نالت الشاعرة الأميركية لويز غلوك (77 عاما) الخميس جائزة “نوبل” للآداب العريقة في خطوة غير متوقعة تتوج نتاجها الذي باشرته في نهاية الستينات ويتمحور على مواضيع الطفولة والحياة العائلية ويستوحي خصوصًا من الأساطير.
وقالت الأكاديمية السويدية المانحة للجائزة إنّ غلوك كوفئت على صوتها الشاعري المميز الذي يضفي بجماله المجرد طابعًا عالميًا على الوجود الفردي، لافتة إلى أنّ الطفولة والحياة العائلية والعلاقات الوثيقة بين الأهل والأشقاء والشقيقات تُشكل موضوعًا مركزيًا في عملها.
وقد أكدت الأكاديمية السويدية أنّ غلوك هي أستاذة أدب إنكليزي في جامعة “يال” وتسعى إلى طابع عالمي وفي سعيها هذا تستوحي من الأساطير الحاضرة في غالبية أعمالها، مشيرة إلى أنّ غلوك تكتب شعرًا روائيًا حالمًا يستحضر ذكريات وأسفارًا ويتردد ويتوقف لفتح آفاق جديدة، فيه يتحرر العالم ويحلق قبل أن يحضر مجددا بسحر ساحر.
وقد أشار الأمين العام الدائم للأكاديمية ماتس مالم إلى أنه إتصل بغلوك قبيل الإعلان، موضحًا أنّ الإعلان فاجأها ولكنها كانت مرحبة له.
كما قالت اللجنة إنّ ديوانيها “ذي ترايومف او أكيليس” (1985) و”ارارت” (1990) يتناولان بطريقة تكاد تكون صورًا صريحة عن علاقات عائلية مؤلمة، مشيرة إلى أنّ إستخدامها لنبرة طبيعية لافتة من دون أي أثر لزخارف شاعرية.
ويُعتَبَر “افيرنو” (2006) ديوانها الرئيس وهو تفسير رؤيوي لنزول بيرسيفونا إلى الجحيم وهي أسيرة هاديس إله الموت. وسبق لغلوك أن فازت العام 1993 بجائزة “بوليتزر” عن مجموعتها الشعرية “ذي وايلد أيريس” وجائزة “ناشونال بوك اوارد” في 2014 عن آخر عمل لها “فيثفول أند فيرتووس نايت”. وهي أيضًا “شاعرة التغيير الجذري والولادات الجديدة” وتصف في قصيدتها “سنودروبس” عودة الحياة بعد الشتاء فيما غالبا ما يتسم عملها “بحس الفكاهة والظرافة اللاذعة”.
واليوم، تُعتبر غلوك رابع مرأة تفوز بجائزة نوبل للآداب في العقد الأخير والسادسة عشرة فقط منذ بدء توزيع هذه المكافآت العريقة في 1901، في حين كانت البولندية أولغا توكارتشوك آخر الفائزات في 2018.
والملفت أنّ الوجود الكبير للنساء يُسجل في موسم “نوبل” للعام 2020 مع فوز ثلاث نساء بجوائز علمية. وقد تعادل النساء أو حطمن العدد القياسي للفائزات (خمس في 2009) مع توزيع جائزتي السلام الجمعة والإقتصاد الإثنين المقبل.
وتجدر الإشارة إلى أن الروائي النمسوي بيتر هاندكه قد نال الجائزة العام الماضي، ما أثار موجة من الإنتقادات إذ تساءل كثيرون كيف تمنح المكافأة إلى كاتب يدعم الزعيم الصربي سلوبودان ميلوشيفتش في حروب البلقان ويخفف من فظاعات جرائم جيشه. وفي حينها، بررت الأكاديمية إختيارها بمنح الجائزة على أساس الجدارة من دون أي إعتبارات سياسية.
وتترافق الجائزة مع مكافأة مالية قدرها 10 ملايين كرونة سويدية (حوالي 1.1 مليون يورو). ولذلك، كان يفترض أن تتسلم غلوك جائزتها من ملك السويد كارل غوستاف في مراسم رسمية في ستوكهولم في العاشر من كانون الأول في ذكرى وفاة العالم السويدي ألفرد نوبل الذي طلب في وصيته إستحداث هذه الجوائز. إلا أنّ المراسم الحضورية ألغيت هذه السنة بسبب “كورونا” واستعيض عنها بمراسم متلفزة تُظهر الفائزين يتسلمون المكافآت في بلدانهم.