2.5K
تُعتبر “البلوز” جوهر الموسيقى الأميركية من أصول افريقية. غناها فنانون مرموقون أولون أمثال روبرت جانسون، وبيسي سميث، وبوكا وايت، وقد احتلّت مكانتها وشعبيتها، إلى أن أصبحت محببة للناس في أوائل القرن التاسع عشر، عندما بدأ قائد إحدى الفرق الموسيقية بتطبيع نغمات السود الفولكلورية التقليدية في شكل أغانٍ، ليتغنّى المغنون بحزنهم وأساهم، ويعبّروا عن عواطفهم الجياشة.
وتمثل “البلوز” الجسر الذي يربط بين مدرستين من مدارس الموسيقى الأميركية: “الجاز”، و”الروك أند رول”. ولكن، حاليًا، معظم الألوان الموسيقية الجيدة متفرعة من “البلوز”، فموسيقى “الهيب هوب” و”البوب” و”الروك أند رول” جميعها وليدة هذا النوع الموسيقي.
فالـ” “بلوز” تُعتبر موسيقى جدّية بعيدًا عن “التجارية”، ولذلك يمكن من خلال المزج فقط بين “البلوز” وأي لون آخر الحصول على مفتاح باب العالمية”، هذا ما يقوله الفنان إيلي أبي فرح، الذي يؤكد أنّ عودة حقبة نجاح الفنان المتعلق بالـ”موهبة” وليس بالـ”موضة”، قريبة.
أبي فرح، الذي ترعرع في أسرة متعدّدة الثقافات، ومتعدّدة المواهب والفنّ، وُلد من أب لبناني وأمّ برازيلية، ومتزوج من إيطالية، يتقن أصول الفنّ ويبدع في أداء “البلوز” بإحترافية عالية وإحساس مرهف… وقد سبق له أن أثقل موهبته في لندن في التسعينات، وشارك في مهرجانات وحفلات محلية وعالمية…
هذا ما قاله أبي فرح لـFeminine Spirit
– كيف اتجهت إلى الموسيقى الغربية ولماذا لم تختر تلك الشرقية؟ أخبرنا عن بداياتك…
تربيت في عائلة مختلطة، والدي لبناني ووالدتي برازيلية، وهذا المزيج في العائلة خلق جوًا غنيًا من الحضارات والثقافات المختلفة، التي دفعتني إلى عشق الموسيقى الغربية، هذا إضافة إلى معشري في الحي الذي كان يميل إلى الموسيقى الغربية، فتربيت على سماع الموسيقى الغربية، وسرعان ما أسستُ الفرقة الأولى مع صديقي غسان صقر في الثمانينات، لأصبح اليوم محترفًا للموسيقى الغربية، وتحديدًا “البلوز”.
– ما الآلة الموسيقية التي تجيد العزف عليها، وتستهويك أكثر من سواها؟
“الغيتار” هو حبي الأول، ولكنني أعزف أيضًا الـ “هارمونيكا” إلى جانب الغناء كما أنني أعزف الموسيقى الهندية “طبلة”.
– هل سبق لك أن قُمت بغناء أغنيات تنتمي لألوان موسيقية مختلفة أم جرّبت الغناء الشرقي؟
لم أحاول يومًا عزف الموسيقى الشرقية لأنني أشعر بأنّ روحي تنتمي إلى عالم “البلوز” والموسيقى ذات الجذور الإفريقية.
– ما الذي يميّز “البلوز” عن غيرها من الموسيقى الغربية؟
قد يظهر للبعض أن موسيقى “البلوز” سهلة، إلا أنّ الواقع مختلف لأنها صعبة جدًا وتحتاج إلى موهبة وفنّ عالٍ وإحتراف.
– هل هناك إقبال على هذا النوع من الموسيقى في لبنان؟
على الرغم من أنّ الموسيقى الشرقية – اللبنانية هي الأساس في عالم الفنّ، إلا أنّ عشاق الموسيقى الغربية كثيرون خصوصًا لدى الجيل الجديد والأعمار الشابة.
– هل تُفكر في تسجيل أغنية خاصّة بك؟
أنتظر الوقت المناسب لإطلاق “ألبوم” مختلف عما نسمعه… لا أحبّ الأفكار التقليدية، وأقدّر الإبداع والإبتكار الجديد الذي يوجه من خلاله رسالة، لذلك، عملي الذي سأقدمه سيكون عبارة عن الـ Fusion أي مزيج من “البلوز” وأنواع أخرى من الموسيقى.
– هل يُمكن إعتبار اللون الذي تؤديه أي “البلوز” هو مفتاح باب العالمية؟
Label blues تعتبر موسيقى جدية بعيدًا عن “التجارية”، لذلك، لا يمكن إعتبار “البلوز” بحدّ ذاتها بإمكانها أن تُطلق الفنان نحو العالمية، لأنّ الأمر أصبح يتطلّب إختلاطها مع نوع آخر أو لون مختلف من الموسيقى… لذلك، يمكن القول إنّ المزج بين “البلوز” وأي لون آخر يمكن أن يكون مفتاح للفنان نحو العالمية.
– حدثنا عن المهرجانات الغنائية، والجولات الفنية والحفلات التي شاركت فيها؟
شاركتُ في مهرجانات كثيرة في لبنان منذ أوائل التسعينات، كما كان لي جولات فنية وحفلات في لندن منذ الـ95 إلى الـ 2000 ، هذا إضافة إلى إطلاقي ألبومات عديدة وفرق غنائية محترفة في غناء الـ”روك” وليس “البلوز”… حاليًا، أنصبّ فقط على موسيقى “البلوز”.