خلقت حالة العمل وضعًا جديدًا خصوصًا في ظل الظروف الطارئة التي يشهدها العالم حاليًا، وأصبحت المرأة القوية المستقلة أمام تحدٍ صعب من أجل توفير إحتياجتها اليومية، والحفاظ على كل الأمور التي تهتم بها.
من جهتها، أكدت خبيرة علم النفس إيمان عبدالله أنّ المرأة العاملة لم تعد في نضال حياتي من أجل الحب أو الزواج بل إنها تقدّر الإستقلالية عوضًا عن الخضوع، كما باتت تتمتع بشخصية إستثنائية تطوّر ذاتها بإستمرار، بدلا من السذاجة والتفاني للآخرين.
وأوضحت عبدالله أنّ الحب لم يعد المضمون الوحيد لحياة المرأة، بل أصبح كل من العلم والعمل من أهم أهدافها وأولوياتها في الحياة، حيث كسرت كل الحواجز التي تعوق المضي قدمًا نحو طموحها، كما أثبتت للعالم أجمع أنها تمتلك العقل الراجح والرؤية الناضجة.
كما شددت على إهتمام المرأة القوية المستقلة بنفسها، فهي تمتلك قلبًا حنونًا، يجعلها أمًا رائعة في المستقبل، بينما تعتز جيدًا بحسها المرهف، وهو ما يجعلها شخصية فعّالة في المجتمع، صاحبة دور حقيقي ومميز.
وعن أهمية العمل، قالت عبدالله إنه يخلق لدى الإنسان وعيًا جماعيًا يُعبّر عن حياة الناس، ومعه تبدأ العديد من الفرص الجديدة، التي يتم تأسيسها على معايير عديدة من التعاون، والمنافسة وإبراز الطاقات، قائلة إنّ السيدات أصبحن يخضعن للنضال الخفي المستمر من أجل الحياة، والمجتمع، علمًا بأن المرأة دخلت مجال العمل، نتيجة التغيير التكنولوجي، والأيديولوجي الذي طرأ على المجتمعات، ودخلت أيضًا بدوافع إقتصادية، إجتماعية، ونفسية معًا.
ولفتت إلى أن المرأة خرجت للعمل لتحقيق طموحاتها والفخر بذاتها وشعورها بالمسؤولية، إضافة إلى سعيها المتواصل لتقديم أشياء مفيدة تشعرها بالقيمة الإجتماعية التي تحقق من خلال التواصل الفعال في بيئة العمل؛ حيث يُرجع علماء النفس نجاح الكثير من المنظمات والمؤسسات إلى دور المرأة فيها؛ والذي يساهم في إرتفاع الحالة المعنوية للموظفين.
وأضافت أن المرأة العاملة تتعرّض للعديد من العقبات والصعوبات، كونها زوجة، وأم، وربة منزل، فضلا عن كونها مسؤولة عن أسرتها وعملها وتحاول التوفيق بين هذه المهام الصعبة، التي تخلق أوضاعًا جديدة تعاني إثرها من الأوضاع الإجتماعية الصعبة، بالإضافة إلى إعادة تقييم العلاقات الإنسانية، لافتة إلى أنها مطالبة بالتواجد مع الطفل في الـ3 سنوات الأولى من عمره، ومع الإبتعاد عن دورها يؤدي ذلك للقلق، عدم الأمان، والإرتباك لدى الطفل؛ فالأم لها الدور المميز، كما تشعر أحيانًا بالذنب، لأنها مشتتة الفكر ما بين أسرتها، وعملها، وقيامها بواجباتها كاملة، وهذا ما ينعكس على تصرفاتها.
ونصحت كل أفراد الأسرة، بتحمٌل المسؤولية، قائلة إنّ المرأة تقوم بوظيفة شاقة للغاية، بداية من تربية الأطفال، والعناية بالمنزل والزوج، الأمر الذي يحتاج لجهد، فضلا عن العمل بإستمرار، للسعي وراء طموحهها، فلا بد أن يتكاتف كل من حولها لدعمها في هذا الطريق الطويل.