يبدو أنّ عواقب ضغط العمل لا تقتصر فقط على التأثير المباشر على الصحة، بل تتعدّاه أيضًا إلى العلاقات الإنسانية مع أقرب الأشخاص وحتّى داخل العائلة، على غرار ما كشفت عنه دراسة علمية حديثة وبرهنت ذلك من خلال تجربة شارك فيها أزواج عديدة.
يُعتبر عادةً الحصول على عمل مميّز شكلاً من أشكال النجاح، ولكنّه أمر قد يؤثر على تصرّفاتنا مع الأشخاص المحيطين بنا، وخصوصاً الأقرب إلينا.
فقد توصلت دراسة حديثة إلى أنّ كل شخص يعاني من الإجهاد في العمل يمكنه أن ينقل ذلك إلى شريكه في الحياة، ويؤثّر بالتالي على صحته وعلاقته معه، ما يخلق جوّا من الاضطراب والتوتر داخل المنزل. إذ يصبح جميع أفراد العائلة يشعرون بانزعاج الوالد مثلاً وإرهاقه ممّا يبدّل أيضاً مزاجَهم.
وأوضحت الدراسة أنّ نصف المشاركين فيها تقريبًا أشاروا إلى أنّ الضغط أثّر كثيرًا على علاقتهم مع شركائهم، لافتة إلى أنّ الزوج المتوتّر يؤثر بتوتّره على زوجته وأطفاله، ومن علامات التوتر عنده أنّه دائمًا في عجلة من أمره، ويبحث دومًا عن الكمال، وأي عمل أمامه دائماً ناقص، كما أنّه لا يعرف كيف يستمتع بوقته وبحياته.
وبيّنت هذه الأبحاث أيضًا أنّ الضغط المنقول حقيقي جدًا وهو أمر يحدث فعلاً، كما أنّه يؤثّر على الأزواج مع أو بدون أطفال. وأطلق علماء النفس على هذه الظاهرة اسم “عدوى الضغط”.
واعتمدت النتائج على دراسة شارك فيها حوالى 16 من الأزواج وفي فترة زمنية طويلة، واهتمت بكيفية تعامل الموظفين مع ضغط العمل، إذ أكّدت أنّ الضغط قد يكون في بيئة العمل، خصوصًا مع صعوبة العمل مع شخص ما، وهو ما يتسبّب في الإجهاد ويؤثّر على الأداء في ميدان الشغل.
إضافة إلى أنّ الضغط المتواصل يتسبّب في عواقب وخيمة على الصحة على غرار مشكلات في المعدة والأمعاء وآلام الظهر وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
من جهة آخرى، يمكن التغلّب على ضغط العمل بالاعتماد على بعض الخطوات البسيطة والفعّالة مثل ممارسة اليوغا والتأمّل، فضلاً عن ممارسة الرياضة.
والأهم من ذلك هو أنّ أماكن العمل الجيدة تدرك الحاجة إلى دعم موظفيها في مختلف مراحل حياتهم.