، هو بعكس أي شيء شهدناه منذ ذلك الحين، لافتا إلى أنه كان هناك كثافة في المباني، في كل أنحاء المدينة، ولكن كان المكان الأفضل للأثرياء دائماً هو الجادة الخامسة، وبارك أفنيو.
ويتضمن الموقعان أكثر من نصف عدد المباني من بين المباني الـ15 التي ظهرت في كتاب هنكلز. وبفضل خطط الطوابق، وأكثر من 300 صورة، يحصل القراء على نظرة نادرة في بعض شقق نيويورك الحصرية، بدءاً بإحدى أقدم مجمعات الشقق السكنية “The Dakota” والتي تعود إلى القرن التاسع عشر، وصولاً إلى أطول مبنى سكني لدى اكتماله في العام 2015، أي “432 بارك أفنيو.”
وبينما يعترف هينكلز أن كتابه اللامع يقدم جرعة من “المواد الإباحية المعمارية،” فهو يأمل أن يروي قصة أوسع عن تاريخ المدينة. ومع الثورة العمرانية الفاخرة التي تجتاح أفق نيويورك خلال السنوات الأخيرة، والتي تفوق تلك التي رأيناها خلال الـ80 عاماً الماضية، فإن المزيد من هذه الكتب يبدو أنه سيجد طريقه إلى الأسواق في المستقبل.
ولفت هنكلز إلى أنه بعد مرور مئة عام على الطفرة الاولى، نحن في مرحلة انتقالية أخرى، مضيفاً أن الناس يذهبون من الجورجية والتقليدية إلى المعاصرة.