1.6K
كانت ومضة العين تحرّك كلّ “غمزات” الوجه حتى تدخلت الابتكارات البشرية العصرية في معلمه ليصبح منحوتة وتحفة جامدة بفعل عمليات التجميل، التي خرجت من دائرة المتقدّمات في السن او حتى الراشدات الى عالم المراهقات. فالمظهر تحوّل الهمّ الاول لهنّ وجواز مرور نحو حياة افضل. عمليات وإن تنوعت الاسباب الدافعة اليها إلاّ ان هدفها يبقى واحدًا وهو تحقيق الراحة النفسية للفتاة ربما عن طريق التقليد والتماهي مع الأخريات من جهة على اعتبار انها بذلك تصبح أكثر ثقة بنفسها، وإبعاد شبح التقدّم بالسن الساكن في اللاوعي عندها من جهة اخرى، ما يجعلها أكثر جاذبية وأكثر قربًا من الجنس الاخر.
في لبنان كما كل الدول، وفي كثير من الأحيان، تلجأ الفتيات الى عمليات التجميل لخوض تجربة المشاهير بكلّ معانيها، من خلال دخول عالم الأزياء والفنّ والتمثيل. بعض الفتيات ينبهرن بالمشاهير ويعتبرن أنهمّ مقياس الجمال والمرجع الأساس للموضة، فيطلبن من المجمّل او جرّاح التجميل استنساخ صورهم، علما انهن قد يكنّ جميلات اصلاً ولسن في حاجة للخضوع الى مثل هذه العمليات.
في بعض الحالات تبرر الغاية الوسيلة، وفي حال كان الغرض من عملية التجميل تحسين تشوّه ما يكون الامر كذلك، خصوصا اذا ما تسبّب هذا التشوّه بإحداث عقدة نفسية. كثيرًا ما تكون هذه العمليات الحل الانسب للخروج من الازمات النفسية او لتصحيح خلل صحي فينصح بها اطباء علم النفس كما الجراحة وان كان الأخيرون يفضلون انواعًا معينة من العمليات في حال بلوغ الشخص سن الرشد.
ويتابع: “يعود ذلك الى عدم استقرار كلاميّ وذهنيّ وعاطفيّ، قد تعوّض عنه بالعمليات التجميليّة. وإذا ما بقيت غير مرتاحة قبل وبعد وأثناء التجميل وراحت تغيّر الأطباء وتتهمهم بارتكاب أخطاء تشويهيّة أو بالغشّ والكذب فهي في حاجة الى علاج نفسيّ”.
يستهوي الجمال السيدة مهما كان موقعها ولو كانت فتاة مراهقة أو امرأة ناضجة. وفيما تحبذ بعض السيدات الأشياء الطبيعيّة للاهتمام بجمالهنّ تفضل أخريات الموضة ويلجأن الى الجراحة والتعبئة في عمر مبكر. ولكن هل فعلا تكون النتيجة إيجابية؟ أم ربما ينقلب السحر على الساحر؟ تختلف عمليات التجميل عن الماكياج الذي يمكن ازالته بسهولة. وفي بعض الاحيان قد تأتي نتيجة العملية سلبيّة نتيجة خطأ ما، فيكون حساب الحقل مخالفًا لحساب البيدر ما يتسبّب بتشوّهات قد تترك أثرًا لا تمحوه الأيام وندب قد تجبر الفتاة المراهقة على الخضوع لعمليات أخرى لتحسين وترميم ما تركته عمليّة سابقة. وكثيرة هي العمليات غير المدروسة التي أدّت الى فقدان تعابير الوجه الحقيقيّة ما حوّل الجمال من نعمة الى نقمة. من بعض ضحايا هذه العمليات المتهوّرة والعشوائيّة، جانين فتاة شابّة في أوائل العشرينات، بدأت مسيرتها التجميلية بعمليّة للأنف. دخلت عيادة التجميل وفي نيتها تغيير أنفها الذي تكرهه بشدّة، لكنها فوجئت بعد انتهاء العملية بأنها لم تحصل على النتيجة المرتجاة. لم يكن امامها من حل سوى قصد عيادة تجميل أخرى والخضوع لعمليّة ثانية….عملية جرّت اخرى وهكذا فنفخت شفتيها وخديها…. تحمّست لبعض التغييرات الاضافيّة، وأجرت عمليّة ثانية للأنف وبعض النفخ الاضافي للشفاه التي أصبحت تتمايل يمينًا وشمالا مع نغمات صوتها كلما تكلمت؛ أصبح التجميل الذي كانت تصبو اليه تشويها وندمًا. وارتفعت نقمتها على الأطباء متناسية توقها الى عمليات التجميل وهوسها الذي أدّى بها الى ذلك.