هل يكون 2018 العام الذي تحولين فيه مجال اهتمامك إلى مشروع تجاري مربح؟
من المؤسف أن تحويل هذا الحلم إلى حقيقة أقل احتمالا بين النساء بالمقارنة مع الرجال.
فقد توصلت أبحاث أجراها بنك “ناتويست” في المملكة المتحدة إلى أن النساء أقل احتمالا بنسبة الثلث في أن يبدأن مشروعا جديدا. وقد ذكرت مشاركات في الدراسة أن الخوف من الفشل هو العائق الرئيسي أمامهن.
فما الذي يمنعهن من تحقيق ذلك؟
تعتقد المدونة والكاتبة إيما غانون أن النساء يواجهن أزمة ثقة جماعية.
وتقول غانون: “لدينا كل الأدوات، ولدينا اتصال الإنترنت فائق السرعة، ولدينا كل الأشخاص الملهمين حولنا، ونشاهد ما يفعله الآخرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي كل الوقت. ومع ذلك، هناك شيء يقف في طريقنا”.
وتوضح أن هناك ثلاثة تحديات رئيسية تقيدنا، هي الوقت، والمال، والثقة.، معتبرة أنه لو تمكنّ من التغلب عليها، فإنهنّ سيبدأن عددا من أكبر المشاريع.
أما مديرة ومؤسسة منظمة “وومن هو” أوتيغا أواغبا، التي تهدف إلى توطيد الصلات بين النساء ودعمهن في مجالات الإبداع، فتسعى لمساعدة النساء اللواتي يدرن أعمالا تجارية، سواء كأعمال جانبية، أو بدوام كامل، للنجاح في مسيرتهنّ.
وتقول أواغبا إنه من المهم تحديد تخصص ما، وإيجاد شيء لا يفعله الآخرون، مضيفة:”إن لم تكوني تفعلين شيئا جديدا تماما، فإن وجود ميزة فريدة لديك في تسويق مشروعك يعدّ أمرا ضروريا، وهذا “سر نجاحك”.
في هذا السياق، رأت الممرضة تعلورا مودي عندما كانت في سنّ العشرين أنّ هناك فجوة في سوق ساعات اليد المصممة خصيصا للممرضات.
وقد لاحظت أن الساعة التقليدية للممرضات كانت فضية عادية، ومملة جدا، ولذا فكرت لماذا لا تجعل تلك الساعة ممتعة أكثر؟ لذلك، طوّرت تصاميم مختلفة تُستخدم فيها أشكال عديدة، مثل “الزهور، والقطط، والنجوم، وكل شيء يمكن أن تفكر فيه”.
وفي سن الثالثة والعشرين، حجزت مودي رحلة إلى الصين لتتحدث إلى بعض المصانع بشأن تنفيذ فكرتها، وهكذا بدأ مشروعها في النجاح.
وتتابع: “كان الموضوع جنونيا بعض الشيء. لم يكن لدي تعليم في مجال الأعمال التجارية إطلاقا. كنت صغيرة جدا، وفي ذلك السن، كنت جريئة أيضا، وسافرت إلى آسيا. لم يبد الأمر عظيما حينئذ. والآن عندما أروي قصتي بعد مرور عشر سنوات، لا يصدقها كثير من الناس. لكن في ذلك الوقت، بدا لي أن القيام بهذه المهمة أمر طبيعي. لقد حققنا أرباحا في السنة الأولى، وهو أمر غير معتاد. وأعتقد أننا كنا محظوظين لأن الناس الذين اشتروا منتجاتنا كانوا يرتدونها حينذاك أمام عملاء محتملين آخرين، وبشكل يومي تقريبا في العمل”.
وتقول أواغبا: “من الواضح أن وجود شبكة أمان، أو ربما محاولة ادخار القليل من المال مسبقا يمكن أن يساعد حقا عندما يصبح المشروع في مرحلة صعبة، ومن الواضح أن مشروعات كثيرة لا تكون مربحة بشكل فوري. لكنني آمل حقا ألا يكون المال عقبة أمام النساء عند الشروع في أعمالهنّ التجارية”.
وإذا كان لديك عمل، من الخطر أن تتركيه بهدف التركيز بنسبة 100 في المئة على مشروعك الجانبي. ولا تضيعي ساعات العمل اليومية الرسمية في مشروعك الخاص. ومن أهم الأمور التي تقولها أوغابا للنساء اللواتي يحاولن تحقيق التوازن بين عملهن الأصلي، ومشاريعهنّ الجانبية: “لا تعرضي وظيفتك الرئيسية ومصدر دخلك الرئيسي للخطر. حاولي فقط النهوض في وقت مبكر لإنجاز بعض المهام قبل موعد العمل الرئيسي. فهذا ما فعلته عندما كنت أحاول النهوض بمؤسسة “وومن هو”. فالعمل لمدة ساعة أو ساعتين قبل موعد العمل الرئيسي وقضاء مساء خال من المهام، هو أكثر إنتاجية من محاولة العمل لساعات إضافية في المنزل بعد العودة من العمل”.
ويبقى السؤال، كم من المال يمكن أن يجني مشروع جانبي؟
لم تفصح غانون، التي يأتي دخلها من مصادر متنوعة، منها مشروع كتاب جديد، وحضور فعاليات مختلفة، وإدارة مدونتها الصوتية عبر “الإنترنت”، عما تجنيه بالضبط من أموال. لكنها تشير إلى أنّ خمس العاملين في المملكة المتحدة لديهنّ مشاريع جانبية، لذلك، فإنّ الإتجاه ينمو، ومرغوب. لكنها تنصح بالصبر في البداية.
وتقول غانون: “لم أتمكن من ترك وظيفتي الأصلية. كان يتعين علي الحصول على راتب ثابت، وكان يتعين علي الحصول على المال، ودفع الفواتير، ودفع إيجار السكن؛ لذلك، من أجل البدء في هذا المشروع، كنت أحتاج إلى استقطاع ساعات ودقائق وأيام بعيدا عن وظيفتي. وتركت وظيفتي في النهاية، لكن لم أكن أستطيع تنفيذ مشروعي الجديد بين ليلة وضحاها”.
أما مودي فقد وجدت طريقة أخرى لتحقيق التوازن بين عملها ومشروعها الجانبي. فهي تعمل ممرضة في قسم التوليد في الخدمة الصحية الوطنية ليوم واحد أسبوعيا، ولمدة 10 أشهر في العام، وتقضي بقية الوقت في العمل في مشروعين لتصنيع أدوات طبية.
وتقدم أواغبا بعض النصائح للنساء اللواتي يشعرن بحماسة لبدء مشاريع جانبية خاصة، وتقول: “لتكن لديك أهداف واضحة وملموسة لتحفيزك وتوجيهك إلى الطريق الصحيح. حتى لو كان الأمر يتعلق بالحصول على مجموعة جديدة من العملاء الذين يعملون لحسابهم الخاص، أو الحصول على موقع عبر “الإنترنت” وتشغيله، حاولي أن تحددي لنفسك هدفا، وحددي موعدا لإكماله، وأخبري الآخرين به كي تظلي مسؤولة أمامهم، ثم اقدمي على تنفيذه”.