يُعدّ تورم القدمين بعد الولادة أمرًا طبيعي الحدوث، وفي الغالب ينتهي بعد مرور أسبوع على الولادة. ويعود سبب تورم القدمين إلى كون جسم المرأة الحامل يحبس في الوضع الطبيعي السوائل بشكل يفوق الحد الطبيعي، وتصل نسبتها في الجسم 50%، ثم بعد الولادة يبدأ جسم المرأة بالتخلص من هذه السوائل عن طريق التعرق والبول. وخلال هذا الوقت فإنّ جزءًا من السوائل يتسرب من الأوعية الدموية إلى أنسجة الجسم مسببًا تراكمًا للسوائل فيها، بما في ذلك القدمين.
إنّ تجمع السوائل في القدمين بعد الولادة يسبب تورمهما أو إنتفاخهما، وفي الغالب تتخلص المرأة من مشكلة تورم القدمين بعد الولادة بما يقارب أسبوعًا واحدًا. وفي بعض الحالات القليلة يستمر تورم القدمين لأكثر من ذلك، ومن الأمثلة على هذه الحالات: الأحمال التي رافقتها بعض المضاعفات مثل مرحلة ما قبل تسمم الحمل أو إرتفاع ضغط الدم.
وقد بيّن الباحثون أسبابًا كثيرة تفسر تجمع السوائل في الجسم وتورم القدمين بعد الولادة، ومن هذه الأسباب الآتي:
إنّ تجمع السوائل خلال الحمل يعد عامل خطر كبير في حال بقائها بعد الولادة، وأغلب النساء اللواتي عانين من إحتباس السوائل خلال الحمل، عانين كذلك من هذه المشكلة بعد الولادة. فإرتفاع مستوى هرمون البروجسترون خلال الحمل؛ فهذا الهرمون يسبب إحتباسًا للسوائل في الجسم خلال الحمل، وبالتالي يزيد من إحتمالية تجمع السوائل بعد الولادة.
كذلك، إعطاء المرأة المزيد من السوائل أثناء الولادة، فمثلا تعطى النساء السوائل عن طريق الوريد في حال نزول الضغط الناجم عن التخدير حول الجافية، وكذلك تعد النساء اللواتي يلدن ولادة قيصرية أكثر عرضة لخطر تجمع السوائل لأنه يتم تقديم السوائل عن طريق الوريد كذلك خلال العملية. كما أنّ إلتزام السرير وعدم الحركة أو ممارسة النشاط البدني، لا سيما بعد الخضوع للولادة القيصرية، سيصعب عملية التخلص من السوائل. كذلك، الدفع أو الشد خلال الولادة؛ إذ إنّ دفع الجنين خلال الولادة الطبيعية يعرض المرأة لتجمع السوائل في الأطراف وكذلك في الوجه.
أما بالنسبة إلى علاج تورم القدمين بعد الولادة، فيُنصح أخذ القسط الكافي من الراحة بعد الولادة، وتناول الطعام الصحي، والنوم لساعات أكثر من المعتاد، لأنّ كل ذلك يساعد في تسريع عملية التعافي من الولادة.
كذلك، من النصائح أو العلاجات الطبيعية التي تساهم في التخلص من تورم القدمين بعد الولادة فهي تتمثل بكل من شرب الماء لأنه يساعد على الحماية من الجفاف ويحفز الجسم للتخلص من السوائل، ورفع الساقين فوق مستوى القلب لتحفيز دفع السوائل خلال الجسم ومنع إنحباسها في الساقين والقدمين، والقيام بالتمارين الرياضية الخفيفة وتجنب أي أنشطة أو حركات تسبب الألم، إذ قد أوصت هيئة أطباء النساء والتوليد الأميركية بممارسة بعض الرياضات بعد الولادة مثل المشي واليوغا الخفيفة، بالإضافة إلى السباحة. هذا إضافة إلى تجنب الإكثار من الملح لأنه يحفز إحتباس السوائل في الجسم ويزيد المشكلة سوءًا، تناول بدلا منه الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز والمشمش والسبانخ والأفوكادو. ناهيك عن الحد من شرب القهوة ومنتجات الكافيين بشكل عام، لأنها تزيد فرصة حدوث الجفاف، وبالتالي زيادة إحتباس السوائل في الجسم. والعمل على التدليك أو المساج بهدف تخفيف تورم القدمين بعد الولادة، وتحفيز الشعور بالإسترخاء، وتقليل الشعور بالألم، بالإضافة إلى أهميته في إعادة توازن الهرمونات بما في ذلك هرمونات التوتر، الأمر الذي يساهم في تخفيف التوتر إلى حد كبير للغاية.