الحبّ بالنسبة إلى مولود برج الأسد يدير الأرض ويُحرّك الأفلاك. الحبّ مثال أعلى يجب أن يعيشه دراما حقيقية. لا يُمكن أن يتصوّره بسيطًا خاليًا من العقد، على العكس، يصبو إليه مسرحيًا، استعراضيًا ودرامي النزعة…
يتحرّق الأسد للعب دور العاشق ويعشق أن يكون مغرمًا. إذا كنت أنت من تصبو عليه فورة الأسد العاطفية فإنك لم تعرف حبًا عارمًا كهذا من قبل. يحتاج هو لأن يُعبّر عن عواطفه بصوت عال، بنبل وفخر واعتزاز.
يتمتع مولود برج الأسد بموهبة سحرية وقدرة على التصرّف المسرحي المناسب. إنه مفرط في الرومنطقية. إحدى أهمّ الطرق لإظهار حبّه هي إغداق الهدايا على محبوبه، الهدايا النادرة الوجود وغالية الثمن التي يطلب مقابلا لها شكرًا وثناء وتقديرًا.
إياك أن تخفي إعجابك وامتنانك، فالأسد يشعر بإهانة كبيرة، أمام اللامبالاة. تلق هداياه واطراءاته بفرح وحماسة فحاجته للشكر عظيمة وعطاؤه ينتظر الثناء. “من يحبني فليتبعني”، هذا شعار الأسد، فهو القائد والآسر والقادر على تننفيذ رغباتك ومشيئته. ما يُمكن أن يزعجك هو هذا الشعور الذي ينتابك بعد وقت على علاقتك العاطفية بالأسد، فهو يعشق حبّه ويصبو لأن يكون مغرمًا، ويُغرم بصورة حبه الرائعة حتى يكاد ينسى وجودك وينسى أنك أنت الحبيب. فيواجه مشكلة تتكرر في علاقاته العاطفية. فالشريك الآخر يشعر أنه خارج اللعبة المعادلة إلا إذا كان ممن يعيشون بسهولة اجواء عالم ألف ليلة وليلة.
صاحب مخيّلة واسعة يتمتّع بفنّ العشق وبموهبة تمكنه من تحويل قصة حبّ عادية بسيطة إلى رواية سحرية مميزة.
لا عقد ولا خوف، مخلص بطبيعته، يحلم بحبّ مثاليّ ثابت خالد يجعله يشعر بالقوة والطمأنينة.
لكن، مقابل هذا العطاء يتطلّب الأسد انصهارًا تامًا وإخلاصًا لا متناهيًا من الطرف الآخر.
غيور من الدرجة الأولى، لا يحتمل إهتمام شريكه بإنسان آخر. قد يُظهر عدائية شرسة إذا شعر بالخطر على علاقته، إلا أنّ المنافسه تجذبه في بداية الطريق. أكره أمر عنده الخيانة لأنها تجرحه في صميم الكبرياء… أن تخون العهد والثقة يعني أن ترتكب جريمة قاتلة… ففي حين يعيش الجدي دومًا في دوامة الخيانة ويتوقعها في اي لحظة، ويترقبها العقرب في أي وقت، ترى الأسد يرفض ببساطة كلية التصديق بأنها قابلة الحدوث أو أنها قد حصلت بالفعل. إذ ذاك لا يعود بإمكانه متاعة المسيرة أو تكملة المشوار مع يهوذا الخائن… (هذا تعبير دراماتيكي ينتمي إلى لغة الأسد)…
لا تعتقد أنّ الإخلاص هو مطلبه الوحيد، فهو ينتظر أن يُعامل كملك… وقد تغدو هذه “الأنا” عنده أو “أنا الملك” مزعجة في بعض الأحيان لأنه وإن كان رقيقًا ناعمًا وودودًا فهو لا يرضى تعظيم الحبيب كما يُطلب منه في المقابل.
يُصارع في سبيل من يحبّ ويودّ حمايته بصدق تجذبه صورة الراعي والمدافع والحامي، لا يتراجع أمام التضحيات الكبيرة… أما تلك الصغيرة فلا يهتمّ بها.
كلمة “بطولة” تستهويه، تراه ينزل الساحة مستعدًا للعطاء الكامل من أجل حبّه ومن دون هوادة خاصة إذا كانت الساحة ملأى بالشهود.
رجل مبادئ، يرتدي لباس العظمة، قد يؤلمه الإصطدام بوقائع الحياة ومشاكلها يحيره عدم ثبات الطبيعة الإنسانية ويؤمن بالحب الكبير الميثيولوجي المغنى على قرع الطبول كما في القرون الوسطى.
هل أحببت أحدًا من برج الأسد؟ إذا أنت مقتنع أن قصص ألف ليلة وليلة ليست من نسج الخيال بل فيها الكثير من الحقيقة.