ابتسمي عزيزتي من دون أي تكلّف أو اصطناع، فالحياة قصيرة فاستفيدي من وقتك ولا تبخلي على نفسك بابتسامة جميلة خصوصًا في ظل التطوّر الهائل للطبّ… أصبح بإمكانك ان تصبحي “نجمة” حياتك وأن تبتسمي “إبتسامة النجوم” من دون أي خجل أو حرج… في الواقع أنه في الفترة الأخيرة، شاعت ظاهرة “إبتسامة النجوم” حيث لجأ الفنانون الأجانب والعرب الى إعتمادها حرصًا منهم في الحصول على نقاوة أسنانهم خالقين بذلك معيارًا للابتسامة الجميلة والجذابة من خلال الـ Hollywood Smile أي الابتسامة الهوليودية التي هي عبارة عن تقنية تهدف إلى تغيير شكل الأسنان من خلال التنسيق بين عوامل عديدة ومنها: حجم الفم، سماكة الشفتين، شكل الوجه وعرضه.
ولكن، انتبهي سيدتي من أن تُصبح ابتسامتك مصطنعة بعيدة عن القلب ومعلّبة بطبقات من اللون الأبيض، فالضحكة الجميلة تكمن في صحّتها وطبيعيّتها… “فالعملية ليست عبارة عن تلصيق الأسنان ببياض ساطع غير طبيعي وإنما هي عملية دقيقة تحتاج إلى الدقة والتناسق”، هذا ما يقوله بروفيسور في طب الأسنان إيلي جرجس، والذي يضيف:”نسبة الإقبال إلى تقنية الـ Hollywood Smile أكثر لدى النساء، من الرجال حيث إنهم أقلّ بكثير إقبالهم إليها “.
جرجس، الذي درس طب الأسنان ثمّ اختار أن يتعمّق أكثر فأكثر في هذا المجال، يرى في مهنته أنّ الموهبة ليست كافية… فالطبيب يحتاج إلى الموهبة وإنما عليه أن ينميها بالممارسة والخبرة ومتابعة التطورات العلمية.
هذا ما قاله جرجس في دردشة مع Feminine Spirit
– لماذا اخترتم طبّ الأسنان كعلم ومن ثم كمهنة؟ أخبرنا عن بداياتك…
أحبّ مهنة الطبّ، ولكن اخترتُ طبّ الأسنان منذ البداية لأنّه أسرع الطرق للحصول على الشهادة من أي مجال آخر في حقل الطبّ. هذا ما اعتقدته في البداية، ولكنني اكتشفتُ أنّ الشهادة لم تكفيني، فقررتُ أن أكمل التخصص لمدة ثلاث سنوات بعد أن انتهيتُ من خمس سنوات اختصاص في طبّ الأسنان. بعدها، قررتُ أن أتجه إلى الدراسات العليا حتى حصلتُ على لقب دكتور في طبّ الأسنان.
– ما المشاكل التي واجهتكم خلال بداية مسيرتكم العلمية والعملية ؟
في الجامعة، لم تواجهني صعوبات ومشاكل، إنما من المعروف أنّ هذا المجال يحتاج إلى الدرس النظري المكثف، إضافة إلى ورشات العمل التطبيقية. فالممارسة في هذا الاختصاص أصعب من النظري، لأنّ نتيجة العمل أمر لا مفرّ منه ومن الضروري تحقيقه.
– هل يكفي للطبيب التخصص في مجاله كي ينجح بعمله أم يجب أن يضيف بعض الخبرات والموهبة والمهارات الخاصة؟
الموهبة ليست كافية… يحتاج الطبيب إلى الموهبة وإنما عليه أن ينميها مع الممارسة والخبرة ومتابعة التطورات العلمية.
– ما أكثر الأمراض التي تصيب عادة الأسنان؟ وهل قلّة الاهتمام بالأسنان يؤدي إلى تلك النتائج السلبية إن كانت على اللثة أو على صحتها العامة؟
أكثر الأمراض التي تصيب عادة الأسنان هي التسوس(caries). كذلك، من الامراض التي تصيب المرء هو مرض اللثة والتي تتراوح بين Gingivitis و Periodontitisوصولا إلى Tooth Loss أي فقدان السنّ. وفي حال فقدان السنّ أصبح أمر تصليحه مكلفًا، لأنه يتوجب عندها إما زراعة السنّ أن استخدام الجسر. ولهذا السبب يجب الإهتمام قدر الإمكان بنظافة الأسنان.
– ما أسباب ظهور بقع بنية في بعض الأحيان على الأسنان واللثة؟
البقع البنية على الأسنان قد تكون نتيجتها ما يُسمى بالـ Fluorosisخصوصًا لدى الشعوب التي تحتسي الكثير من الشاي مثل مصر وسوريا والخليج. وهناك بقع بنية قد تكون نتيجة لقلّة النظافة.
– ما أسباب تسوس الأسنان؟ ما أهمّ طرق الوقاية من التسوس؟
أهمّ أسباب التسوس(caries) هي قلّة النظافة. ولكن، أحيانًا في حالات جدًا استثنائية قد يصيب الأسنان التسوس لأسباب مجهولة. ولذلك، أفضل الطرق للوقاية من التسوس هي النظافة.
– هل تتعارض زراعة الأسنان مع مرضى السكري؟
لا تتعارض زراعة الأسنان مع مرضى السكري إذا كان المريض غير مهمل لوضعه الصحي.
– ما أسباب مشكلة الجز على الأسنان أثناء النوم؟ ما مضاعفاتها؟ وهل يُمكن إيجاد أي حلّ لهذه المشكلة؟
مشكلة الجز على الأسنان أثناء النوم وراثية، ولكن الضغط والإجهاد والتوتر يُظهرها إلى العلن. يجب الإبتعاد عن التوتر والقلق والإجهاد والتوتر…
– ما العمر الأنسب للبدء في تقويم أسنان الأطفال في حال الحاجة إلى التقويم؟ وما الأسباب التي تحدد فشل أو نجاح تقويم الأسنان؟
إنّ العمر الأنسب للبدء في تقويم أسنان الأطفال هو 11 عامًا بالنسبة إلى الأطفال الذكور و13 عامًا بالنسبة إلى الأطفال الإناث… ليس هناك من سبب لفشل نجاح تقويم الأسنان.
– أي معجون أسنان هو الأفضل للإستعمال؟ ما رأيك بمعجون الأسنان الذي يعتمد على الأعشاب الطبيعية؟
كل أنواع معجون الأسنان “مثل بعضها”… “النكهة” هي التي تُفرّق بين نوع معجون أسنان وآخر. الأهمية تكمن في نوع فرشاة الأسنان وليس في نوع معجون الأسنان…الفرشاة “الطرية” هي المطلوبة.
– هناك من يرى أنّ مادة “الفلورايد” تساهم في تقوية الأسنان ومكافحة التسوس من خلال تشكيل مركبات فلورية في طبقات السن السطحية والعمل على زيادة صلابة وطبقة المينا وجعلها أكثر مناعة ضدّ اختراقات التسوس… ولكن، من جهة أخرى، صرّح مجلس البحث الوطني الأميركي أنه للـ”فلورايد” أضرار جمّة، منها على الدماغ والغدة الدرقية، وعلى العظام وحتى على الأسنان، في حال زيادة نسبة الـ”فلورايد” عن نسبة معينة… ما حقيقة هذا الأمر… وهل هذا يعني التوقف عن تناول حبوب الـ”فلورايد”؟
تختلف الآراء في شأن مادة “الفلورايد”… ولذلك، أرفض شخصيًا أن أنصح في استعمالها لأنّ الشك واحد في المئة بأنّ هناك أي خطر كان، دافع كافٍ للإستغناء عن استعمالها.
– ما المأكولات التي تنصح بها ومن شأنها أن تقوي بنية الأسنان؟ وهل هناك مأكولات من شأنها أن تُضعفها؟
كل الحلويات والسكر مضرّة، كذلك اللبن والمشروبات الغازية كلّها مأكولات من شأنها أن تُضعف الأسنان.
– ما الفيتامينات اللازمة للمحافظة على صحة اللثة والأسنان؟
الأسنان “أقوى مادة” موجودة في الطبيعة. فيتامينات الكالسيوم مفيدة للعظام وليس للسنّ. فالسنّ أقوى من العظام.
– نلاحظ في الفترة الأخيرة انتشار الـHollywood Smile خصوصًا لدى النساء…هل صحيح أنّ اعتماد هذه التقنية لتجميل الأسنان من شأنها إضعافها؟
لقد سبق لي أن قمتُ بمحاضرة في الـ”يونسكو” بعنوان Natural Tooth like Restoration. وقد تناولت المحاضرة كيفية زوال الطبقة الخارجية للأسنان بعد الـ35 عامًا؛ لذلك ومحافظة على الأسنان إنّ أفضل تقنية هي تغليف الطبقة الخارجية بقشرة تحميها من الزوال مع التقدّم في العمر، وهذه القشرة هي عبارة عن 0.3 أو 0.6 ملمتر. وبالتالي، يُمكن القول إنّ اعتماد هذه التقنية لتجميل الأسنان ليس من شأنها إضعافها.
– هل تنصح باللجوء إلى الـHollywood Smile أم تُفضل الإعتناء بصحة الأسنان والحفاظ على شكلها الطبيعي؟ وهل هناك إقبال للنساء والرجال لهذه التقنية التجميلية على حد سواء؟
أنصح النساء من عمر الـ35 وما فوق اللجوء إلى الـHollywood Smile في حال كانت الطبقة الخارجية للأسنان تزول نتيجة تعرّضها للعوامل الخارجية مثل تناول الطعام وغيرها… في حال لم يتمّ اللجوء إلى هذه التقنية وكانت الطبقة الخارجية تزول تدريجيًا مع الوقت بعد عمر الـ40، فإنّه سيُصبح من الصعب إعادة الصحة إلى الأسنان مع زوال الطبقة الخارجية للأسنان وسيضطر المرء أن يلجأ إلى برد كل أسنانه. هذه التقنية تساعد في المحافظة على لمعيّة الأسنان وبياضها ولكن مع الإشارة إلى ضرورة المحافظة على الشكل الطبيعي للأسنان والإبتعاد عن التصنع.
أما نسبة الإقبال إلى تقنية الـ Hollywood Smile فهي أكثر لدى النساء، من الرجال حيث إنهم أقلّ بكثير إقبالهم إليها.
وتجدر الإشارة إلى أنه يُمكن ملاحظة كثيرات من اللواتي يقصدن أطباء للجوء إلى هذه التقنية ولكن تأتي النتيجة “إبتسامة غير طبيعية”. يجب الإنتباه إلى أمر المحافظة على الشكل واللون واللمعان الطبيعي للأسنان. هذه التقنية تحتاج إلى علم وطريقة عمل دقيقة كي تتماشى مع شكل الوجه والشفاه والضحكة… فالعملية ليست عبارة عن تلصيق الأسنان ببياض ساطع غير طبيعي وإنما هي عملية دقيقة تحتاج إلى الدقة والتناسق.
– هل من يعتمد هذه التقنية يحتاج إلى زيارة الطبيب باستمرار أم أنها تغنيه عن الزيارات الدورية؟
هناك عبارة نستعملها نحن أطباء الأسنان وهي :
Everything we dentist do fail…The question is what we are going to do if it does…
أي “كل شيء نقوم به نحن أطباء الأسنان يفشل… والسؤال الذي نطرحه ماذا نفعل إن كان ما نقوم به يفشل”… في الواقع، بعد خمس أو عشر سنوات يزول العمل الذي يقوم به الطبيب ولذلك يجب زيارة الطبيب باستمرار وعدم الإستغناء عن الزيارت الدورية للعيادة.
– ما أهم النصائح الوقائية التي تراها مناسبة أن يتبعها الناس؟
أهمّ النصائح الوقائية والمناسبة هي تنظيف الأسنان وإزالة الترسبات لدى الطبيب كل ستة أشهر.
– بعد تناول الطعام كم يحتاج المرء إلى الوقت كي يُنظف أسنانه؟
يحتاج المرء إلى عشر دقائق بعد تناول الطعام كي يُنظف أسنانه.
– كلمة أخيرة …
الطب في تطوّر هائل، ولكن على الطبيب أن يتمكن من تقنية معيّنة وألا ينتقل إلى تقنية جديدة إن لم يكن متمكنًا من التقنية السابقة؛ أي بما معناه ألا ينتقل الطبيب من الـ digital dentistry في حال لم يكن متمكنًا من الـ conventional dentistry. يجب أن يتطوّر الطبيب تدريجيًا وأن يضطلع على أي معلومات جديدة ويشترك في المحاضرات والمؤتمرات.