أعلنت “American Medical Associatio” عام 2013 أنّ البدانة، أي بلوغ مؤشّر كتلة جسم (BMI) 30 أو أعلى، هي عبارة عن مرض يتطلّب تدخّلات عديدة للعلاج والوقاية، والتي قد تشمل التعديلات السلوكية والأدوية، وربما الجراحة. وعلى المستوى العالمي، قالت منظمة الصحّة العالمية إنّ البدانة قد تخطّت الضعف منذ عام 1980.
البدناء هم أكثر عرضة للإصابة بمشكلات صحّية كثيرة، مثل السكّري، والسكتات الدماغية، وأمراض القلب والأوعية الدموية بما فيها ارتفاع الكولسترول السيّئ (LDL) وانخفاض نظيره الجيّد (HDL)، وضغط الدم العالي. بالإضافة إلى أنواع مختلفة من السرطان كالذي يُصيب القولون، والمستقيم، وبطانة الرحم، والكِلى، والبنكرياس، والمرارة، والثدي.
ومن المعلوم أنّ الإفراط في الطعام وقلّة النشاط البدني يسبّبان البدانة، ولكن هناك عوامل خطر أخرى قد لا تكون واضحة، وفي ما يلي أبرز ما تطرّق إليه خبراء موقع “Sharecare”:
– سوء النوم: رُبطت البدانة بساعات النوم غير الكافية. وفصّلت مراجعة لمجموعة أبحاث عن النوم نُشرت في “American Journal of Human Biology” الروابط بين قلّة النوم، أي توفير أقلّ من 6 ساعات، وارتفاع الـ”BMI”. ووجد الباحثون أنّ الحرمان من النوم عَطّل هورمون الـ”Ghrelin” الذي يرفع الشهيّة، وهورمون الـ”Leptin” الذي يضمن الشبع. هذه العرقلة قد تدفع الشخص إلى تناول الطعام أكثر من المُعتاد، وبالتالي حدوث مشكلات في الوزن.
– التوتر: في حين أنّ القلق يُلاحق الجميع من حينٍ إلى آخر، إلّا أنّ التوتر النفسي والفيزيولوجي المستمرّ قد يجعل الرقم على الميزان يتحرّك بالاتجاه الخاطئ. ولقد أظهرت دراسة صدرت عام 2017 في “Obesity” أنّ التوتر المُزمن قد يؤدي إلى رفع مستويات هورمون الـ”كورتيزول” الذي يؤثّر في الأيض ويساعد الجسم على التحكّم في التوتر. فبعد أخذ خصلة شَعر تمثّل شهرين من نمو الشعر لدى 2527 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 54 وأكثر، توصّل العلماء إلى أنّ المشاركين الذين لديهم أعلى مستويات من التوتر كانوا أيضًا أكثر مَيلاً لمعاناة محيط خصر أكبر، ووزن أعلى، ومؤشر كتلة جسم أكثر.
– عادات المشاهدة: تحدّث العلماء من “هارفارد” للمرة الأولى عن الرابط بين مشاهدة التلفزيون والبدانة عند الأولاد في منتصف الثمانينات. وعلى مَرّ السنين، وجدوا أنه كلما زاد عدد البرامج التلفزيونية التي يشاهدها الشخص البالغ، كلما إرتفع إحتمال إصابته بالبدانة. ولقد أظهرت النتائج من تحقيق واحد أنه لكلّ ساعتين من مشاهدة التلفزيون يوميًا، إزداد خطر تعرّض النساء للبدانة بنسبة 23 في المئة، وكذلك خطر معاناتهنّ السكّري بنسبة 14 في المئة.
– الوراثة: من المعلوم أنّ الأشخاص الذين يكون أحد والديهم على الأقل بديناً هم بدورهم أكثر عرضة للإصابة بالبدانة، بالرغم من أنّ ذلك قد يكون بسبب مزيج من الوراثة وسلوكيات العائلة. غير أنه يُعتقد أنّ الجينات بحدّ ذاتها تؤثر في طريقة تخزين الدهون ومعالجة السعرات الحرارية، وأيضًا كيف وماذا يتمّ الإختيار لتناول الطعام؟ على سبيل المِثال، توصّلت دراسة نُشرت عام 2012 في ” American Journal of Clinical Nutrition” إلى أنّ الأشخاص مع بعض الإختلافات الجينية الملقّبة بـ”جينات البدانة” قد يميلون إلى إستهلاك كميات مفرطة من السعرات الحرارية وتفضيل المأكولات الغنيّة بالدهون والسكّر. إلّا أنّ الدراسة لفتت أيضًا إلى أنّ بذل جهود واعية لتناول حصص أصغر من الأطعمة الصحّية قد يخفّض هذا الخطر.
– عوامل الحياة المُبكرة: إنّ احتمال الإصابة بالبدانة قد يبدأ منذ الطفولة، أو حتى داخل الرحم. فقد ربطت دراسات كثيرة بين مجموعة ظروف وإرتفاع خطر البدانة، وتحديدًا زيادة وزن الأم أثناء فترة الحمل، وإرتفاع مستويات الضغط أو السكّر في الدم خلال الحمل، والتدخين أثناء الحمل، وارتفاع الوزن عند الولادة، وزيادة الوزن سريعًا في مرحلة الطفولة، وعادات النوم السيّئة، وعدم الحصول على رضاعة طبيعية.
– مكان السكن: من الشائع التفكير في تناول وجبة خفيفة عند الخروج مع الأصدقاء إلى أحد المطاعم. لكن، وبعد رؤية الطلبات، قد ينتهي الأمر بإختيار طبق “هامبرغر” مع البطاطا المقليّة. ومن المعلوم جدًا أنّ أفراد العائلة والأصدقاء يؤثرون في العادات الصحّية أو غير الصحّية، ولكن يبدو أنّ المكان الذي يعيش فيه الإنسان له أيضاً التأثير ذاته. ولقد اقترحت نتائح دراسة صدرت عام 2018، وشملت 1519 عائلة عسكرية متمركزة في 38 منطقة في كلّ أنحاء الولايات المتحدة، أنّ مكان الإقامة قد يؤثر في خطر البدانة. فالعائلات التي تعيش في مناطق ترتفع فيها مستويات البدانة كانت أكثر مَيلاً لمعاناة مؤشر كتلة جسم أعلى واحتمال أكبر لزيادة الوزن أو البدانة. وبالمِثل، فإنّ المناطق التي تنخفض فيها معدلات البدانة قد تساعد على خفض خطر تعرّض الشخص للبدانة ولـ”BMI” مرتفع.