2.6K
تقف على المسرح تتمايل بجسدها، وبحركات انسيابية للأيدي والأذرع والأقدام تؤديها بانسجام وتناغم بين حركة وإيقاع الموسيقى، لترسم لوحة إبداعية فيها سلسلة واسعة من أساليب التأمل الحركي، للوصول إلى التوازن، ما بين الجسم المادي، والعقلي، والروحي، والعاطفي… حركات وتمايل للخصر غير هادف لإثارة شهوات الرجال ولا غيرة النساء؛ بل طريقة للتعبير عن الروح والإنطلاق نحو عالم مليء بالسحر والجمال… فالرقص يروي عطشها ويشفي نفسها ويخطفها إلى مكان لا علاقة له لا بالماضي ولا بالحاضر ولا بالمستقبل… إلى مكان يُشعرها بالسعادة والأمل…
فالرقص يعالج الجسد والروح، هذا ما تقوله الراقصة البرازيلية المحترفة باتريسيا ليما، التي تعشق مهنتها وأمضت حياتها بالتمرينات والتمرّس لقواعد الرقص وحركاته.
وتضيف:” الرقص الشرقي فريد من نوعه؛ خصوصًا بالنسبة إلى الأجانب الذين يجب أن يفهموا الموسيقى، التي تعتبر معقّدة للغاية بالنسبة إليهم. تقنيات الرقص اللاتينية تختلف عن الأساليب الشرقية”.
وعند سؤالها عن نصائح جمالية برازيلية “سرية” ركزت ليما على ضرورة المحافظة على أسلوب حياة صحيّ، لافتة إلى أنّ الرقص له فوائد علاجية مهمّة للجسد وللروح.
هذا ما قالته ليما لـFeminine Spirit

الرقص
– أنت راقصة محترفة وتعلّمين الطلاب … أخبرينا عن بداياتكِ. لماذا قررت أن تكوني راقصة؟ ومن شجعك؟
نعم، أنا راقصة محترفة ولكن، سأبقى أتعلّم إلى الأبد، وأعلّم … فشاركة تجربتي هي شغفي.
أمي تقول دائما إن الرقص في روحي، إذ منذ أن كنت في الثالثة من عمري، أعبّر عن حبّي من خلال حركات الرقص والموسيقى، ولم أتوّقف منذ ذلك الحين عن التعبير عن حبّي هذا للرقص.
لا أعتقد أنّ احترافي الرقص جاء نتيجة قرار مني. فهو يعبّر عن طبيعتي التي تخرج من داخلي إلى العلن. إنها طريقتي للتعبير عن علاقتي مع الإله.
شجعني والديّ، أمي وأبي، وخصوصًا أخي كريس ليما، ومدير أعمالي أنطوان، ومدرسة كاراكالا ومعلّمي؛ فهم كلّهم يؤمنون بي كثيرًا.

– أنت برازيلية… لماذا قررت أن تأتي إلى لبنان للرقص والتعليم والعيش هنا؟
نعم، أنا برازيلية أصيلة. ينحدر جذوري من أصول برتغالية وهنود البرازيل… أعتبر لبنان بيتي الثاني، بعد أن منحني الناس هنا كل الفرص لتطوير فنيّ.

– ما نوع الرقص الذي تفضلينه؟
أعشق رقص الأندلس وكل أسلوب كركلا. ولكن، الرقص الشرقي أصبح ضائعًا مع مرور الوقت…
– هل تعملين على خلط الرقص الشرقي مع اللاتيني؟
نعم ، أقوم بخلط الرقص الشرقي مع اللاتيني، ولكن فقط إذا كانت الموسيقى تحتوي على بعض الألحان اللاتينية – الإسبانية.

– هل تعتقدين أنّ الرقص الشرقي يحتاج إلى نفس أساليب الرقص اللاتيني؟
لا، الرقص الشرقي فريد من نوعه؛ خصوصًا بالنسبة إلى الأجانب الذين يجب أن يفهموا الموسيقى، التي تعتبر معقّدة للغاية بالنسبة إليهم. تقنيات الرقص اللاتينية تختلف عن الأساليب الشرقية.

– هل شعرت باختلاف في الثقافة بين البرازيل ولبنان؟ ألا تعتقدين أن النساء في البرازيل لديهنّ المزيد من الحقوق والراقصات يحصلن أكثر على التقدير من هنا؟
نعم، بالطبع لاحظتُ الإختلاف بين البرازيل ولبنان. أزور العديد من البلدان، وهذا أمر هو الجمال بحدّ ذاته، إذ أرى الإختلافات التي تجعلنا مميزين للغاية. أنا أعتبر نفسي لبنانية، ومع كل الاحترام والتقدير.
ولا أعتقد أنّ الأمر يتعلّق بالمزيد من الحقوق، وإنما باختلاف وجهات النظر. فالتقليد، أيضا، يمكن أن يكون مؤثرا جدًا. والبرازيليون هم عبارة عن خليط من الأوروبيين الاستعماريين وما بعد الاستعمار، إضافة إلى أحفاد العبيد الأفارقة والشعوب الأصلية في أميركا الشمالية والجنوبية. ثقافتنا، عبارة عن مزيج من الكثير من الأفكار والاختلافات.

– ألا تعتقدين أن نظرة المجتمع غير عادلة عندما يتعلق الأمر بأي راقصة؟ ألا يتعلّق الأمر بنقص في التعليم؟
لسوء الحظ ، يجب أن أكون صادقة جدًا في هذا الشأن. لدينا مجموعة رائعة من الراقصات اللواتي يرين فنّهن أمرًا مهمًا. ولكن، في الوقت نفسه لدينا أيضا راقصات لا علاقة لهنّ لا بالتعليم، ولا بالإحترام، وقد أصبحن راقصات عن طريق الخطأ أو استخدمن الرقص لأغراض أخرى. أنا أحترم الجميع ، لكنني أتعامل مع الفن بجديّة بالغة.
بالتأكيد، التعليم هو مفتاح النجاح في كل مكان، وكل مهنة.
– كم من الوقت في الأسبوع أو / و الشهر يحتاج أي شخص كي يُصبح محترفًا؟
ذلك يعتمد على الهدف الذي يريده من الرقص. ولكن أود أن أقول إنه من الضروري ممارسة التمرينات بشكل يومي.

– من هو مثلك الأعلى في الرقص؟
من دون أي شك، ناديا جمال، جورجيت جابارا.
– هل شاركت في المناسبات المحلية والدولية؟
نعم، شاركتُ في برامج عبر تلفزيونات محلية ودولية، إضافة إلى المهرجانات. رقصت أيضا مع المشاهير حول العالم، وحتى في البلاطات الملكية. لقد سافرت للرقص في أفريقيا، وآسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية وأميركا الجنوبية.

– كيف تعتني بجمالك؟ هل هناك نصائح جمالية برازيلية “سرية”؟
أعتقد أنه مع الكثير من الرقص وتناول الطعام الجيد والإكثار من لحظات السعادة، يمكن أن يجعل المرء نمط حياته جميلًا جدًا. الحمض النووي الخاص بك أيضا يمكن أن يكون مفيدًا، وبشرة السكان الأصليين في البرازيل هي في الأصل جيدة جدًا.
فالأمر يتعلّق بأسولب حياة… أحب التأمل، كما أقوم بالكثير من التدليك، وشرب ماء جوز الهند كونه “إكسير” بلدي… وأحب كل الحيوانات… هذا ما يجعلني سعيدة من الداخل …
– أنت راقصة وفنانة … هل لديك أي هوايات أخرى؟
أنا أعتبر نفسي فنانة متواضعة، حتى لو بدأت الرقص في سن 3 سنوات. فالرقص هوايتي ومحور حياتي…


