2K
من لا يحبّ الموسيقى وسماع الأنغام تنساب بسلاسة وانسجام وجمال؟ فالموسيقى منبع الحياة تروي الروح عطشها إلى تمجيد الخالق ورفع قضية بفخر واعتزاز… من دونها لا سعادة ولا أمل… تسري في العروق كالدم فتتأجج العواطف والأحاسيس المرهفة والمشاعر… تجذب إليها الصغار والكبار، المتفائلين وحتى المتشائمين علّها تريحهم من بعض الخيبات وتخلق لديهم بصيص أمل بغدٍ أفضل…

إدوين
قد تكون منفس، أو أسلوب حياة لا يمكن الإستغناء عنه، كما هي الحال مع الشاب المتعدّد المواهب، إدوين لطوف، المثقف، الطموح، الجديّ والخلاق… لطوف يعشق الفنّ ويعمل من دون ملل للوصول إلى أهدافه وتحقيق نجاحاته، علّه يشقّ طريقه نحو العالميّة…

إدوين
ذلك الشاب، في مقتبل العمر، حائز على شهادة في الـ graphic design ويعمل في الـ
Concentration in 2D and 3D animation، إلا أنه قبل كلّ شيء هو موسيقي، انخرط في عالم الفنّ منذ أن كان صغيرًا…

إدوين
عمل في شركات كبيرة، ولكنّه اليوم لديه شركته الخاصّة وهي Arrogant cactus وشعارها Humble creative agency
وفي دردشة مفعمة بالحياة والأمل، يقول لطوف إنّه قرر تسمية شركته بـ Arrogant cactus لأنّ هذا الاسم يُذكره بأنه كان شخصًا متغطرسا ومغرورًا، ولكن اليوم أصبح شخصًا مختلفًا، إذ على الرغم من أنه ما زال مثل الصبار، لا يؤذي نفسه وفي حال تعرّض للأذية من أحدهم انغلق على نفسه…
ويضيف لطوف: “أقوم بتنظيم الحفلات والأحداث إذ لديّ شركة event planning agency واسمها IdeeOh، ولديّ ماركة مجوهرات هي بعنوان EDbrand Jewelry، والتي أصممها بصورة راقية أي على طريقة الـ haute couture jewelry

إدوين
أما بالنسبة إلى الفنّ، يؤكد لطوف أنه يحمل قضية من خلال صوته وهي قضية يسوع، ولا يُنكر حبّه للنجومية طالما أنها تشكل وسيلة فعالة لنشر رسالته عن “الإنسان” الذي يفتقر في يومنا الحالي إلى الإنسانية بكل ما للكلمة من معنى…
إلى ذلك، هذا ما قاله لطوف في دردشة مع Feminine Spirit

إدوين

إدوين
– إدوين لطوف، حدثنا عنك…
اكتشف أهلي موهبة الغناء لديّ منذ صغري، فأرسلوني إلى مدرسة لتعلّم العزف على “البيانو” وإتقان الموسيقى. وفي مرحلة لاحقة، عندما دخلتُ إلى جوقة جامعة سيدة اللويزة لتنمية قدراتي الصوتية، بدأتُ في الوقت نفسه بتطوير هذه الموهبة في مدرسة خاصّة للموسيقى، فتعلّمتُ الغناء الغربي والشرقي … لم أقرر الدخول إلى عالم الفنّ، ولكن مجرى حياتي واعتيادي على العزف والغناء قادني إلى هذا العالم الجميل، وما عدتُ أستطيع العيش من دون موسيقى، إذ أصبح منفسي الوحيد و”تسري أنغامها في مجرى عروقي”… كنتُ استيقظ باكرًا قبل الذهاب إلى المدرسة من أجل التمرين على “البيانو”… كنتُ أتمرّن حوالى الثلاث ساعات يوميًا… وعند بلوغي الـ19 عاما، انفصلت عن الجوقة واتخذتُ خطا خاصّا بي، إذ كنتُ أدخر المال لتسجيل الأغاني والألبومات، ومنها تلك لعيد الميلاد، ومن ثمّ أغنية وطنية من إتناج مديرية التوجيه لعيد الإستقلال، وبعدها لعيد الجيش، وقد تميّز هذا العمل بأنه كان غير مألوف وغريب من نوعه…

الميلاد

الميلاد

الميلاد

الميلاد

الجيش
-ما كان حلمك عندما كنت صغيرًا؟
كان حلمي أن أصبح فنانًا… لم أفكر يومًا بممارسة أي مهنة أخرى.
– هل ترتّل فقط باللغة العربية أم أيضًا باللغة الأجنبية؟
عندما بدأت مشواري الفنيّ في الغناء، وإقامة حفلات الأعراس، كانت اللغة الأجنبية هي الأساس، لأنّ صوتي يتناغم مع اللحن الأجنبي أكثر من اللحن الشرقي… والأغاني التي أؤديها باللغة العربية يتمّ تلحينها بأنغام أجنبية…

إدوين
– هل فكرت يومًا أن تدخل عالم الفنّ من الباب الواسع، أي الإتجاه بمسار مختلف عن “التراتيل” والأغاني الدينية؟
أنا موسيقي قبل أن أكون مرنّم… ولطالما كنتُ أصلي المسبحة قبل الصعود إلى المسرح… ليس هناك تناقض بين الصلاة والفنّ، فالله يقدّر الفنّ والإبداع… طالما أن المرء يحترم نفسه ويحترم الآخر…
وبعد أن أطلقتُ ألبوم “نقطة تحوّل”، أطلقتُ فيما بعد ألبوم لعيد الميلاد، وقد استطعتُ أن أبتكر Branding “The Man in purple” وأصبحتُ معروفًا باللون البنفسجي لأنه لوني المفضل…
كما أنني أؤدي الأغاني بمختلف اللغات: الفرنسي، الإيطالي، الإسباني، الإنكليزي…

البنفسجي

البنفسجي

البنفسجي

البنفسجي

البنفسجي
– بمن تتأثر في عالم الغناء؟ من هو مثالك الأعلى؟
جوليا بطرس بغض النظر عن الخط السياسي… إذ علمتني حمل قضية معيّنة من خلال صوتي… واليوم أحمل قضية يسوع…إعجابي بأي فنان يعني أن أتعلّم منه، لذلك أدرس كيفية إختيار جوليا بطرس لأغانيها وطريقة تقديمها للحفلات وكيفية تسويقها وإقامتها الحفلات… جوليا بطرس لمع اسمها بشكل متدرّج ولم تدخل يومًا درب الشهرة “التجارية”… فمن يحمل قضية يجب أن يحافظ عليها حفاظًا على المصداقية، كمن تحمل قضية تتناول المرأة في أغنيتها، وبالتالي لا يمكنها أن تنشر بعد فترة أغنية أخرى تناقض هذه القضية…

جوليا بطرس

جوليا بطرس
كذلك، أحبّ كارول صقر، وMariah Carey، وCeline Dion، وLara Fabian التي تغني بكل عواطفها وجوارحها… وهذا الأمر علّمني في أن أعبّر عن عواطفي من خلال التراتيل…
أما Beyonce فأعشقها لأنها One man show تكتب أغانيها وتقوم بإدارة الـart direction والـ light designوتقرّر طريقة إطلالتها على المسرح… إنها تدير فريقها بكامله…
وبالنسبة للتراتيل، أحبّ طريقة أداء جاهدة وهبي…

إدوين
– هل تُفكر بالنجومية؟ ماذا تعني لك الشهرة، خصوصا وأنك تؤدي التراتيل بعيدًا عن الأغاني التجارية التي هدفها المال والشهرة؟
“القناعة كنز لا يفنى”…. أحيانا أغني وتكون الصالة مكتظة بالحضور، وأحيانا قد لا يكون هناك الكثير من الناس… ولكن، فرحتي هي نفسها، لأنّ هدفي هو لمس قلب شخص ولو واحد فقط …
هذا الأمر لا يعني أنني لا أحبّ الشهرة، فهي وسيلة لنشر رسالتي وبصورة أسرع… واليوم أنا في صدد تحضير ألبوم أغاني… ولكن في التراتيل لدي target audience معيّن، وقد أصبح اسمي معروفًا في هذا الخط بالذات…

غناء
– مقومات الشخص الناجح؟
يجب أن يكون موسيقي قبل كلّ شيء… وإلا سيسقط في النهاية… الموسيقي يجب أن يكون لديه شغف وحبّ كبير للموسيقى… كما “جوليا تتنفس حرية” كذلك الموسيقي يجب أن يتنفس موسيقى…
لا أريد أن أفرّق بين المرأة والرجل… ولكن نلاحظ أن هناك نساء عملن في الفنّ لفترة عشر سنوات على سبيل المثال، وعندما تزوّجن اختفين… لماذا يختفين؟ يُمكن للمرأة أن تنسّق بين الأمومة وحياتها العملية والفنية… فالموسيقى ما عادت شيء بالنسبة إليهنّ…
وتجدر الإشارة إلى أنه يجب أن يكون للفنان مخارج حروف صحيحة… وإذا كان الشكل الخارجي يُساعد في عالم الإعلام والفيديوكليبات، ولكن هذا لا يعني أنّ الصوت لوحده لا يُمكن أن يلفت النظر ويحقق شهرة لدى الجمهور…

إدوين
– كيف ترى المرأة في الساحة الفنية اليوم؟
في الفترة الأخيرة، لم نشهد نساء شوّهن صورة المرأة… ولكن، منذ أربع وخمس سنوات كانت الموجة كارثية… ولكن هنا يجب الإشارة إلى أن المشكلة تكمن لدى المستهلك… غسيل الدماغ شوّه طريقة التفكير في مجتمعنا، إذ إصبحنا نحبّ الأمور التافهة والأخبار الفضائحية، وقد يكون مخطط لنا كبلد من بلدان العالم الثالث كي لا نفكر بثقافة وفنّ… الشعب مثقف نظرًا لما ورثه عن أهله الذين أجبروه على تثقيف نفسه… ولكن، للأسف، ذلك الشعب لا يريد أن يتقدّم أكثر… لا يريد القراءة… الثقافة تساوي كتابًا… يقولون إنّه “بكبسة زرّ” ينفتح المرء على العالم… ولكن، الحقيقة هي بأنّه في صفحة واحدة في كتاب ينفتح المرء على مخيّلته التي تأخذه إلى أبعد حدود…
لستُ ضدّ عمليات التجميل، ولكن تستفزني المرأة التي تشوّه صورتها خصوصًا إن كانت تملك صوتا رائعًا.. كما يستفزني المخرج الذي يصرّ على إظهار المرأة بصورة غبية من خلال الـ Beauty shots الساذجة… لماذا نشوّه صورة المرأة؟

إدوين
– ما النصيحة التي تقدّمها لكل فنان؟
عندما بدأت مشواري في عالم الفنّ، وصلتُ إلى مرحلة “كبرت الخسي براسي”، وهذه “الخسة” تؤدي إلى الفشل، وتُبعد الناس والأشخاص الذين يتعامل معهم الفنان من موسيقيين وفنانين آخرين… ولكن فيما بعد مررتُ بتجربة كبيرة وأدركتُ حينها أهميّة الربّ في حياتي، وأنّ صوتي يجب أن يكون لخدمة الله، وقد استطعتُ كتابة 13 ترتيلة في ألبوم لاهوتي خاصّ وقد أثارت إعجاب مرشدي الديني وهذا الألبوم يحمل اسم “نقطة تحوّل” ويروي قصّة حياتي عندما تحوّلتُ من شخص همّه نفسه إلى شخص نقطة تركيزه المسيح والله…فالتجربة علّمتني التعاطف مع البشر، خصوصًا ممن يعانون من مشاكل صحية وغيرها… “كنتُ أحترق وأحتضر” لدرجة فكرتُ يومًا ما بالإنتحار… الألبوم يعكس حالة كلّ شخص مرّ بتجارب كبيرة مثل ترتيلة “المنزوفة” و”المخلّع” التي هي ترتيلة ترمز إلى كلّ إنسان غير قادر على الخروج من خطيئته والمتقوقع على نفسه، والذي يحتاج إلى الصلاة الجماعية من أجل الخلاص…

إدوين
لذلك، نصيحتي لكل فنان هي التواضع ثمّ التواضع، وأن يحافظ قدر المستطاع على بساطته في المعاملة مع الناس وألا يظنّ نفسه أهمّ من باقي البشر… فالثقة بالنفس مهمّة ولكن بعيدًا عن الغرور…

إدوين
لديك طريقة مميزّة تتبعها في غناء “التراتيل” …
بعد إصداري ألبوم التراتيل، عرفني الناس بهذا النوع من الغناء، وقد شاركت في حفلات موسيقية ولكن ” A la Edwin” أي أنّ الحفلات التي أقيمها لها طابع خاصّ بي، بعيد عن الكلاسيكية، فاستوحيتُ من الحفلات الغنائية الضحمة الأسلوب في الديكور والإضاءة والضخامة والموضة وأدخلتها إلى عالم التراتيل… وهذا أمر لا أراه يتعارض مع ما يريده الله لأنه هو من وهب الإنسان القدرة على الإبداع والفنّ… وكلّ حفلة أقدّمها لا تحمل فقط رسالة، بل قصة ومشهد مسرحي… وقد بدأت منذ الآن التحضير لحفلة عيد الميلاد… إذ إنني أقرر ما الأغاني التي سأقدّمها، واللباس الذي سأرتديه…

إدوين
– إلى أي مدى أسلوبك الذي تقدّمه على المسرح في الحفلات يتسم بالجرأة؟
لا أخشى الجرأة على المسرح، إذ إنني قد سبق لي أن قدّمت حفل “عيد الكبير” خلال أسبوع “الجمعة العظية” بلباس فيه الكثير من الجرأة، وارتديتُ بذلة سوداء منقوشة على الأكتاف باللون الذهبي… واللباس كان يحمل معانٍ مهمّة، إذ إنّ اللون الأسود يرمز إلى موت السيد المسيح، ولأنه ملك الملوك كان هناك نقوش لزهرة الزنبق أي الـfleur de lys التي هي زهرة الملوك باللون الذهبي…

الجمعة العظيمة

الجمعة العظيمة
– ما الطموحات والمشاريع التي تسعى إلى تحقيقها؟
لستُ مدعومًا من أحد… أتكل على نفسي من أجل الوصول إلى الهدف الذي أطمح إليه… طموحي العالمية وأرى نفسي في أميركا وأغني باللغة الأجنبية المطعّمة باللون الشرقي… أما على الصعيد المحلي، فطموحي هو نشر قضية “الإنسان” لأننا ما عدنا “إنسانا” بل وحوشًا… نحن عبيد متمدنين للتكنولوجيا… نحن عبيد للسياسيين الذي يتحكمون بحياتنا… لنكون أحرار، يجب أن نتخذ خطًا مختلفًا ومتميّزًا وألا نكون عبيدًا… فقدنا إنسانيتنا وقيمتنا…

إدوين
– أين ترى حقوق المرأة اليوم في مجتمعنا اللانساني؟
المطالبة بحق المرأة هو مفهوم خاطئ لأن المرأة ولدت متساوية مع الرجل… الحق حق… من المعيب أن نقول إن المرأة تطالب بحقوقها… لا يمكن الكلام عن المساواة وإنما يجب التركيز على ضرورة تواصل المرأة مع الرجل والتناغم في طريقة الحياة… وإن قبلت أي امرأة الإنتقاص من حقها، فإنّ ذلك يكون من مشكلتها لأنها قبلت أن يُسلب منها هذا الحق المقدّس…
والكنيسة ترفض منطق الذكورية، وتشير إلى أنّ مسألة خضوع المرأة لزوجها ليس من منطلق ذكوري، وتساوي المرأة والرجل في الحقوق، إذ إنّه وفي كورنثوس الأولى 2:11-3، نجد أنه يجب على الزوج الخضوع لله كما خضع المسيح لله. ثم نجد أن نفس الآية تأمر الزوجة بالخضوع لزوجها كما يخضع هو لله. وهذا الخضوع نتيجة طبيعية لأي قيادة محبة. فعندما يقوم الزوج بمحبة زوجته كما أحب المسيح الكنيسة والتضحية بنفسه لأجلها (أفسس 25:5-33)، فعندها يصبح خضوع الزوجة ردّ فعل طبيعي لهذه المحبة العظيمة… فدور الرجل هو أكبر حتى من دور المرأة بالخضوع… دوره هو حبّها كنفسه…
كذلك، أمنا مريم العذراء قلبت كل المفاهيم، إذ في عرس قانا الجليل أخذت المبادرة وطلبت من السيد المسيح القيام بأعجوبة الخمر، وبالتالي تكون مريم العذراء قد ردّت كرامة المرأة القديمة وحافظت على حقوقها…
فالسيد المسيح كان له 12 رسولا ولكن الكثير من التلاميذ، وأعطى حق لمريم المجدلية وهذا أكبر دلالة بأنه لا يفرق بين الرجل والمرأة… والكنيسة لديها راهبات كما لديها رهبان… وفي الوقت الذي للمرأة عاطفة الأمومة، الراهبات لديهنّ رسالة وهي احتضان الناس كأمّ.. كما أن الراهبة يمكنها أيضا أن تكون قائدة، كما فعلت الأم تريزا فالرهبانيات النساء يكملن دور الرهبان من خلال الصلاة لتحقيق نفس المشروع… فالكلام إذا ليس عن حقوق المرأة وإنما عن توزيع أدوار بينها وبين الرجل لا أكثر ولا أقل…

إدوين