زادت جائحة “كورونا” من صعوبة الحصول على وسائل منع الحمل للنساء في عدد من الدول الفقيرة، لذلك يتكهّن بعض الخبراء بحدوث زيادة كبيرة في عدد المواليد، حتى لو كانت حالات الحمل غير مرغوب فيها. في حين أنه بالنسبة إلى الأزواج في بعض الدول يفكرون مرتين بإنجاب طفل وسط تفشي جائحة “كورونا” حول العالم، لكن الخيار بالنسبة إلى النساء في دول مثل إندونيسيا والفلبين يعد نوعًا من الترف الذي لا تمتلكه كثيرات بسبب الجائحة.
ولادة 140 مليون طفل
لا تريد منظمة رعاية الطفولة التابعة للأمم المتحدة “يونيسيف” أن تتكهّن بإحتمال حدوث هذه الزيادة، ولكنها توقعت أن يشهد عام 2020 ولادة 140 مليون طفل من بينهم 113 مليونا بعد تفشي “كورونا” في آذار الماضي؛ خصوصًا في ظل ما أدى إليه فرض حظر التجوّل وإغلاق المتاجر وإعلان حالات من الحجر الصحي، وعدم إستقرار سلاسل الإمداد بالسلع، من تعذّر الحصول على حبوب منع الحمل والعازل الذكري.
وفي إندونيسيا، تراجعت بنسبة 10% أعداد الأشخاص الذين يسعون للحصول على الإستشارات والإرشادات الحكومية، ويستخدمون وسائل منع الحمل المجانية خلال نيسان وأيار 2020، مقارنة بنفس الفترة التي سبقت ظهور الجائحة، وذلك وفقًا لما تقوله نائب مدير وكالة التخطيط الوطني بالبلاد إيني جوستينا.
نصف مليون حمل غير مرغوب
من المتوقع حدوث ما بين 375 ألفا ونصف مليون حالة حمل غير مرغوب فيها أوائل عام 2021، بزيادة عن فترة ما قبل الجائحة على حد قول المسؤولة الإندونيسية التي أضافت أن وكالة التخطيط أتاحت قابلات يرتدين ملابس معدة للحماية الشخصية من الفيروس ليستطعن توزيع وسائل منع الحمل.
كما توقع أكبر مستشفى للولادة في الفلبين زيادة كبيرة في عدد المواليد العام المقبل، ويرجع ذلك جزئيا إلى صعوبة الحصول على وسائل منع الحمل أثناء فترة الإغلاق في البلاد بسبب الجائحة.
ويوجد حاليًا ما بين 30 و40 حالة ولادة يوميًا بمستشفى الدكتور خوسيه فابيلا التذكاري، وفقا لما تقوله الطبيبة والمتحدثة بإسم المستشفى ديانا روز كايبي.
وقد أضافت في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: “إننا ننتظر زيادة في عدد المواليد خلال الربع الأول من العام الحالي ليس فقط بسبب أنّ الأزواج كانوا معًا طوال الوقت بسبب فترة الإغلاق، ولكن أيضًا لأن الحصول على وسائل منع الحمل أصبح متعذرًا”.
خشية العدوى بـ”كورونا”
بالنسبة إلى النساء اللواتي يرغبن بالحصول على خدمات الصحة الإنجابية، إما أن يكن غير قادرات على الإنتقال إلى مكان المستشفى بسبب الإغلاق، أو أن يكنّ خائفات من الذهاب إلى المستشفى خشية العدوى بـ”كورونا” على حد قول الطبيبة كايبي.
وبالرغم من أنّ العازل الذكري متاح في الصيدليات، فإنّ عبء تنظيم الأسرة في الفلبين يقع عادة على كاهل المرأة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ أسعار العازل الذكري وحبوب منع الحمل يمكن أن تكون مرتفعة، وليس لها ما يبررها عندما يفقد الناس الذين يعانون بالفعل من أجل الحصول على لقمة العيش- وظائفهم، أو يتعرضون لإنخفاض دخولهم.
وعادت كايبي لتقول إن المستشفى والأطقم الطبية العاملة فيه مستعدون للزيادة المنتظرة في عدد المواليد، مشيرة إلى أن العدد الحالي للمواليد يعدّ منخفضًا، مقارنة بفترة ما قبل الجائحة، عندما إرتفع العدد إلى ما بين 60 و70 مولودًا باليوم، وكان المستشفى يجاهد بالفعل ليستوعب أعداد الحوامل قبل الجائحة، حيث كان يحدث أحيانا أن تتشارك مرأتان مع مولوديهما في سرير واحد.
ماذا سيحدث للأمهات؟
لفتت كايبي إلى ما يحدث داخل مستشفى حكومي مثل ذلك الذي تعمل به، فيما لو أريد ننفيذ إجراءات التباعد الإجتماعي للأمهات، مشيرة إلى أن المستشفى يضع حاليًا سريرين جنبًا إلى جنب، لإتاحة مساحة لإستضافة ما بين 6 و 5 أمهات مع أطفالهنّ.
وأوضحت أنّ الأمهات اللواتي يأتين عادة لا يمتلكن المال، وفي حالة رفض دخولهنّ فالنتيجة ستكون إما موت الرضيع أو أسوأ من ذلك وهو أن تموت الأم أيضًا، لذلك لا يمكن رفض دخولهنّ إلى المستشفى.
الحمل الأول في الوقت العصيب
تبلغ القدرة الإستيعابية القصوى لمستشفى فابيلا 408 مرضى، على حد قول كايبي. وبسبب الجائحة إضطر المستشفى لتخصيص ما نسبته 30% من الأسرة كمناطق عزل للمصابين المحتملين بالفيروس وفقا لما قررته وزارة الصحة. ومنذ ذلك الحين تم تأسيس غرفة عمليات للولادة، إلى جانب غرفة عمليات في منطقة العزل، كما قالت كايبي.
وختمت الطبيبة بقولها: “هذا أسوأ وقت بالنسبة إلى الجميع، وإذا كنتِ أمًا في الحمل الأول لك، فسيكون الوقت عصيبًا”.