يُشير القديس بولس الى “لغة الملائكة” ونستنتج من الكتاب المقدس أن الملائكة حدثت البشر في كلّ مرّة أراد الله فيها ارسال رسالة الى العالم. وكثيرةٌ هي الأمثلة: الملاك روفائيل ورئيس الملائكة جبرائيل كما وأن ملاك تكلم مع القديس بطرس، إلخ.
بشارة بيت لحم
ومن أبرز الأمثلة الواردة في الانجيل، إعلان الملاك الخبر المجيد وهو ولادة مخلص العالم إلى بعض الرعاة في المراعي القريبة من بيت لحم.
وفي هذه المناسبة، غنّت جوقة الملائكة أناشيد وتكلمت مع اللّه قائلة:”المجد للّه في العلى وعلى الأرض السلام”.
أصوات بشريّة وكلمات عقليّة
ما زالت طبيعة اللغة الملائكيّة غير معروفة إلى حدّ كبير. عندما يظهر الملائكة على البشر يتكلمون بـ: لغة البشر أي لغة المُرسل إليه وذلك بصوت بشري وبكلمات بشريّة خاصة عندما يكون الظهور الملائكي دقيقًا وملموسًا. كلمات عقليّة ويكون نقل الأفكار عن طريق الخيال والرؤى العقليّة.
لكن ما هي اللغة المستخدمة فعلاً بين الملائكة؟ يبدو لنا أن اقتراح القديس توما الأكويني هو الأكثر اقناعًا بين سلسلة النظريات التي قدمها عدد من الأكاديميين لتفسير اللغة المستخدمة بين الملائكة.
ويشير القديس إلى أنّ الملائكة يتكلمون بين بعضهم البعض بفعل إرادي صادق وبعقل منفتح من أجل الكشف عن أيّ فكرة يريدون نقلها للآخرين ويُطلق على هذه اللغة الملائكيّة أو النقاش اسم التنوير.
وتنتقل الرسائل بين الملائكة وهم من رتب مختلفة وهي رسائل أطلقها اللّه أساسًا. وقد تبدو لنا هذه اللغة الملائكيّة لغة عاديّة خصوصًا وإننا معتادين على صوتها المادي وكلام الفم إلا أنها أقوى وأكثر وضوحًا وكمالاً بالمقارنة مع أيّ لغة أخرى.
الانتقال “الملائكي” للأفكار
إن الكلمات التي تخرج من فمنا ليست سوى رموز للأفكار الموجودة في ذهننا والتي نحاول نقلها للآخرين. وغالبًا ما لا تكون الرموز والكلمات دقيقة للتعبير عن فكرنا أو غير واضحة أو غير مفهومة من قبل السامع.
إن أسمى طريقة تعبير تتجلى في القدرة على فتح الذهن والكشف عن كلّ الفكر، كما هو، من دون المرور بالرموز والصوت والكلمات. وهذا هو، باختصار، تبادل الأفكار الحاصل بين الملائكة من دون كلام أي لغة للملائكة.
وكما يستطيع الملائكة، بإذن وموافقة من اللّه، أخذ شكل بشري، يجوز لهم بالطريقة نفسها استخدام الصوت البشري والتكلم بلغتنا البشريّة كما أكدت عليه الظهورات الملائكيّة الموثقة.