فازت الطفلة الكفيفة ميساء بن ميم، بجائزة الطفولة لكتابة القصة في المسابقة العربية “الكتابة في زمن كورونا” التي نظمها المنتدى العربي علي الدوعاجي للفكر والأدب.
وتحصلت ميساء البالغة من العمر 14 عامًا، وتدرس بمعهد النور للمكفوفين بولاية سوسة، على الجائزة الأولى عن آخر قصصها الموجهة للأطفال واليافعين بعنوان “الحق المسلوب” وهي القصة العاشرة في قائمة مؤلفاتها.
ونشرت ميساء كتاباتها إلكترونيًا في إنتظار صدور النسخ الورقية بعد أن تكفلت بطبعها ونشرها الجمعية التونسية لحماية أطفال المتوسط التي تبنت موهبتها النادرة.
وقال عضو الجمعية الشاعر عادل الدبابي إنّ ميساء أديبة من طينة الكبار وهي تتقن اللغة العربية ومتمكنة من قواعدها بشكل مدهش، مضيفًا أنه لمس منها تحديًا للمصاعب وعزمًا شديدًا لتجاوز كل المعوّقات وأنه ينتظر منها روايات وقصصا رائعة، وهي فقط تحتاج للدعم وبعض الإمكانيات.
وتحدثت ميساء عن حلمها قائلة: “أريد أن أحصل على البكالوريا آداب بدرجة الإمتياز حتى أتمكن من مواصلة تعليمي في المرحلة الجامعية بفرنسا وأريد أن ألّم بالواقع الغربي الأوروبي وأن أكتب عن واقعهم بلغتهم”.
أما عن كيفية إكتشافها عالم القراءة والكتب، قالت ميساء إنّ الفضل يعود لجدتها التي ربتها منذ الأيام الأولى بعد ولادتها، لافتة إلى أنها كانت تحكي لها حكايات شعبية وتروي الخرافات بشكل ممتع كما حرص على حفظها لآيات ولسور قرآنية.
وعندما لاحظ خالها عثمان شغفها الكبير بالقصص بدأ يقرأ لها القصص، وإشترى لها مجموعة قصص أولى للأطفال وهي في الخامسة من عمرها، كما قال. وختم:”ميساء موهوبة جدًا وتتميز بذاكرة قوية وقدرة كبيرة على الحفظ”.
ولم تولد ميساء كفيفة بل أصيبت في أسبوعها الأول بارتفاع شديد في درجة الحرارة مما أثر على عينها وأصيبت بالعمى وفي شهرها الرابع أجريت لها عملية جراحية تمثلت في زرع قرنية لكنها فشلت.