فازت قائدة الأوركسترا الإندونيسية من أصل صيني ريبيكا تونغ (36 عامًا) في حفل “لا مايسترا”، وهي المسابقة الدولية الأولى لقائدات الأوركسترا، في حرم أوركسترا باريس الفلهرمونية.
وعلى الرغم من أنّ كثيرات هنّ النساء اللواتي لمع نجمهنّ في مجال قيادة الأوركسترا في العقدين الأخيرين، مثل سوزانا مالكي (فنلندا) وبربارا هانيغن (كندا) وميرغا غريجينيتي – تيلا (ليتوانيا) وألوندرا دي لا بارا (المكسيك)، وقبلهنّ الأسترالية سيمون يانغ والأميركية مارين ألسوب؛ إلا أنّ الفرق ما زال شاسعًا في هذا المجال، إذ إنّ 48 أوركسترا سمفونية محترفة من أصل 778 تشكيلة دائمة من هذا القبيل أحصيت حول العالم هي بقيادة امرأة كمديرة موسيقية أو قائدة رئيسية، أي ما يوازي 6.2 في المئة من العدد الإجمالي، بحسب مسابقة “لا مايسترا”، وفي العام 2016 كانت هذه النسبة أدنى حتى، إذ لم تكن تتعدى 4.3 في المئة.
وقد تلقّت قائدة الأوركسترا الرائدة الفرنسية، كلير جيبو، التي كانت وراء فكرة المسابقة، 220 طلب ترشيح من 51 بلدًا اختارت منها 12 قائدة أوركسترا، كاشفة عن عدم تحديد سن قصوى لمقدمي الطلبات إذ مثلا من بين المرشحات نساء في الحادية والسبعين من العمر.
جيبو، التي هي المرأة الأولى المتولية لقيادة دار الأوبرا في ميلانو (سكالا) وموسيقيي أوركسترا برلين الفلهرمونية، أكدت أنّ كلّ مشاركة مُنحت في مرحلة التصفيات 30 دقيقة لتثبت قدراتها. وفي هذا الإطار، توجهت الإندونيسية من أصل صيني ريبيكا تونغ (36 عامًا)، إلى العازفين في أوركسترا باريس موزار التي أسستها جيبو قائلة إنها تريد أن تكون الأجواء متوهّجة؛ وأضافت عليها الكولومبية لينا غونزاليس -غرانادوس، طلبها بمزيدٍ من البهجة.
من جهتها، أكدت العضو في لجنة التحكيم مارين ألسوب أنّ “لا مايسترا” ليست مجرّد مسابقة، “بل هي فرصة للإزدهار والإختبار”. ألسوب، التي كانت في الـ2013 المرأة الأولى التي تقود حفلاً موسيقيًا خلال فعاليات “برومز” للموسيقى التي تنظّم كلّ صيف في لندن منذ العام 1895، أملت أن تتيح هذه المسابقة للشابات خوض هذا المجال باكرًا، مشيرة إلى أنها لم تكتسب الخبرة إلا في الثلاثينيات من العمر بسبب قلّة الفرص المتاحة.
وهنا، نذكّر بالموقف المثير للجدل الذي أثاره المدير السابق لمعهد باريس للموسيقى برونو مانتوفاني الذي قال في الـ2013 إنه يصعب على المرأة التي ترغب بإنجاب أطفال خوض مجال قيادة الأوركسترا، مضيقًا أنّ قلّة الفرص المتاحة سببها الأحكام المسبقة المعيقة والصورة النمطية لقائد الأوركسترا المتسلّط المرسّخة في المخيّلة العامة، خلافاً للمرأة التي توصف بأنها شديدة التأثرّ وغير قادرة على إدارة مجموعة متكاملة.
وأكد المدير العام لأوركسترا باريس الفلهرمونية لوران بايل أنّ المطلوب ليس التسلّط بل طول البال، موضحًا أنّ التجربة الطويلة هي التي ترتقي بالأداء في حين تكمن المشكلة بالنسبة إلى النساء بأن قليلات منهنّ يتمتعن بتجربة من هذا النوع، مؤكدًا أنّ التوازن سيتحقق مع الجيل الصاعد. وقد دحض فكرة أن تكون هذه المسابقة “تمييزية” في حق الرجال، لافتًا إلى أنه منذ 40 عامًا يتمّ التشديد على ضرورة تطوير النظام بتسوية الوضع الذي يتطلب زيادة نسبة النساء من 6 إلى 30% على رأس فرق الأوركسترا.