يحلم البشر منذ الأزل بالعيش لأطول فترة ممكنة، وقد بحثوا كثيرًا عما يساعدهم على ذلك، واستخدموا وسائل عديدة، بعضها خرافي وبعضها منطقي، كالدواء والغذاء السليم، هذا الحلم أصبح أقرب للتحقق أكثر من ذي قبل.
نشرت شبكة CNN الأميركية خبرًا أشارت فيه إلى دراسة أثبتت أنّ لحجم الجسم “الطول والوزن” إضافة إلى مستوى النشاط البدني، دورًا في عيش الإنسان حتى سن التسعين عاما، ووفقا لدراسة جديدة فإن تأثير هذه الأمور يكون على المرأة أكثر من الرجل.
ووجدت الدراسة أن النساء اللواتي عشن حتى الـ 90 عاما، كن أطول وأقل وزنا من النساء اللواتي عشن حتى سن الـ 70 عاما، ولم تجد الدراسة هذه العلاقة عند الرجال، ومع ذلك رأت أنّ الرجال يستفيدون من النشاط البدني أكثر من النساء.
وقالت الصحيفة إنّ الدراسة كانت رصدية؛ أي فقط راقبت النساء ولم تحدد السبب.
وقال الباحث في علم الأوبئة ديفيد، من جامعة بريستول في المملكة المتحدة، الذي لم يشارك في الدراسة إنّ النتائج توفر تلميحات مثيرة للاهتمام بأن صحة الرجال والنساء قد تستجيب بشكل مختلف إلى مؤشر كتلة الجسم، والطول وممارسة الرياضة، ومؤشر كتلة الجسم هو قياس الدهون على أساس حساب الطول والوزن.
وقد لفتت الصحيفة إلى أنّ الباحثين سألوا في عام 1986 أكثر من 7000 من الرجال والنساء النرويجيين الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و 69 عن طولهم، ووزنهم الحالي، ووزنهم في سن العشرين.
وسألوهم أيضًا عن نشاطهم البدني الحالي، الذي شمل المشي منفردًا أو مع الكلاب، والبستنة، وترتيب المنزل، وركوب الدراجات إلى العمل والرياضة، ثم تمّ فرز الرجال والنساء حسب حصص نشاطهم البدني اليومي: أقل من 30 دقيقة، من 30 إلى 60 دقيقة، و 90 دقيقة أو أكثر.
وتمّ مراقبة هذه المجموعات حتى ماتوا أو بلغوا سن التسعين، ووجد الباحثون أن 433 من الرجال و994 من النساء الذين تمّ مراقبتهم عاشوا حتى سن التسعين، مع الأخذ بالاعتبار الأمور الأخرى التي تؤثر على طول العمر، مثل التدخين الحالي أو السابق ومستوى تعاطي الكحول.
وكانت نتائج الرجال والنساء في الدراسة مختلفة للغاية، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بتأثير حجم الجسم وممارسة النشاط البدني.
ووجد الباحثون أنّ النساء اللواتي قلن بأنّ وزنهنّ أقل في سن العشرين، وكان وزنهن أقل مع تقدمهنّ في السن أيضًا، عشن فترة أطول من النساء اللواتي كان وزنهنّ أكثر.
وأدى الطول دورًا رئيسيًا في عيش بعض النساء فترة أطول من غيرهن، حيث وجدت الدراسة بأن النساء اللواتي يبلغ طولهن أكثر من 5 أقدام و 9 بوصات، كن أكثر احتمالية للعيش حتى سن التسعين، بنسبة تزيد عن النساء اللواتي يقل طولهنّ عن 5 أقدام و 3 بوصات.
وقالت الصحيفة إنّ الطول والوزن لا يعتبران عاملا مؤثرا لبقاء الرجال على قيد الحياة حتى سن التسعين، لافتة المقابل إلى أنّ النشاط البدني أدى دورًا رئيسيًا في ذلك، حيث وجدت الدراسة بأن الرجال الذين كانوا يمارسون نشاطا بدنيا لمدة 90 دقيقة يوميًا، كانوا أكثر احتمالية للعيش حتى سن التسعين بنسبة 39 في المئة، أكثر من الذين مارسوا نشاطا بدنيا أقل من 30 دقيقة يوميًا، ولكل 30 دقيقة نشاط بدني في اليوم كان الرجال أكثر احتمالية للوصول لعمر90 عاما بنسبة 5 في المئة.
ومع ذلك، فإنّ النساء اللواتي كنّ يمارسن نشاطا بدنيًا أكثر من 60 دقيقة يوميًا، كنّ أكثر احتمالية للعيش حتى 90 عاما من اللواتي مارسن نشاطا بدنيًا لمدة 30 دقيقة يوميا فقط بنسبة 21 في المئة، وعلى عكس الرجال، لم تكن هناك مكافأة لزيادة النشاط، في الواقع وجدت الدراسة أن المستوى الأمثل للنشاط للنساء كان 60 دقيقة في اليوم.
وأشار الخبر إلى أن متوسط العمر المتوقع آخذ في الازدياد بالنسبة لمعظم دول العالم، ولكن الدراسات الحديثة تشير إلى تباطؤ هذا الاتجاه في بعض الدول المتقدمة، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال، كان متوسط العمر المتوقع ينخفض خلال السنوات القليلة الماضية.
ولفت إلى أن تعاطي جرعات زائدة من المخدرات والانتحار يقع على عاتقهما الانخفاض الأخير، وذلك وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لكن الأسباب الرئيسة للوفاة تظلّ كما هي، ويعتبر مرض القلب والسرطان والسكتة الدماغية، أكثر ثلاثة أمور تقتل الأميركيين، وكلها تأتي نتيجة لزيادة الوزن وعدم ممارسة الرياضة.
وقال الباحث كارسليك إنه من الواضح أن السمنة وأنماط الحياة المستقرة، أي التي تخلو من أي نشاط بدني، ضارة بالصحة، مؤكدًا أهمية الدراسات التي تعتمد على أشخاص يشكلون مجموعات.