كلمة “كورونا” هي أكثر كلمة مستعملة في الوقت الحاضر وفي كل لغات العالم. وهي ترمز للوباء المنتشر حاليًا الذي يوقف أنفاس العالم بل ويشلّه عن الحركة.
لكن، في لائحة قديسي الكنيسة الكاثوليكية قديسة إسمها “كورونا”، ماتت شهيدة بسن السادسة عشرة من عمرها، تكرّمها كنائس عديدة في النمسا ومنطقة بافاريا أي ميونيخ، جنوب ألمانيا، حيث لها كنائس للحج على إسمها؟ فمَن هي هذه القديسة؟
هي شفيعة المقابر والحامية من الأوبئة والفيضانات، كما تُطلب شفاعتها للتقوية في الإيمان في حالات الضيق والمحن المستعصية.
لا نعرف عنها شيئًا تاريخيًا، بل فقط ما نقله لنا التقليد والتعبّد الشعبي، الذي حفظ لنا أسماء قديسين كثيرين غير معروفين اليوم. مكان ولادتها مُختلَف عليه. فمنهم مَن يقول وُلدت في مصر وآخرون يقولون في سوريا منذ حوالي العام 160 وفقًا للحساب المسيحي، وماتت شهيدة في عام 177 خلال الإضطهادات المسيحية مع والدها القديس فكتور السّياني نسبةً لمدينة سيينّا الإيطالية.
قُبض عليها لأنها كانت تقف إلى جانب المسيحيين المضطهدين وتشجعهم ليبقوا ثابتين في إيمانهم بيسوع المخلص. أما موتها فكان من أشنع وأقسى العذاب، إذ قد تمّ ربط ساقيها بحبال أمسك بها فريق من جهة وفريق آخر من جهة أخرى لتمزيق جسمها إلى شقين.
تكرّمها الكنيسة بعيد خاص يوم 14 أيار. ولها كنيسة فاخرة وسط فيينا، العاصمة النمساوية، وإكرامًا لها فقد كانت العملة المستعملة هي الـ”كرونا” قبل أن تصبح الـ”يورو” اليوم. هذا وقد إطّلع شارلمان الكبير الذي أدخل الديانة المسيحية إلى ألمانيا في القرن الثامن على حياتها وأُعجب بها، فنقل ذخيرة منها إلى كنيسته كاتدرائية القديسة مريم أم الله، المعروفة في (آخن) غرب ألمانيا، على حدود بلجيكا، وجعلها الشفيعة الثانية لكنيسته.