قالت جيني فان دير ستين، رئيسة فريق البحث الذي أجرى الدراسة والباحثة في إدارة الصحة العامة والرعاية الأولية في المركز الطبي في جامعة ليدين في هولندا، إنه على الرغم من أنّ فوائد العلاج بالموسيقى ليست كثيرة فإنّ الآثار الصغيرة لها قيمتها أيضًا، لأنّ التحسن حتى ولو كان بسيطًا يُعدّ أمرًا شديد الأهمية لدى مرضى الخرف والقائمين على رعايتهم، وكذلك الحفاظ على مستوى معيّن، في الوقت الذي يتوقع أن تشهد فيه صحة المريض تراجعًا.
وأضافت: “هذه النتائج ترتبط بشكل وثيق بجودة المعيشة، وربما تكون أكثر صلة بها من تحسين أو تأخير التدهور في الإدراك لدى المرضى الخاضعين للدراسة ومعظمهم مرضى في دور الرعاية”.
ولإجراء الدراسة، جمع فريق البحث بيانات من 21 تجربة عشوائية أصغر نطاقًا تشمل 1097 مريضًا. وتلقى هؤلاء المرضى علاجات إما قائمة على الموسيقى تشمل على الأقل خمس جلسات، أو رعاية معتادة أو بعض الأنشطة الأخرى بموسيقى أو من دونها.
ويعاني المشاركون في الدراسة من الخرف بدرجات متفاوتة الشدة ومعظهمهم مرضى مقيمون في مؤسسات رعاية. ووفرت سبع دراسات علاجًا موسيقيًا فرديًا بينما وفرت الأخرى علاجات جماعية.
وقال الدكتور ألكسندر بانتليات، أستاذ مساعد لطبّ الأعصاب في كلية الطب في جامعة جونز هوبكنز والمدير المشارك لـ”مركز جونز هوبكنز للموسيقى والطب” أنه ليس مفاجئًا أنّ العلاج بالموسيقى قد يساعد مرضى الخرف.
وقال:”من المعروف أنّ مراكز استقبال الموسيقى في المخ تتداخل مع مراكز المشاعر وتلك التي تعالج اللغة. فعند تشغيل أغنية ترجع لأيام شباب أحد الأشخاص، من الممكن أن تثير الذكريات المرتبطة بالمرة الأولى التي استمع فيها هذا الشخص إليها وهذا يشير إلى الحاجة لأسلوب متخصص وليس أسلوب أغنية واحدة تناسب الجميع”.