في القرن السابع عشر كان الفرنسيون من نبلاء وبرجوازيين ومزارعين، قذرين، يُعشعش القمل في رؤوسهم ويتساقط شعرهم في سنّ مبكرة. فالملك لويس الثالث مثلا أصبح أقرع في سنّ الثلاثين وبات عليه أن يضع على رأسه “باروكة”. وانطلقت بالتالي موضة وضع الباروكة على الرأس ونشأت في فرنسا صناعة حقيقية هي صناعة الشعر المستعار . وعلى الرغم من أنّ شعر الملك لويس الرابع عشر كان جميلا وسليمًا، إلا أنه وجد نفسه مرغمًا على وضع الـ”باروكة” وتشجيع صانعيها على ابتكار موديلات متنوعة، ثقيلة على الرأس وغالية الثمن!
كان الحلاقون يجوبون المناطق الفرنسية، يحلقون رؤوس الفتيات والفتيان الفقراء ويصنعون من شعرهم “باروكة”…
في القرن الثامن عشر، كان في باريس وحدها حوالى 1200 صانع للشعر المستعار، وحوالى ستة آلاف صبي يبيعونه! غير أنّ ذلك لم يمنع من انتشار القمل في رؤوس الناس، حتى وصل إلى “باروكة” الملك نفسه. بقي الأمر على هذا الحال حتى مجيء الملك لويس السادس عشر ثمّ قيام الثورة الفرنسية عام 1789 فأخذت قواعد النظافة الصحية تسري بين الناس وأخذ الاستعمال المنتظم للحمام والاهتمام بالشعر الطبيعي يحلان محلّ العطور والمساحيق والـ”باروكات”.