أظهرت دراسة توصل إليها باحثون بعد مراجعة عدد كبير من الدراسات أن الحيوانات لا تتخاطب فيما بينها كالبشر فحسب، وإنما تتناوب على التحدث إلى بعضها على شاكلة ما يقوم به البشر أيضا.
وفي حين أنه كان يعتقد أن التناوب خلال التخاطب خاص بالبشر، إلا أنه منتشر حاليا في عالم الحيوان، وفق ما ورد في الدراسة التي نشرتها مجلة “رويال سوسايتي بابلشينغ” البريطانية ونشرت محتواها مجلة “نيوزويك” الأميركية في أحدث أعدادها.
الدراسة التي قام بها باحثون من جامعتي يورك وشيفيلد البريطانيتين ومعهد للأنثروبولوجيا في ألمانيا وآخر للألسنية في هولندا وقفوا على حالات لأخذ الأدوار أثناء التخاطب فيما بين أنواع محددة من الحيوانات.
وتمّ استنتاج ذلك بالنسبة إلى الفيلة الأفريقية التي تتواصل فيما بينها من خلال أصوات متواصلة وحادة، ويكون التواصل بصوت أشبه بالتغريد لدى نوع من الفئران الرخوة ذات الجلد الأملس، بينما يكون ذلك بين نوع من الفراشات عن طريق تبادل وميض من الضوء يصدر منها.
وبالنسبة إلى الطيور المغردة، فقد توصل الباحثون إلى أن الفرق الزمني بين نداء طائر وآخر هو الغالب أقل من خمسين جزءا من الثانية، في حين يكون بطيئا أكثر لدى نوع من الحيتان، حيث يفصل بين إشارات التواصل الخاصة بها ما يصل إلى ثانيتين، بينما لدى الإنسان يكون الفاصل الزمني في حدود 200 جزء من الثانية.
وقد اقترح الباحثون وضع إطار عمل من أجل التقدم نحو فهم أكبر للسلوك المتعلق بالتخاطب، وقال كوبين كندريك رئيس قسم اللغة والألسنية في جامعة يورك إن هذا الإطار سيسمح للباحثين بتحديد التطور التاريخي للسلوك الخاص بالتناوب أثناء التخاطب، والإجابة عن الأسئلة المعلقة عن جذور لغة البشر.