حول الطاولة تلتف نساء من مدينة تالوين، في جنوب المغرب، لتباشرن عملية فرز خصلات الزعفران الأحمر الرقيقة عن زهرته البنفسجية اللون، التي قطفت خلال الساعات الأولى من الفجر، ورتبت بعناية في سلال مصنوعة من القصب.
وبعد فصل النساء يدويا لشعيرات الزعفران عن الزهرة، يتم تجفيفها في درجة حرارة مرتفعة أو في الظل، وتغليفها لتصبح جاهزة لسلك طريقها نحو الأسواق المحلية والعالمية.
“الزعفران الحر” أو “الذهب الأحمر” كما يسميه المغاربة نظرًا لسعره المرتفع، حيث يعد من أثمن البهارات في العالم، ولا عجب أن تجد تجار الذهب في المغرب يبيعون الزعفران الحر، الذي يقاس بالغرام، إذ يصل سعر الغرام الواحد من هذا المنتج الفاخر إلى 4 دولارات.
ولا يخلو أي بيت في المغرب من الزعفران الحر المقبل من مدينة تالوين، حيث يدخل في وصفات تحضير أشهر الأطباق المغربية التقليدية، كما يعرف بفوائده الصحية المتعددة.
عاصمة الزعفران
في شهر تشرين الثاني من كل سنة يغطي اللون البنفسجي حقول الزعفران في مدينة تالوين، وقد اكتسبت هذه المدينة الصغيرة القابعة وسط جبال الأطلس، شهرة عالمية بفضل جودة أنواع الزعفران الذي ينتج محليًا، والذي يتطلب يدًا عاملة لها خبرة وتجربة في التعامل مع النبتة النادرة وباهظة الثمن.
وتنطلق دورة إنتاج الزعفران في تالوين، مع بداية شهر حزيران إلى منتصف شهر تشرين الأول من كل عام، وتمر عبر زرع بصيلات الزعفران وسقيها بشكل سطحي ثم مباشر، لتنطلق بعد تفتح زهرته عملية القطف، وهي المهمة التي توكل للنساء، انطلاقا من أواخر شهر تشرين الأول إلى بداية شهر تشرين الثاني، وتستمر حوالي الأسبوعين.