نشرت مجلة “فام أكتيال” الفرنسية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى مجموعة من المعلومات والحقائق الغريبة التي قد يجهلها الكثيرون عن أهم الأعضاء الداخلية لجسم الإنسان، ألا وهو القلب، وكيفية عمله، وآخر ما توصل له العلم بخصوصه.
وقالت المجلة، في هذا التقرير إن متوسط دقات القلب البشري في اليوم يقدر بحوالى 100.000 نبضة، وهو ما يعادل 60 إلى 100 نبضة في الدقيقة بالنسبة لشخص بالغ في وضع طبيعي. أما في حالة القيام بجهد مكثف، وبالنسبة لرجل يبلغ من العمر 50 عامًا، فيمكن أن يرتفع معدل دقات القلب إلى 170 نبضة في الدقيقة. ومع ذلك، لا يعد ذلك رقما قياسيا، حيث يسجل قلب الطائر الطنان ما يصل إلى 1200 نبضة في الدقيقة الواحدة.
أضافت المجلة أن الكتاب الأول الذي خصص لأمراض القلب يرجع تاريخه إلى سنة 1550 قبل الميلاد، تحت عنوان “معالجة القلب”، الذي يمثل مجموعة من ورق البردي الطبي كتبه علماء مصريون.
ووفقا لبعض علماء الآثار، اكتشف المصريون القدامى علم تشريح القلب في وقت مبكر، منذ 3000 عامًا قبل الميلاد. كما يوجد في بروكسل، في بلجيكا، متحف مخصص للقلب، يعرض رمزية هذا الجهاز في ثقافات مختلفة.
وأفادت المجلة بأن القلب البشري يزن في المتوسط 330 غراما، ما يعادل وزن وعاء من المربى، أو مجلة أو مضرب “تنس”. في المقابل، يزن قلب الحوت الأزرق، في المتوسط، 600 كيلوغرام. أما في ما يتعلق بدقات القلب الأولى في حياة الإنسان، فتنبض عندما يكون عمر الجنين 21 يوما فقط، وبالكاد يصل طوله إلى خمسة مليمترات، علما أن القلب يعدّ العضو الأول الذي يتشكل خلال مرحلة نمو الجنين.
وأشارت المجلة إلى أن العملية الأولى لزرع قلب للإنسان في العالم أجراها البروفيسور كريستيان برنارد، في 3 من شهر كانون الأول 1967. وقد كانت عملية شاقة استمرت 9 ساعات، في جنوب أفريقيا، بمشاركة فريق طبي مؤلف من 30 شخصا.
وأفادت المجلة بأنّ القلب جهاز معقد يتكون من أربعة تجاويف: الأذينين (تتلقيان الدم من خلال الأوردة) والبطينين (ترسلان الدم إلى الشرايين). ويمكن أن يتشكل القلب على الجانب الأيمن من الصدر خلال فترة الحمل، وهو ما يعرف باسم “دكستروكارديا”. وقد يصيب هذا التشوه كلّ أجهزة الجسم، وهو ما يعرف بانعكاس وضع القلب والأحشاء.
وأضافت المجلة أن باحثين سويسريين تمكنوا، في تموز من صنع قلب اصطناعي بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. وقد صنع القلب من السيليكون، ويزن حوالى 390 غراما، ويقدر حجمه بنحو 679 سم مكعبا.
وبينت المجلة أن ما يعرف بإكتوبيا القلب يعدّ تشوها يصيب حوالى خمس حالات ولادة من بين مليون حالة. ويتمثل هذا التشوه في نمو القلب خارج جسم الطفل، على صدره. وعلى الرغم من أنّ فرص البقاء على قيد الحياة في هذه الحالة تعد منخفضة جدا، إلا أن الجراحين يحققون المعجزات في بعض الأحيان. ففي شهر كانون الأول 2017، أجريت عملية لمولودة تعاني من انتباذ القلب، وتمّ وضع قلبها داخل صدرها بنجاح.
وذكرت المجلة بأن العلم يمكن أن يتجه نحو زرع قلب الخنزير للبشر. ففي نيسان 2016، وقع زراعة قلب خنزير لقرد البابون. وقد تواصل عمل الأعضاء المزروعة في جسد هذا القرد حوالى العامين والنصف.
أما فيما يتعلق باستعمال شكل القلب على اعتباره تصميما رمزيا، فيعود أقدم تمثيل له إلى سنة 700 قبل الميلاد، تمّ نقشه على عملة فضية ليبية. ويعتقد المؤرخون أن هذا التصميم يمثل، في الواقع، رسما مستوحى من بذور السلفيوم، وهو نبات طبي قد انقرض، كان يستخدم على اعتباره وسيلة لمنع الحمل.
أضافت المجلة أنّ “متلازمة القلب المكسور” موجودة فعلا، وهو ما يعرف في الطب باعتلال عضلة القلب. وقد تمّ تشخيصها للمرة الأولى في عام 1990، حيث تمثل قصورا في القلب يرتبط بصدمة عاطفية، في 28 في المئة من الحالات.
وأكدت المجلة أن تشبيه الطماطم بالقلب يعود إلى لونها الأحمر، وغرفها الأربعة المجوفة، وشكلها الخاص. فضلا عن ذلك، تعد هذه الفاكهة مفيدة لعضلة القلب؛ بفضل احتوائها على الليكوبين (مضاد للأكسدة)، الذي يساعد على الحد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 59 في المئة، وذلك وفقا لدراسة فنلندية نشرت في شهر تشرين الأول 2012.
وذكرت المجلة بأنّ 477 شخصا في فرنسا قاموا بإجراء عملية زرع للقلب في سنة 2016. ويقدر العمر المتوقع في المتوسط للأشخاص الخاضعين لزراعة القلب بنحو 20عامًا.