كانت أعلى ثلاثة أفلام تحقيقا للإيرادات في هوليوود العام الماضي 2017 من بطولة نسائية، فهل لهذا الأمر أي دلالات خاصة؟
شهد العام الماضي أيضا تدشين حملة لمحاربة التحرش بالنساء في هوليوود بعنوان “#أناأيضا” شارك فيها الكثير من النساء في الولايات المتحدة والعالم، ونشرت الكثيرات قصصا عن تعرضهن لاعتداء وتحرش جنسي.
ولم تتحدث الحملة فقط عن مدى انتشار هذا السلوك الجنسي السيء، بل كانت مؤشرا أيضا على التمكين وتعاضد النساء.
وأعربت الكثيرات عن آمالهن في أن تعيد الحملة تطوير نفسها بصورة أفضل.
والآن ظهر هاشتاغ جديد بعنوان “#انتهى الوقت” #TimesUp، يدعو إلى تأصيل فكرة محاربة التحرش الجنسي بالطرق القانونية.
لكن تغير الثقافة نحو الاتجاه القانوني قد يستغرق وقتا.
طوال سنوات، كان هناك انتقادات للغياب الدائم لدور المرأة القوي والرائد في صناعة السينما الأميركية سواء خلف أو أمام الكاميرات.
وربما كان السبب الذي يتغير الآن، أنّ رأس المال هو المسيطر على صناعة السينما في أميركا.
نجاح مذهل
تدرك النساء دائما أنه يمكنهن القيام بعمل فيلم جيد، إذا كان هناك قصة عظيمة وتمثيل جيد.
ودائما ما شكك مسؤولي شركات الإنتاج في هوليوود، في هذا الأمر لوقت طويل، لكن هناك أدلة حاليا تثبت قدرة النساء على هذا.
فأكثر ثلاثة أفلام حققت نجاحا في أميركا العام الماضي 2017، كانت بطولات نسائية، وهي:
فيلم الجميلة والوحش Beauty and the Beast بطولة إيما واطسون.
وحرب النجوم: الجيدي الأخير Star Wars: The Last Jedi بطولة ديزي ريدلي. وكذلك فيلم سيدة العجائب Wonder Woman من إخراج سيدة وهي باتي جنكنز وبطولة سيدة أيضا غال غادوت.
ويمكن أن نجادل الآن بأنه في العام الذي أَدين فيه رجال أقوياء ومؤثرون وتعرضوا لفضائح، فقد شهد ظهورا لنساء قويات في الواجهة.
ربما كان الأمر صدفة، خصوصا إذا ما أخذنا في الاعتبار المدة الطويلة التي استغرقتها صناعة الفيلم، ما يعني أن حدوث هذا في عام واحد لم يكن أمرا مرتبا.
ولكن لنضع في اعتبارنا أيضا أن آخر مرة احتلت فيها القمة ثلاثة أفلام من بطولة النساء كانت في عام 1958.
ومن اللافت للنظر أيضا وجود أفلام أخرى بطلتها سيدات حققت شعبية كبيرة، العام الماضي، وبعضها مرشح بقوة للفوز بجوائز أوسكار.
ومن الواضح أن الأمر لا يرتبط بإقناع هوليوود بأن النساء يمكنهنّ تحقيق إيرادات في شباك التذاكر.
وحتى قبل الإعلان عن عائدات شباك التذاكر في 2017، فإنّ هناك أدلة قاطعة تشير لتفوق جنيفر لورانس وقدرتها على القيام ببطولة فيلم، وهناك نجمات أخريات يمكنهن القيام بهذا أيضا مثل، ريس ويزرسبون أو كيت ونسليت أو كيت بلانشيت.
هناك قضايا أخرى مرتبطة بالمال، يجب على المرأة العمل عليها، وهي الحصول على نفس أجور الرجال في الأفلام.
ومازالت قضية مساواة أجور النساء بالرجال في هوليوود معلقة حتى الآن ولم تحسم. كما أن السيطرة على إنتاج الأفلام وإنفاق الأموال في هذه الصناعة أمر بالغ الحساسية.
كما أن وجود النساء المخرجات مازال ضعيفا، وكانت المخرجة كاثرين بيغلو، الوحيدة التي فازت بجائزة الأوسكار أحسن إخراج في 2010 عن فيلم “خزانة الألم”.
ويكفي أن ندرك أنّ أربع سيدات فقط رشحن من قبل لجائزة أفضل إخراج في تاريخ جوائز الأوسكار.
ويجب دائما الاحتفاء بالأولى، وعندما يصبح هناك ثانية وثالثة يفزن بالجائزة سيتحول الأمر إلى جزء من الثقافة.
تكافؤ الفرص
وهكذا، فإنه يمكن لأفلام تقودها سيدات أن تحقق إيرادات. وعندما يصبح الأمر عاديًا ولا يثير الانتباه سيصبح ببساطة جزءا من طريقة إنتاج الأعمال في هوليوود.
وكل ذلك جزء من عمل توازن دقيق.
هوليوود تحب النساء، فهي جزء أساسي من البريق الذي قدمته إلى العالم.
النساء مؤثرات في هذه الصناعة، ليس فقط تلك الموجودات في هوليوود، ولكن كل واحدة منا، من تدفعن الأموال لمشاهدة الأفلام التي تشارك فيها النساء.
وبالإضافة لكل هذا فإنّ النقطة الواضحة التي للأسف يجب العمل عليها: النساء تطالبن فقط بالمساواة مع الرجال وليس الحصول على معاملة خاصة. وهذا يعني أيضا تكافوء الفرص.
وإذا كان هناك ما يمنع تحقيق هذا، خصوصًا الطريقة القديمة التي يَنظر من خلال للمرأة، فإنه ربما كانت حملات مثل “#أنا أيضا” و”#الوقت انتهى” هامة ومؤثرة. ولكننا لن نرى حقا مظهر التغير الثقافي الكامل في المستقبل القريب.