يحتفل العالم، في 17 كانون الثاني، بالذكرى الـ86 لميلاد المعنية داليدا التي عاشت حياة مبهرة براقة في ظاهرها، لكنها مأساوية في جوهرها، انتهت بالانتحار في 1987.

ولدت المغنية الإيطالية – الفرنسية في مصر، وعاشت طفولتها في القاهرة، وبدت كامرأة غير تقليدية سبقت زمانها. وقد اشتهرت بإطلالتها المتألقة أمام جمهورها المتيّم بشخصيتها في ستينات القرن الماضي. وما زال عشاقها ينتشرون حول العالم، مستمتعين بمجموعة متنوعة ومختلفة من الأغاني التي قدمتها، لكنهم ربما لا يعملون عنها بعض الأشياء الخفية التي لعبت دورًا محوريًا في حياتها العاطفية والفنية، اختصرتها صحيفة “إندبندنت” البريطانية في خمس معلومات.

ملكة جمال مصر: بدأت مسيرة داليدا عندما أصبحت ملكة جمال مصر عام 1954. وفي نفس العام، انتقلت إلى باريس لتلتحق لاحقا بمهنة التمثيل. ومن المعروف أن داليدا ولدت في حي شبرا بالقاهرة عام 1933، مع أبويها  المهاجرين، ثمّ سافرت لاحقا إلى فرنسا حيث اكتسبت شهرتها هناك.

ألبوماتها بسبع لغات: قدمت داليدا نحو 500 أغنية بالفرنسية والإيطالية والعربية، وحققت ألبوماتها مبيعات تجاوزت 130 مليون نسخة حول العالم. كانت غالبية ألبومات داليدا باللغة الفرنسية، لكنها غنت بالإيطالية أيضا، كما سجلت أغانيها بسبع لغات. وفي بعض الأحيان سجلت الأغنية نفسها بلغتين مختلفتين، كما فعلت عام 1977 عندما قدمت الأغنية المصرية “سلمى يا سلامة” باللغتين الفرنسية والعربية.

موسيقية شاملة: في وقت مبكر من حياتها المهنية، أبدت داليدا إعجابها وشاركت في إنتاج بعض من أغاني موسيقى البوب وذلك كردّ على ظهور فرقة الروك البريطانية “البيتلز” في أوائل الستينات، وكانت أغنتيها Itsi Bitsi Petit Bikini أبرز شاهد على ذلك. كما تأثرت أيضا بموسيقى “ديسكو” المنتشرة في الولايات المتحدة، التي يستخدمها بكثرة الأميركيون من أصل أفريقي، وكانت Mourir sur scène أبرز أغانيها التي اعتمدت هذا النوع من الموسيقى في ثمانينات القرن الماضي.

علاقة غرامية بطالب: أطلقت داليدا عام 1973 أغنيها “Il venait d’avoir dix-huit ans”  التي تتُرجم إلى “بلغ للتو 18 عاما”. في هذه الأغنية تحكي داليدا عن علاقتها مع طالب أصغر سنا منها، ما أدى إلى حمل غير مخطط له. ووفقا لشقيق داليدا، المنتج أورلاندو، الذي تحدث عن ذلك علنا، كانت داليدا في الـ34 من العمر في وقت العلاقة بينما كان الطالب يبلغ 22 عاما. أجهضت المغنية حملها، في وقت كان الإجهاض فيه غير قانوني في فرنسا وإيطاليا، وقد أدت هذه الخطوة إلى عدم قدرتها على إنجاب أطفال، وشعورها القاسي بالوحدة، الأمر الذي أثر عليها نفسيا.

دفنت في مونمارتر: انتحرت داليدا في 3 أيار عام 1987 في باريس، إثر تناولها جرعة زائدة من الحبوب المنوّمة، تاركة رسالة قصيرة تطلب فيها الصفح من جمهورها. دفنت في حي مونمارتر في باريس الذي انتقلت للعيش فيه عام 1962. وهناك أنجز النحات الفرنسي أصلان تمثالا بالحجم الطبيعي للمغنية ليوضع على شاهد قبرها، ما يسهل التعرف عليه في مقبرة مونمارتر.