1.9K
كانت الأولى في استخدام الكحل المصنوع من دهون الأغنام المختلطة بالقصدير والممزوج بالرماد، في عينيها ولحواجبها، لتجميل نفسها وحمايتها من إله الشمس والعين الحاسدة، كما وضعت أحمر الشفاه “الداكن” المستخرج من إحدى أنواع الخنافس، مضيفة إليه مادة بنفسجية اللون مستخرجة من صدف البحار… إنها كليوباترا، الملكة التي شهد التاريخ على خضوع الرجال لجمالها ووقوعهم تحت تأثير سحرها وأناقتها… وقد خُلّد هذا الجمال الفاتن بلوحات ورسومات تفوح منها رائحة العظمة، وتنبثق منها الخطوط الجمالية التي ما زالت أهمّ المتاجر الجمالية العالمية تستشهد من ذلك الشرق القديم جمالياته حتى اليوم وتقتبس منه أهمّ وأشهر منتجاته…
بالفعل، تاريخ عريق للمكياج وحضور أنيق له عبر العصور… إذ بالرجوع إلى 10000 عام قبل الميلاد، كنا نرى كيف استخدم القدماء المواد الطبيعية التجميلية في الطقوس والمناسبات الدينية… وها هو اليوم، وسط “العواصف” الجمالية من عمليات تجميل وتقنيات متقدّمة ومبتكرة، يبقى المكياج مترسّخ أكثر فأكثر في موسوعة الجمال…
فـ”المكياج بحيله العديدة يمكنه أن يحلّ مكان عمليات التجميل، وأن يغيّر ملامح المرأة 90%”، هذا ما يقوله خبير التجميل المحترف جو أبو جودة الذي يضيف:” الهدف من المكياج هو في جعل المرأة تسمع إطراءات من الآخرين، وعبارات إعجاب مثل “تبدين أجمل” بدلا من “ما عرفتك!”… فاللمسة الإبداعية المحترفة للمكياج تكمن في إظهار الجمال بصورة متناسقة، وليس في إقتلاع شخصية وهوية المرأة واستبدالها بأخرى لا تشبهها…
أبو جودة، خبير التجميل المحترف، ذو خبرة واسعة، شارك في برامج تلفزيونية و”فيديو كليبات”، وقد زيّنت أنامله وجوه المذيعات والنجمات والشخصيات العامة، اشترك في تزيين وجوه المشتركات في برامج عديدة منها Celebrity duets و Dancing with the stars عبر قناة الـmtv، وقد تعامل مع ملكات جمال أمثال ساندرا رزق وريما فقيه ودانييلا رحمة وفنانات مثل ماريتا الحلاني وفي طليعاتهنّ الليدي مادونا التي لفتت الحضور – بحسب قوله- بإطلالتها الشابة والجميلة وشخصيّتها المرحة، الكريمة والقريبة من القلب.
في دردشة حيوية، هذا ما قاله أبو جودة لـ Feminine Spirit
– متى قررت أن تكون خبير تجميل؟ كيف كانت بداياتك، ومتى اكتشفت موهبتك في عالم الجمال؟
لم أفكر يومًا في أن أكون خبير تجميل. كنتُ أحلم بأن أكون مصمم أزياء. وقد تسجلتُ لدراسة تصميم الأزياء لفترة 3 أشهر ولكنني سرعان ما شعرتُ بأنني أريد الحصول على نتيجة فورية وتصميم الأزياء كان سيستغرق الكثير من الوقت، ناهيك عن الموهبة التي كنتُ أتمتع بها لأكون خبير تجميل، ونصائح المقربين مني، قررتُ عندها الغوص في عالم المكياج. ولكن، لا مانع لديّ من أن أخوض تجربة التصميم يومًا ما في المستقبل…. فالفكرة موجودة في ذهني ولكن مرحلة التنفيذ ما زالت مبكرة.
– ما أكبر تحد واجهتك خلال حياتك المهنية؟
في عالم الجمال، المنافسة في لبنان كبيرة. والفنان في عمله هو الذي ينجح ويبرز اسمه. الإعتماد على الملصقات الإعلانية لا يكفي، والمرأة تريد عملا محترفًا للمكياج بعيدًا عن “الفوتوشوب”. ولإثبات نفسي في هذا العالم، ألزمني وقتًا أطول، ولكن مسيرتي اتخذتها على السكة الصحيحة والمتناسبة مع المجرى العادي للأمور، من خلال العمل الدؤوب والثقة بالنفس.