1K
نلاحظ في الفترة الأخيرة كم إجتاحنا الموت إبّان إنتشار جائحة “كورونا”، ذلك الفيروس الفتاك الذي لم يرحم لا الغني ولا الفقير، لا الكبير ولا الصغير. أصبح الموت محور الكلام والخوف الأكبر.
في المسيحية لا وجود للموت بمفهومه القديم الذي حيّر الإنسان ولم يدركه عقله المحدود؛ فالسيد المسيح بصلبه ودفنه وقيامته غلب الموت وكسر شوكته، ومنذ تلك الساعة أصبحت الخطيئة هي الموت. المسيحي لا يموت وإنما يرقد على رجاء القيامة، يرقد حتى قدوم المسيح الثاني وقد أعطى الرب الراقدين على رجاء القيامة الأولوية في لقاء إبنه يوم يعود. وقد قال بولس الرسول في هذا الصدد: “إن الراقدين يقومون من رقادهم عند النفخ في البوق الأخير وأجسادهم غير فاسدة لأن على الإنسان في النهاية أن يلبس ما ليس بفاسد، أي يلبس ثوب الخلود بدلاً من الثوب الترابي”.
ولكن، ينقسم أغلبيّة الناس ما بين فئتين: منهم من يعيشون حياتهم خائفين من الموت لدرجة أن حياتهم تصبح أقرب إلى الموت منها إلى الحياة، ومنهم من يعيشون حياتهم غير عابئين أو مهتمين بتحضير نفوسهم للحظة الإنتقال على مثال الغنيّ المذكور في إنجيل اليوم وهم من يدعوهم مار بولس “أَبْنَاءَ اللَّيلِ و أَبْنَاءَ الظُّلْمَة”.
هذا ما قاله الأب روي عبدالله عن سر الموت…