يحلم كثير من الأزواج بإنجاب التوائم، وتعود رغبتهم بالحمل بتوأم لأسباب مختلفة، منها تكوين عائلة كبيرة، والتأكّد من أنّ طفلهم لديه أخ وثيق خلال مرحلة الطفولة.
ولأن نسبة حدوث الحمل بتوأم تبقى منخفضة وفق ما يؤكده العلم الحديث، فإنّ كثيرًا من النساء يلتجئن للطب البديل من أجل زيادة فرص حملهنّ فيقدمن على العقاقير التقليدية والأعشاب الطبية، كما أنّ كثيرًا منهنّ قد يلتجئن إلى عادات قديمة ورثنها عن الجدات وهي عادات تختلف من مجتمع إلى آخر.
وقالت نزهة الشابي وهي تونسية أربعينية تزوجت حديثا إنها تحلم بإنجاب توأم منذ أن كانت طفلة صغيرة وذلك لأنّ صديقتها المفضلة في أيام الدراسة الثانوية كانت أختًا توأمًا. وكانت نزهة كثيرة التردد على بيت صديقتها فكانت تلاحظ مدى الترابط بينها وبين أختها التوأم فهما كانتا لا تفترقان إلا في وقت الدراسة ولا تتشاجران أو تغضبان من بعضهما مثل باقي الأخوات.
هذا الشعور غذى في نفس نزهة فكرة إنجاب التوائم وقد تعمقت هذه الفكرة وسيطرت عليها، خصوصا بعد زواجها برجل لم يمانع في رغبتها بأن يكون لديها طفلان توأما.
وأكدت نزهة أنها لم تكتف بالأدوية التي كان يصفها لها طبيبها المباشر، بل كانت تعتمد على وصفات منزلية ورثتها أمها عن جدتها وتتمثل أهم الوصفات التي اعتمدتها نزهة في ما يعادل فنجان قهوة فلفل أسود مع بذور برسيم وملعقة سمن وربع ملعقة ملح وملعقة دقيق مع ربع كوب من الماء.
وقد طحنت نزهة البذور في طاحونة القهوة، ثم قسمتها لثلاثة أقسام، تناولت في اليوم الأول فنجانا من هذا الخليط بعد وضعه في القدر مع ملعقة سمن وملعقة دقيق وقليل من الملح والماء، وأخذته على الريق مع كوب حليب في الصباح، وكررت العملية على إمتداد الأيام الباقية.
كما تعتمد بعض النساء التونسيات على فاكهة التمر التي يقمن بغلي قليل منها في قدر من الماء وتقليبها حتى تموع، ثم يضفن إليها قليلا من زيت الزيتون وبعد أن يبرد، يُشرب على الريق في الثلاثة أيام الأولى من كل شهر.
وفي مصر تعتبر الصوفة على رأس قائمة الحلول الشعبية للإنجاب والحمل بتوأم.
هذه الطريقة الشعبية التي ظهرت منذ سنوات طويلة، تتم عن طريق جمع السائل المنوي من الرجل ووضعه في رحم امرأة مُخدرة، بهدف الإنجاب، وعلى الرغم من الإختلاف عليها من قبل الكثير من المشايخ والأطباء إلا أنها موجودة منذ فترة طويلة، ومتعارف عليها حاليًا، وما زال هناك الكثير من النساء يلجأن إلى هذه الطريقة من أجل الحمل، كما أنها طريقة تُعد منتشرة في صعيد مصر أكثر من المناطق الحضارية.
ولم تكن هذه هي الوصفة الشعبية الوحيدة التي تستخدمها النساء في مناطق الصعيد والقرى، بل هناك الكثير من الأفكار الأخرى التي تساعد من وجهة نظرهنّ على الإنجاب، مثل المشروبات التي يُعتقد أنها سيكون لها دور كبير فى الإنجاب، مثل شرب الزنجبيل من خامس يوم لوجود الدورة الشهرية لمدة خمسة أيام وذلك لمدة خمسة أشهر متتالية، حتى يتحقق الحلم بالإنجاب.
ولأن الحمل بتوأم حلم يلازم الكثير من النساء، فإن إحدى الجزائريات التي لم تتمكن من الإنجاب لمدة ست سنوات وتعبت هي وزوجها من التنقل بين مختلف العيادات الخاصة والعمومية، أقدمت على فعل غريب جدًا فقد نصحتها جارتها المغربية بإعتماد طريقة معروفة عندهم وتتمثل في جمع نحو 100 قطعة قديد من أضحية العيد من عند عائلات سبق لنسائهنّ الإنجاب، وتقسيمها بين النساء اللواتي لم يحدث معهن الحمل، ومع أن المهمة بدت لها في البداية صعبة بل شبه مستحيلة خصوصًا وأنها تتعلق بـ100 قطعة قديد، لكنها مضت في تطبيقها مستعينة بجاراتها ومعارفها وبمجرد بلوغ النصاب وتوزيعها على سيدات في مثل وضعها حملت وأنجبت طفلين.
ولئنّ فعالية العقاقير المنزلية في الحمل والإنجاب سواء بتوأم أو بطفل، وحلم الأمومة يطغى على عقول الكثير من النساء ويلتجئن سواء عن جهل أو عن عاطفة جامحة إلى الإستعانة بشبكات التواصل الإجتماعي أو بقنوات الـ”يوتيوب” للحصول على وصفات علاجية لا تستند إلى أي مصدر معتمد ومؤمّن، لا سيما تلك التي تقدم وصفات تدعي أنها سحرية في تعجيل الحمل أو تحقيقه بجنس الجنين المرغوب ذكرًا أو أنثى، فقد رأى خبراء الإجتماع أنّ المطلع على هذه القنوات يجدها عشوائية ووصفاتها شعبية لا تستند إلى أي مصدر طبي، غير التأكيد على أنها مجرّبة وفاعلة ومع ذلك تحظى بعدد معتبر من المتابعين خصوصًا من النساء اللواتي يتلقّفن جديدها بإهتمام كبير، ويطرحن أسئلتهنّ المختلفة على الهامش ملتمسات الإجابة من صاحب القناة.
وقد قال علماء الإجتماع إن اليأس والتعب من المتابعات الطبية من دون جدوى، وإرتفاع تكاليف العلاج مع عامل الجهل هو ما يدفع بعضهنّ إلى تطبيق ما يعرض من وصفات عبر المواقع الإلكترونية وقنوات الـ”يوتيوب” بلا رقابة ولا رادع لتحقيق الشفاء من الأمراض أو الحمل والإنجاب.
ونصح الأطباء وخبراء الصحة النساء بالتثبت من صحة الوصفات المعروضة على قنوات الـ”يوتيوب” حتى لا يقعن ضحيتها، محذرين من إستخدام وصفات من أشخاص لا علاقة لهم بالمهنة، مفنّدين أن يكون الشفاء أو الحمل الذي تحقق لدى من إستخدمن هذه الوصفات كان بفضلها، وملفتين إلى ضرورة الثقة في العلاج الطبي الذي غالبًا ما تثمر نتائجه متأخرة وتكون بالصدفة مع فترة إستخدام تلك الوصفات، ما يدفع مستخدميها إلى الثقة في نجاعتها والترويج لها عن جهل.
وتواجه النساء الكبيرات في السن فرصة قليلة في حدوث الحمل بشكل طبيعي، ولكن في حالة تم الحمل في سنّ كبيرة، فإنّ السيدة تكون مرجحة لإنجاب توأم، وذلك يعود إلى بعض التغيرات الهرمونية التي تصيب المرأة في تلك الفترة، وقدر العلماء والأطباء عمر السيدة في ما يقارب الأربعين عامًا أو 45 عاما؛ حيث إنّ القدرة الجسدية على الحمل تكون ضعيفة جدًا.
وهناك العديد من الأسباب الطبية التي تستدعي الطبيب لمساعدة المرأة على إنجاب التوائم، إذا كانت كبيرة في السن ويمكن للطبيب أن يقرر أنّ وجود التوائم هو فرصة جيّدة إذا كانت الفرصة للحصول على توأم خال من التشوهات الخلقية.