توصل علماء الأعصاب إلى سبب “مرور الوقت ببطء شديد” عندما نشعر بالملل.
فوفقاً لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، رأى علماء الأعصاب أن منطقة في المخ تسمى “القشرة المخية الأنفية الجانبية” (LEC) هي المسؤولة عن تسجيل الأحداث في الوقت المناسب، وإصدار “أختام زمنية” مصغرة في كل مرة يقوم الشخص بعمل ما.
ثم تطلق هذه الإشارات إلى الحصين المجاور، حيث يتم تخزين الذكريات. وإذا تم القيام بنفس العمل أو التصرف مراراً وتكراراً، مثل التوجه إلى العمل، فإن هذه الأختام الزمنية تكون متشابهة إلى حد كبير لدرجة حدوث تشوش وتصبح من الصعب تمييزها وفصلها، مما يعطي الانطباع بأن الزمن يمر بطيئاً.
ووفقاً لمقالة كتبها انجفى تشين لـ”نيويوركر New Yorker”، بدأ عالم الأعصاب ألبرت تساو الاهتمام للمرة الأولى في منطقة “القشرة المخية الأنفية الجانبية” من المخ في عام 2007.
وبإجراء التجارب على الفئران، رجح الباحث في جامعة ستانفورد، دكتور تساو، أن الخلايا العصبية في “القشرة المخية الأنفية الجانبية” يمكن أن تسجل مرور الزمن.
ومن ثم توصل إلى أن الوخزات الكهربائية من العصبونات في الفئران كانت أكثر وضوحاً عند الخروج للعثور على الطعام.
تم تسجيل كل نشاط للفئران على حدة مع رصد مختلف وخزات النشاط الكهربية. ولكن، عندما استمرت الفئران في الركض في جولات متكررة للعثور على الطعام، وربما بحافز أقل، لم تفصل منطقة “القشرة المخية الأنفية الجانبية” من المخ بين جولة وأخرى.
واعتقد دكتور تساو أنه عندما تكون الأختام الزمنية في المسار المستمر والمتكرر “متشابهة إلى حد كبير، يصعب فصل هذه التسلسلات عن بعضها بعضا”.
وبناء على نتائج هذه التجارب، استنتج دكتور تساو أن الوقت الذي تحتسبه “القشرة المخية الأنفية الجانبية” يكون “ترميزاً لتجربة مستمرة”.
واعتقد العلماء أن الخلايا العصبية في الحصين تعتمد على المدخلات من كل من القشرة المخية الأنبوبية الفردية والمتوسطة، وهما المنطقتان اللتان تتكون فيهما ذاكرة كل شخص.
وقال أستاذ علم النفس في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا في تروندهايم، إدوارد موسر، الذي شارك أيضاً في هذه التجارب البحثية إن نفس الخلايا تحصل على معلومات عن المساحات والتوقيتات.
لم يتم العثور على هذا الترميز للوقت في القشرة المخية الداخلية للإنسان، كما كتب الباحثون في الورقة البحثية، التي نشرت في مجلة Nature في وقت سابق من هذا العام.
ومن جانب آخر، شكك علماء آخرون في هذه النتائج، حيث قال عالم الأعصاب في جامعة نيويورك، جيورجي بوزساكي، إن النشاط العصبي يرتبط دائماً بالوقت، ولا يعني بالضرورة أن نجاح هؤلاء الباحثين في العثور على هذه الوخزات في النشاط أنها تقيس أو تحدد الوقت.
وأشار الباحثون المشاركون في التجربة إلى أن “القشرة المخية الأنفية الجانبية” تُظهر تغيرات في متتابعات النشاط، لافتا إلى أنه من أجل استكشاف هذه المنطقة أكثر، تم تعيين علماء الأعصاب لمنع نشاط القشرة المخية الأنفية الجانبية في دماغ الفئران لمعرفة كيف يتذكر الأحداث.
ويخطط الفريق البحثي لإجراء مزيد من الأبحاث على أمخاخ الأشخاص، الذين يعانون من مرض الزهايمر، حيث إن “القشرة المخية الأنفية”هي إحدى المناطق الأولى التي تتأثر.