الحبّ نعمة من الله، ابتدأ مع بداية البشرية عندما أحبّ آدم حواء، وقد تكلّمت عنه القصص العربيّة والعالميّة التي تروي قصص العُشّاق، كما هو الحال في قصّة أوزيس وأوزيريس، أنطونيو وكليوبترا، روميو وجولييت، وغيرها من قصص الحبّ الخالدة والشعر الغزليّ التي وقف التّاريخ شاهداً عليها.
وذلك الحبّ لا يتبلور إلا مع اتجاه العروسين إلى التعبير عن العشق المتبادل من خلال تكوين حياة زوجية سعيدة، تبدأ في حضور مجموعة من الأهالي والأصدقاء، لإعلان مراسم الزواج رسميّاً، وتتويج مشاعرهما في حفل زفاف سعيد ورومانسيّ، أو أسطوري وملكي علّهما يغوصان في سحر عالم ألف ليلة وليلة…
لذلك، قد ينفق العروسان الكثير من الوقت والمال من أجل التخطيط لهذا الحفل وتنظيمه طبقًا للقوانين والأعراف والعادات… فتحدّد ميزانية لما يمكن إنفاقه أثناء التجهيز لهذا الزّواج، وتوضع خطّة مناسبة للسّير عليها أثناء عمليات الدّفع والشراء لمستلزمات الزفاف والزّينة وباقي التفاصيل.
ويُعتبر تزيين قاعة حفل الزفاف من الأساسيات التي ينبغي الإعداد لها جيداً، إذ في هذه القاعة ستُشهد ليلة من أجمل ليالي العمر. لذلك، لا بدّ من أفكار جديدة وإبتكارات وإبداعات، خصوصاً أنّ عالم الأعراس يُدخل باستمرار كل ما هو جديد أو غريب.
وبما أنّ العروسين قد لا يكون لهما أدنى فكرة عمّا سيقدّمانه في حفل زفافهما، كان لا بدّ من تدخّل خبير في هذا المجال وهو منظم الأعراس المختصّ بالتخطيط والتنظيم والتنفيذ… هذا الأمر تؤكده منظمة الأعراس جومانا كنعان، التي لها خبرة واسعة في حقل الأعراس…
كنعان، التي تستقبلك في مكتبها بلطف ورقي، تستفسر عن كلّ هواجسك وكل الأسئلة التي تحيّرك، وتجيبك بلباقة وأناقة… هذا ما قالته في دردشة لـ FeminineSpirit
– كيف دخلت مجال تنظيم حفلات الزفاف ولماذا اخترتيه؟
منذ صغري، أحبّ كلّ ما يتعلّق بالفنّ والترتيب والذوق. كما أنني كنتُ أحبّ الموسيقى كثيرًا، إذ كنتُ أشارك في الرقص في حفلات المدرسة، وكنتُ أقدّم الرقص الشرقي والفولكلوري والدبكة اللبنانية.
وعلى الرغمّ من أنني حائزة على شهادة محاسبة وإدارة أعمال، إلا أنني حافظتُ على شغفي بكل ما يتعلّق بالذوق والفنّ، لذلك شاركتُ أيضًا بالرقص في حفلات الجامعة ومع فرقة لبنانية معروفة.
ونظرًا لولعي بعالم فنّ تنظيم الحفلات، طوّرتُ تلك الهواية لديّ إلى مهنة، وانتقلتُ من مجرّد تنظيم الأعراس للمقربيين مني من أهل وأصدقاء، إلى إحتراف، ما دفعني منذ عشر سنوات إلى افتتاح شركتي jijifiesta
– ما الخدمات التي تقدّمها شركتكم لتنظيم الأعراس؟
إنّ الخدمات التي نقدّمها تتناول تنظيم وتنسيق وتقديم خدمة تأمين مضيفات واللواتي ينقسمن إلى فئتين: المساعدات لديّ في المكتب، وأخريات من خارج المكتب. والمضيفات يستقبلن الناس، كما تشارك أخريات منهنّ في وظيفة تحدّد لهنّ خلال حفل الزفاف.
عندما يزورني العروسان، نتحاور في موضوع الزفاف، وأدوّن كل الهواجس التي تنتاب العروس، فألحظ ما تحبّه، وأستفسر عما إذا كانت قد أمّنت المكان لإقامة الزفاف، إذ في حال لم تؤمنه أتكفل أولا بتأمين المكان بعد الإستفسار إن كانت تفضل الحفل في المكان الطلق أم في مكان داخليّ، كما أهتمّ بموضوع تزويد الطعام والأزهار. ونتحاور في فكرة الزفاف الرئيسية من أجل تأمين زينة للمركز حيثُ سيقام الحفل، إذ نتفق مثلا على تجسيد فكرة سندريلا أم الفراشة أم حقبة العشرينات وشارلي شابلين وغيرها من الأفكار… كما أنني قد أتناول تفاصيل متعلّقة بفستان العروس وماكياجها كي تتكامل صورة الفكرة المبتكرة للحفل.
– كيف تبتكرين الأفكار؟ إلى أي مدى يتدخل العروسان في الذوق؟
أحيانًا تزورني العروس من دون أن يكون لديها أدنى فكرة عمّا تريده في حفل زفافها. فأقدّم لها أفكار عديدة ونماذجًا، وعندما تقتنع بإحداها وتطلب تنفيذها، أباشر بالعمل.
– هل الفكرة هي التي تحدد المواد المستخدمة في العمل؟ ما المواد التي تستخدمينها؟
يتمّ إختيار المواد استنادًا إلى الفكرة موضوع الزينة. إذ يتمّ إختيار القطعة المركزة على الطاولة أي الـCenter piece التي قد تكون مزهريّة أو أساس من الكريستال أو الفضي أو الذهبي أو Boxes. كذلك، يُمكن إضافة الشموع والأزهار ورقم الطاولة وصور للعروسين أو وضع تمثال، وكلّ ذلك بالتنسيق مع العروسين وحسب الموضوع ورغبتهما.
– ما أحدث صرعات وموضوعات حفلات الزفاف وألوان هذا الموسم؟
تشهدُ حفلات الزفاف رغبة العروسين في إختيار اللون الأبيض مع لون “الخضار” والزهر الفاتح مع الأبيض وقلما يتمّ إختيار اللون الأحمر لأنه لون صارخ … وعلى الرغم من أنّ اللون الذهبي من الألوان الجميلة للزينة في الأعراس، إلا أنّ هناك اتجاه نحو اعتماد اللون الفضي لأنه يتناغم مع الكريستال، وبالتالي هو من أكثر الألوان المطلوبة للزينة هذا الموسم.
– تعتبر الورود من المواد الأساس المستخدمة خلال حفلات الزفاف… ما موضة الموسم؟
إجمالا، تلعب العروس دورًا كبيرًا في إختيار الورود التي تحبّها… وهناك من يحبّ الورد الجوري، الزنبق، الأروم، الاستوما، زهرة الجيبسوفيلا، والتوليب التي تعتبر الأغلى…
-هل الأمكنة حيث تقام حفلات الزفاف تلعب دورًا مهمّا وتفرض مسار عمل معيّن؟
طبعًا. وهذا الأمر يتوقف على حجم الحفل الذي يريده العروسان، إذ قد يرغبان بحفل زفاف كبير، وعندها المكان الصغير لا يمكنه إستيعاب حفل زفاف كبير. كذلك، في حال الـBuffet لا يمكن أن يكون المكان صغيرًا لأنّ ضيق القاعة تزعج المدعويين وتمنعهم من التحرّك بسهولة. كذلك الزينة تختلف إن كان الحفل هو “عشاء جالس” أم Buffet، وهنا يجب الإنتباه إلى أنّه في حال الجلوس لعشاء “عربي”، يجب تخفيض عدد الصحون لأنها تأخذ مسافة أكبر على الطاولة ما يحدّ من وضع الزينة.
– ما العناصر التي قد تسهّل مسار عملك أو تعرقله؟
العنصر الأساس الذي يؤدّي إلى العرقلة هو “السوق”. فهو صعب لأن هناك من يعمل بضمير وهناك من يعمل فقط من أجل الكسب، وهناك من يقوم بمنافسة غير مشروعة عندما يلتفّ على التعامل مع منظم الأعراس بعد أن يكون قد حصل على كلّ التفاصيل منه. كذلك، نلاحظ منافسة غير شريفة، خصوصًا في بعض الأماكن حيث نشهد محسوبيات وتعامل مع بعض المنظمين للأعراس دون غيرهم، وبدلا من إحتضان منظم أعراس يتعامل معهم للمرة الأولى، يفضلون حصر معاملتهم مع البعض الآخر.
أما بالنسبة إلى التسهيلات التي ساعدت مسار عملي، فإنّها موهبتي على خلق الأفكار وإبرازها بصورة متميّزة والعمل من كلّ قلبي على بثّ روح الأمل والفرح للعروسين.
– تنفيذ حفل زفاف كم يحتاج من الوقت؟
هناك من يبدأ بالتحضيرات قبل عام، وآخر من يبدأ قبل ستة أشهر… إنّ إمهال الوقت أمر مريح لأنه يسمح بإختيار المكان المناسب، والإتفاق على كل التفاصيل… أما التحضير قبل شهرين وثلاثة فإنه يتطلّب مجهود إضافي خصوصًا وأنه يجب أن تكون العروس موجودة في بعض الزيارات لأخذ القرار قبل التنفيذ.
– هل تدربين العروسين على الرقصة الأولى؟
نعم، أدرّب العروسين على الرقصة الأولى وأختار الأغنية وأشير إليهما مطلع الأغنية ليبدآ بالرقص بصورة متناغمة مع إطلاق الألعاب النارية.
– ما حفل الزفاف الأروع الذي نظّمته خلال مسيرتك والأقرب إلى قلبك؟
الزفاف البعيد عن الكلاسيكية أي الزفاف الملكي الذي يتطلّب الكثير من إدخال اللون الذهبي والفضي والكريستال والورد والشاشات العملاقة، والزينة البراقة لطاولة العروسين… كما أنني أبذل دائمًا جهدي بأن يكون عند الإستقبال وقبل الدخول إلى قاعة الحفل “مشروب الترحيب” أي الـ welcome drink
هل تستطيع العروس المقيّدة بميزانية محددة أن تحصل على زفاف أحلامها؟
أقدّم أعمالا تتناول كل الميزانيات… تلعب الزينة دورًا مهمّا وليس من الضرورة أن تكون الـcenter piece كبيرة أم وضع الكثير من الورود؛ إذ يمكن مزج عناصر عديدة في الزينة وإدخال الورود مع الشموع وكل المستلزمات … ما يهمني هي الصورة التي تعكس عملي ولا أهتمّ للميزانية… أحافظ على المهنيّة بغض النظر عن الميزانية… حتى أنه سبق لي أن تكلّفتُ من ميزانيتي الخاصة لإضفاء عنصر مهمّ بنظري في حفل زفاف لم تستطع العروس تحمّل ميزانيّته.
ما النصائح التي تقدّمينها للعروس؟
لكل عروس أن تحبّ كلّ شيء في عرسها وأن تعيش فرحها من دون توتر خصوصا إن كانت متكلة على منظم أعراس تثق فيه لأنه سيقدم لها أجمل الأفكار وبالميزانية التي خصصتها… وأن تنتظر يوم زفافها كي تسعد فيه وأن تفكر بالضيوف وتهتمّ بهم وأن تكون فرحة… أنصحها بأن تكون مسترخية ومطمئنة.
ما المشاريع المستقبلية التي تتطلعين إليها؟
أحضر لزفاف بالتعاون والتنسيق مع برنامج ليلة من العمر عبر شاشة الـOTV وحفل في واشنطن وزفاف آخر في أوتيل خمس نجوم في لبنان… وأتمنى أن يكون الموسم المقبل في وضع أفضل، وأن يتعاون العروسان مع منظم أعراس لأنّ هذا الأخير لا يحصل إلى على نسبة مئوية فقط ولكن يوفر عليهما في كل ما يحتاجانه في حفل زفافهما…