إن كنت كما معظم الناس، فستصابين بألم الظهر مرّة واحدة على الأقل في حياتك. فهو من أكثر الأسباب شيوعًا لتغيّب الناس عن العمل، لأنه قد يجعلك عاجزة عن التحرّك. يعود إلى أسباب كثيرة ويمكن علاج معظم الآلام بواسطة خطوات منزلية.
التشنج العضلي: إن أذيت العضلات أو الأنسجة حول عمودك الفقري، قد تحاول عضلاتك حماية تلك المنطقة من خلال التقلّص، أي تنثني وتبقى على هذه الحال، الأمر الذي يسبب الألم لحين استرخائها. قد تحدث هذه التشنجات في ظهرك أيضًا نتيجة انزلاق بعض فقرات الظهر أو التعرض للإصابات في أنسجة العمود الفقري.
علاجه: يعتمد العلاج على السبب، والحالة الصحية عمومًا، لكنّ الراحة ومسكنات الألم التي تباع من دون وصفة طبية تفي عادة بالغرض. بعض هذه المسكنات عبارة عن كريمات توضع مباشرة على منطقة الألم. وفي حال لم تؤت فعاليتها، قد يصف لك الطبيب أدوية مرخية للعضلات. أما إذا كان التشنج ناجمًا عن مشكلة أكثر خطورة، مثل مشكلة في إحدى فقرات الظهر، قد ينصحك بالخضوع لعملية جراحية.
حصى الكلى: هي عبارة عن حصى قاسية في غاية الصغر مصنوعة من بلورات تتشكّل في الكلى. وعندما نعلق داخل أنابيب تصريف البول، قد تسبب ألمًا مبرحًا في أسفل الظهر، وأسفل البطن، وعند الخاصرتين.
علاجها: يمكن في بعض الأحيان تصريف الحصى الصغيرة من خلال الإكثار من شرب الماء، بالرغم من أنّ ذلك قد يسبب الألم الذي يمكن تسكينه على الأرجح بواسطة المسكنات. قد يصف لك الطبيب أيضًا أدوية لإرخاء العضلات بما يساعد على تصريف الحصى. وفي الحالات القصوى، قد تحتاجين إلى عملية تفتيت للحصى أو عملية جراحية.
الإنزلاق الغضروفي: هذه عبارة عن وسائد ناعمة، أو أقراص تفصل بين الفقرات أو العظام الصغيرة التي تشكل العمود الفقري. هي أشبه بعض الشيء بحلوى دونات مليئة بالهلام ومستقرة بين كل عظمتين. تنفلق في بعض الأحيان ويخرج منها هذا “الهلام”، وقد تسبب بالتالي عند ضغطها على الحبل الشوكي أو الأعصاب ألمًا في الظهر قد ينتقل إلى الذراعين والساقين.
علاجه: إن كنت تعانين من ألم حاد، قد تحتاجين إلى ملازمة السرير لمدة يوم أو يومين من أجل الراحة وأدوية مضادة للإلتهاب مثل الإيبوبروفين، أو النابروكسن، أو الأسبرين لمنع التورم. قد ينصحك الطبيب أيضًا بالخضوع لجلسات علاج فيزيائي لتقوية عضلات أسفل ظهرك ومعدتك ومدّها.
إلتهاب المفاصل: إلتهاب المفاصل عبارة عن التهاب، وتصلّب وألم في المفاصل. هناك مجموعة من حالات الإلتهاب في مفاصل العمود الفقري أو ما يسمى بالالتهاب الفقري المفصلي التي تؤثر على أسفل الظهر الذي يحمل وزنًا أكبر من الجسم.
علاجه: كل ما تحتاجه في معظم الحالات هو الراحة والأدوية التي تباع من دون وصفة طبية، منها مضادات الالتهاب ومسكنات الألم لتخفيف الألم. وإن لم تكن كافية، قد يصف لك الطبيب دواء مثل الستيرويد لتسكن الألم والإلتهاب. ولكن، إحرص على إطلاعه على أي أدوية أخرى تتناولها قبل البدء بتناول أي دواء جديد.
تضيّق القناة الشوكية: عند تضيّق المساحات في عمودك الفقري، قد تضغط على الحبل الشوكي والأعصاب التي تمتد من العمود الفقري إلى الذراعين والساقين. قد تصاب عندها بخدر يصعب معه التحرّك. قد ينتج ذلك من التهاب المفاصل، والأورام، وبعض الأمراض الوراثية، وتشيع هذه الحالة بعد سنّ الخمسين.
علاجه: يحتاج معظم الناس إلى أدوية مقوية يصفها لهم الطبيب لتسكين الألم، فضلا عن الراحة والعلاج الفيزيائي. في حال كان الألم حادًا، وكنت عاجزة عن الحراك، قد يقترح عليك الطبيب الخضوع لعملية جراحية لتخفيف الضغط على عمودك الفقري.
العدوى الشوكية: هذه من الحالات الخطرة وإنما النادرة التي يصاب بها المرء عندما تنتقل جرثومة، أو فيروس، أو نوع من الفطريات إلى السائل المحيط بالعمود الفقري أو عظام أو الأنسجة اللينة التي تشكل عمودك الفقري. تحدثي عادة بعد عملية جراحية في العمود الفقري أو بعد التعرض لحادث أو إصابة في العمود الفقري.
علاجها: سيقوم الطبيب بحقن الدواء مباشرة في مجرى الدم لمكافحة الجرثومة أو الفيروس أو الفطريات. قد تحتاج إلى المكوث في المستشفى لفترة من الوقت ولن يسمح لك على الأرجح بالتحرك كثيرًا. في حال عدم إتيان الدواء مفعوله قد تحتاج إلى جراحة.
الانزلاق الفقاري: يحدث ذلك عندما تنزلق إحدى عظام عمودك الفقري من مكانها إلى العظمة الواقعة تحتها. وعندما تضغط العظمة على أحد الأعصاب، يشعر المرء بالألم. يحدث ذلك عادة في أسفل الظهر.
علاجه: تعتبر الراحة، والتمارين، والأدوية، غالبًا المسكنات ومضادات الإلتهاب التي تباع من دون وصفة طبية، العلاج الأكثر شيوعًا لهذه الحالة. قد يقترح الطبيب أيضًا علاجًا فيزيائيًا أو على الأرجح جراحة في الحالات الأكثر خطورة.