في إحدى زوايا ولاية كاليفورنيا المشرقة وبالتحديد خارج وسط مدينة سان خوسيه، يوجد منزلٌ تحيط به هالة من الغموض الشديد، إلى درجة أن أحد أفلام الرعب الهوليوودية اُستُوحيت منه. هذا هو منزل وينشستر الملقب بـ”البيت المسكون” الأكثر رعباً في الولايات المتحدة.
ولطالما طارد هذا المنزل الفكتوري، المكوّن من أربعة طوابق، مخيّلة سكان سان خوسيه منذ أن شُيّد في العام 1884، ولكنه سيكون محطّ أنظار العالم لدى إطلاق فيلم الرعب “وينشستر” من بطولة هيلين ميرين. وتلعب ميرين دور سارة وينشستر التي يُقال إنها صممت هذا المنزل الغريب الذي يبدو كأنه جزءٌ من مدينة ملاهي.
ولن يتضطر أحد إلى مشاهدة الفيلم ليرى المنزل، إذ باستطاعته زيارته بنفسه… ويتميّز المنزل بالعديد من السمات الغريبة مثل السلالم التي تؤدي إلى السقف، والنوافذ المرّكبة في الأرضية، بالإضافة إلى بابٍ قد يوقعك من ارتفاع يبلغ 12 قدماً.
ومن العناصر المتكررة المخيفة ظهور الرقم 13 في كلّ أنحاء المنزل سواءً من خلال السنانير التي تُوضع عليها المعاطف، أو ألواح السقف. وهناك أيضاً أنماط زخرفة على شكل شباك عنكبوت، بسبب الإيمان بقدرتها على جلب الحظ السعيد آنذاك.
ويُعد المنزل استثنائياً أيضاً بسبب مساحته الواسعة، إذ ما بدأ كمنزلٍ ريفي يتكوّن من طابقين انتهى كمنزلٍ أشبه بالقصر يتكون من سبعة طوابق فيها 160 غرفة، و47 مدفأة، وعشرة آلاف لوح زجاجي.
تجدر الإشارة إلى أنه في فيلم الرعب “وينشستر”، تلعب هيلين ميرين دور وريثة ثروة شركة “وينشستر لتكرير الأسلحة”، سارة وينشستر، التي كانت مقتنعة أن منزلها مسكون بالأشباح.
وقد استطاعت سارة أن تبني هذا المنزل بسبب كونها وريثة ثروة شركة “وينشستر لتكرير الأسلحة”. وبلغ مصروفها اليومي ألف دولار بعد وفاة زوجها، ويليام ويرت وينشستر. وهو رقم قياسي بسبب كون متوسط الأجر اليومي آنذاك 1.50 دولار. ويقال إن سارة آمنت أنها مسكونة من قبل الأرواح التي لقت حتفها بسبب أسلحة وينشستر.
ولا توافق المرشدة التي عملت في المنزل منذ العام 2012، ماريا كامبتشافير، على السمعة السيئة التي ترافق سارة، إذ تقول: “ينتشر مفهوم أنها كانت مجنونة… ولكنها في الحقيقة كانت من أهمّ الشخصيات الاجتماعية في المنطقة.”
أما للأشخاص الراغبين في زيارة المنزل الغامض، فيمكنهم ذلك على مدار السنة، إلا يوم عيد الميلاد. ولمزيد من الرعب، يمكن زيارة المنزل خلال جولة الشموع السنوية في “عيد الهالووين”. وتختلف أسعار التذاكر، وقد تبلغ قيمتها 49 دولاراً.
أما الجولات العادية، التي تستغرق 65 دقيقة، فتركز على المعلومات التاريخية والوقائع. ويبلغ سعر التذاكر 39 دولاراً مع تخفيضات لكبار السن والأطفال دون الثانية عشر من العمر.