3.2K
أصبحت المرأة في عصرنا الحالي تهتمّ بشكلها أكثر من أي عصر مضى خصوصًا مع الوسائل المتاحة والتطوّر التكنولوجي… ما دفع بعدد كبير من النساء والمراهقات إلى الإتجاه إلى كافة الوسائل الممكنة لتحصلن على شكل يحلمن به، ولتحقيق الراحة النفسية وإبعاد شبح التقدّم بالسنّ الساكن في اللاوعي عندهنّ ما يجعلهنّ أكثر جاذبية ولافتات للنظر… فالمظهر تحوّل الهمّ الأول لهنّ وجواز مرور نحو حياة أفضل… وأصبحت مراكز التجميل تشكل بالنسبة الى العنصر الأنثوي سفينة النجاة التي تحملهنّ الى عالم الجميلات…
لا شك في أنّ لكل إنسان نظرته الخاصة في الجمال، إذ يختلف الذوق الفردي في الجمال عن الذوق الجماعي وقد تختلف هذه المعايير بعد مدّة من الزمن، خصوصا وأنّ مسألة الجمال عند المرأة مختلفة بين عصر وآخر، ومن شعبٍ إلى آخر ومن ثقافةٍ إلى أخرى… فالجمال أمرٌ نسبي، ولكن هناك مجموعة من معايير متفق عليها والتي إن اجتمعت في امرأة دلّ ذلك على أنها جميلة…
وإن كان الجمال هو مجموعة من المقاييس، كما حدّدها الخبراء واتفقوا عليها، إلا أنه من جهة أخرى لا يشمل فقط التكاوين، بل أسلوب حياة بأكمله… هذا ما تقوله خبيرة التجميل ليلى عبيد، المالكة والمديرة الإداريّة للـ”سنتر” التجميلي “سنتر عبيد” في بعبدات- لبنان، حيث تهتمّ بجمال المرأة من الألف إلى الياء، وتقدّم النصائح القيّمة عن الجمال، كما أنها مؤلفة كتاب “مملكة الجمال” الذي يعدّ بمثابة موسوعة جماليّة…
وبما أنّ الجمال يستهوي السيدة مهما كان موقعها ولو كانت فتاة مراهقة أو امرأة ناضجة، فإنّ بعض السيدات قد يحبّذن الأشياء الطبيعيّة للإهتمام بجمالهنّ، فيما تفضل أخريات التقنيات والأمور المصنّعة… لذلك، كان لا بدّ من لقاء يجمعنا بسيدة لها اسم عريق في عالم الجمال والمرأة لتشاركنا بخبرتها الواسعة وتشاطرنا آرائها بتجاربها الغنيّة… فجاءت هذه المقابلة مع السيدة عبيد لـFeminine Spirit…
– كيف دخلتْ ليلى عبيد إلى عالم المرأة، وغاصت في عالم الجمال؟
لو سئلتُ نفس السؤال في الماضي، لكان جوابي سيكون مختلفًا عمّا هو عليه اليوم. كان لديّ الحبّ بأن أكون أفضل، وكنتُ أشعر بسعادة كلّما اهتميّتُ بنفسي، من خلال تسريح شعري ووضع الـeyeliner إلخ… كنتُ قادرة أن “أجمّل” نفسي بنفسي، من دون مساعدة أحد، ما دفعني إلى الولوج في عالم الجمال، إذ كنتُ قادرة أن أكسب الناس الثقة بي وبيديّ… كنتُ أحبّ أن أصنع الجمال لدرجة أنني كنتُ أحبّ أن أخيّط ثيابي من قطعة قماش آخذها من والدتي أم جدّتي… لطالما كان لديّ الموهبة للقيام بالـmix and match وأن أحلّي الـCurves من خلال البساطة… وأحيانًا، يظهر الإبداع عندما يكون هناك نقص ما وعدم توافر كلّ ما يحتاجه المرء؛ فيبحث عن سبل معيّنة من أجل الحصول عمّا يحتاجه، ليشعر فيما بعد بالتقدير للشيء الذي ابتكره خصوصا بعد أن قضى وقته في البحث والإبتكار؛ ولهذا السبب نلاحظ أن الأشخاص يحتفظون عادة بأغراض صنعوها بأنفسهم لأنّ هذه الأغراض الـ Handmade والتي تذكرهم بطفولة معيّن، لها مكانة كبيرة لديهم… ونرى نفس الحالة عند حصولكِ على خاتم والدتك التي ورثته عن جدّتك، فقيمته تكون بالنسبة إليك كبيرة… كذلك الأمر بالنسبة إلى الجمال، الـMakeup artist يغيّر مظهركِ، والـHair dresser يغيّر لك قصّة شعرك، ومن يصغ لك شعركِ يقرّر عنكِ لون شعركِ والـTones المختلفة له؛ إلا أنني إكتشفتُ بنفسي ما يناسبني لمظهري فإخترتُ لون شعري منذ زمن وقررتُ أنّ هذا هو اللون المثالي بالنسبة إليّ ولم أغيّره حتى اليوم، ونفس الأمر ينطبق على الماكياج… كنتُ أبحث بنفسي عمّا يجعلني أجمل، وهذا الأمر خوّلني التدخل في مظهر المقربين مني، مثلا كنتُ أهتمّ بمظهر أختي، وخالتي، والجارة وبنت الجارة، من ماكياج وشعر… وقد نمّيتُ هذه الموهبة إلى حين تزوّجت… وقد دعمني زوجي من خلال توفير كلّ العناصر اللازمة لعملي، بصورة أفضل، ولكن حافظت بنفس الوقت على الإبداع الذي في داخلي ولكن بصورة أكثر تطوّرًا… وبعد سنتين من زواجي، كنتُ قد بدأتُ بهذه “الرحلة” في عالم الجمال… وأتقنتُ ما أحبّه بعد أن سافر زوجي الذي كان مدير في بنك سردار، ودرستُ في Royal Academy of Arts in London و Academie de Soin de Leon وإنصبّ إهتمامي على القيام بالدراسات لتطوير الإبداع لديّ كي أستطيع صنع “علامتي التجارية”… واتبعت طريقة خاصّة بي بدأت في الـSoin du visage وقد قدّر الناس الـ Touch لأصابيعي؛ إذ إنني عندما سافرتُ إلى فرنسا وقابلتُ في مركز Clarins أستاذ فيلييب لو كورتان أشاد بمقدرتي في التأثير على النهايات الثلاثة للجهاز العصبي، من خلال طول أصابيعي والإحساس لديّ، وكانت الموسيقى تأخذني إلى مكان آخر وتنساق أصابيعي على أنغامها، كنتُ أشعر بسلام داخلي كبير لأنني كنتُ أحبّ ما أقوم به، والعطاء والسلام والإهتمام والشعور بالتقدير من الآخرين والهدوء في شخصيتي وصوتي ساعدني في النجاح، إضافة إلى تقدير زوجي الداعم لي من خلال إفتتاح مركز تجميلي، وقد طورته من خلال مثابرتي وغيّرتُ تصميمه الداخلي أيضا لأكثر من مرّة إلى حين أصبح اليوم اللون الأبيض هو الطاغي على “الديكور” تجسيدًا لنظرتي في الأمور التي أصبحت شفافة وصافية… آمنتُ بنفسي من دون أن أدرك، وهذا الإيمان أعطاني الثقة بنفسي كي أصل إلى المرحلة التي أصبح الناس يثقون بي …