3K
هل هناك حفلة أم إنه إعلان للحرب؟ هناك صوت قرع للطبول تثير فضولنا… ما المناسبة يا ترى؟ قد يرد إلى ذهننا للوهلة الأولى بأنّ دقات الطبول موجهة لأداء الرقص في إحدى القبائل الإفريقية التي تعتمد أيضًا على التنغيم بأصوات فموية… ولكن، لا! لسنا في إفريقيا ولا في حالة حرب… صحيح، إنّ قرع الطبول هي لغة من اللغات العالمية وثقافة متجذرة منذ العصور القديمة… ولكنها فنّ… ولا يُمكن لأحد نكران ذلك…
فهي وجدت قبل اختراع الآلات الموسيقية، مُلهبة ليالي المحتفلين على إيقاعاتها الحيوية والمفعمة بالحياة… ومن هذه الطبول وُلدت آلة الـ”درامز” واحترفها أهمّ الفنانين حول العالم… إلا أنها وعلى الرغم من صعوبتها وتطلبّها إلى مجهود جسدي، إنها آلة تناسب الجميع ومن دون أي استثناء… هذا ما يشير إليه الموسيقي غسان صقر، بقوله: “آلة “الدرامز” تتطلّب مجهودًا كبيرًا، وبشكل يوميّ… لا مانع من عزف الشابات أيضا على هذه الآلة ولكن شرط أن يُحببنها… فهذه الآلة “ناشفة” تختلف عن غيرها من الآلات التي لها أوتارًا…”
صقر الذي يُعرف بـGass Hawk، موسيقي محترف، وهبه الله موهبة العزف والإحساس المرهف والقدرة على التفاعل مع الموسيقى… اكتسب خبرته في لبنان ولندن، ومن الحفلات المحلية والعالمية… عمل مع عدد هائل من الفنانين، ويتمنى ألا تنقرض الموسيقى لأنها مصدر الحياة والأمل والسعادة والإيجابية…
هذا ما قاله صقر لـFeminine Spirit
– كيف بدأت مشوارك كموسيقي؟ من شجعك؟ لماذا الـ”درامز”؟
بدأت رحلتي مع الموسيقى كمجرّد هواية. لطالما كنتُ أحبّ الموسيقى الغربية وكنتُ بعيدًا كلّ البعد عن الموسيقى الشرقية، إذ إنني ترعرتُ في منزل يطغى عليه النفس الغربي. وقد انطلقتُ مع زميلي إيلي أبي فرح في تعلّم العزف على آلة “الغيتار”، وقد تعمّقنا تدريجيًا في عالم الموسيقى… وكان الحي السكني حيثُ كنتُ أقيم مع عائلتي، فيه عددًا كبيرًا من إخوتنا الأرمن الذين يسمعون الموسيقى الغربية أيضا، وذوقهم الموسيقي يتوافق مع ذوقي الخاصّ… فأخذنا نجتمع من فترة إلى أخرى ونجمع المعلومات الموسيقية من بعضنا البعض… احترفنا بداية موسيقى “الروك” والـ”بيتلز”… وقد بدأت بالعزف على الـ”درامز” مع جاري رافي، فقمنا بتمرينات مع الأستاذ خاجاك… وعلى الرغم من أنني كنتُ ما زالت على مقاعد الدراسة ومن ثمّ أنهيتُ تحصيلي العلمي في المحاسبة، إلا أنني كنتُ أتمرّن بشكل مكثّف وفي منتهى السعادة لأنني كنتُ أمارس هوايتي المفضّلة… انغمستُ في عالم الموسيقى بعمق وأصبحت لديّ ثقافة واسعة جدًا وأستمع إلى كل أنواع الموسيقى… “ما خليّت نوع موسيقى يعتب عليي ما سمعتو!”… بدءًا بالـ Blues and Jazz في الـ60s و70s وصولا إلى “الروك” الكلاسيكي . ولشدّة عشقي للموسيقى كنتُ أتمرّن حتى أيام الآحاد وسرعان ما كوّنت مع زملائي فرقة بعد انتهاء الحرب في التسعينات، وتألّفت من الموسيقيين زياد سروع وأمل حشيمي، ورحنا نتمرّن باستمرار…
– اشتهرت بالعزف على آلة “الدرامز”…هل لديك إمكانية العزف على آلات موسيقية غيرها؟
في البدء تعلمّت العزف على آلة “الغيتار”، على الرغم من أنني كنتُ مولعًا بالـ”درامز” لأنني كنتُ مجبرًا على اختيار آلة كلاسيكية بدلا من آلة تُصدر أصواتًا ضخمة في منزل والديّ… من الصعب إختيار آلة كالـ”درامز” في حيّ سكنيّ.
– أخبرنا عن الحفل الأول الذي عزفت فيه “الدرامز”…متى كان ذلك؟ وأين؟
التقيتُ وزملائي بشاب اسمه روبير عازار وشجعنا على الإنتقال إلى مرحلة العزف على آلاتنا في الـ Pub… وقد استمرينا في العزف طيلة السنوات الثلاث أي في الـ91 و92 و93… وفي مرحلة لاحقة تعرّفنا إلى شاب اسمه جان بيار مطر يعزف على آلة “الغيتار” وكوّنا فرقة موسيقية… في الـ95 و96 و97 انتقلتُ إلى لندن حيث تدرّبتُ وأتقنتُ واحترفتُ العزف على الـ”درامز” بتقنيات عالية جدًا وعالمية، وكنتُ أنوي البقاء هناك ولكن ظروف عائلية أجبرتني على العودة… ولكن، منذ ذلك اليوم الذي عدتُ فيه إلى لبنان بدأتُ مهنتي الفنية بصورة جديّة، مع الفنان أليكس كلّام…
Aleph & his Orchestra featuring Marc Hatem, DIA, Yasmina and many others on July 3rd .
Gepostet von Dbayeh International Festival am Donnerstag, 26. Mai 2016
– كيف كان إحساسك وأنت تواجه الجمهور للمرة الأولى؟
شعور رائع… الموسيقى منفسي الوحيد… “الأوكسجين” الذي أتنشقه…
– ما الصعوبات التي واجهتك في بداياتك؟
على الرغم من تحذير الكثيرين بأنّ مهنتي كفنان لن تؤمن لي الإستقرار، إلا أنني اخترتُها لأنها المنفس الوحيد بالنسبة إليّ… وانتقلتُ من عزف موسيقى “الروك” في الـ98 و99 و 2000 إلى عزف موسيقى الـoriental …
كذلك، من الصعوبات التي واجهتني هي القدرة في الحصول على المعلومات الموسيقية… وسائل التواصل الإجتماعي لم تكن منتشرة في السابق كما هو الحال اليوم…
– هل شاركت في حفلات محلية وخارجية؟ أخبرنا عن تلك المشاركة…
عملتُ مع الفنانين ماجدة الرومي، ونوال الزغبي، وراغب علامة، ونجوى كرم ويارا، وكارول سماحة وخوسي فرنانديز، إلخ… والعزف على آلة “الدرامز” في الموسيقى الغربية يختلف عن تلك الشرقية ولكنني اتخذتُ خطّا خاصًا بي…
وقد سافرتُ إلى مختلف أنحاء العالم بحكم عملي… إلى أوروبا وأميركا وأستراليا والخليج، إلخ
– مع مَن مِن الفنانين تعاملت؟ ومن هو الفنان الذي لم تتعامل معه وتتمنى التعامل معه؟
تعاملتُ مع عدد كبير من الفنانين… هناك البعض لم أتعامل معه بعد… كذلك، عملتُ في برامج تلفيزيونية ومع الفنان كاظم الساهر… وأتمنى التعامل مع فنانين عالميين…
– نلاحظ أنّ الشباب يحبون آلة “الدرامز”… هل يمكن للشابات أيضًا أن يعزفن على هذه الآلة، خصوصا وأننا نلاحظ أنهن يخترن آلات أكثر هدوء؟ ما سبب حبّ الشباب أكثر من الشابات لهذه الآلة… هل لأنها تتطلّب مجهودًا جسديًا إضافيًا؟
آلة “الدرامز” تتطلّب مجهودًا كبيرًا، وبشكل يوميّ… لا مانع من عزف الشابات أيضًا على هذه الآلة ولكن شرط أن يُحببنها… فهذه الآلة “ناشفة” تختلف عن غيرها من الآلات التي لها أوتارًا… إنها آلة صعبة جدًّا، وتتطلّب فصل الحواس لليدين والرِجلين، كما تتطلب الكثير من التنسيق والتمرين، والثقافة الموسيقية الواسعة…
Beirut International Jazz Festival 2017
Gepostet von Monday Blues Band am Sonntag, 30. April 2017