مع الطفرة المستمرة لفيروس “كورونا” المستجد والقائمة المتزايدة لأعراضه، أصبح من الضروري الحذر بشأن علاماته، إذ إنّ أعراض المرض المعروفة والثابتة، قد تظهر بشكل مختلف لدى كبار السن. هذا ما تمّ إكتشافه من جديد، إذ وفقًا لموقع “timesofindia”، كل فرد معرض بشكل متساوٍ للإصابة بـ”كورونا”، ولكن خطر حدوث المضاعفات يكون أعلى بين كبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة. وقد أشارت دراسة جديدة إلى أنّ أعراضًا معينة قد تظهر بشكل مختلف للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، ما يجعل من السهل تفويتها.
فمن المعلوم أنّ الحمى المرتفعة هي العرض المبكر لفيروس “كورونا”، لكن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا تنخفض درجة حرارتهم، ما يعني ببساطة أنهم يعانون من الحمى عند درجة حرارة منخفضة، يمكن بسهولة تفويت هذا الأمر أو الخلط بينه وبين الحمى الشائعة.
ووفقًا دراسة لـ”مايو كلينك”، تتراوح درجة حرارة الجسم الطبيعية لأي فرد بين 37 و 37.2 درجة مئوية، وعندما ترتفع درجة الحرارة إلى 38 درجة مئوية تُعتبر حمى، علمًا أنّ دراسة من King’s College London أكدت أنّ درجة حرارة الجسم الطبيعية للفرد وما يشكل حمى قد تختلف بحسب العمر.
وقد لفت الباحثون المشاركون في الدراسة إلى أنّ الشيخوخة تؤثر على درجة الحرارة، معتبرين أنّ نتائج هذه الدراسة التي خلصوا إليها تؤكد أنّ 37.2 درجة تعادل 38 درجة في حالة الأشخاص فوق 65 ويمكن أن تكون علامة على الإصابة بـ”كورونا”.
هذا وأشارت البيانات إلى أنّ حوالي 55 في المئة من الأشخاص المصابين بـ”كورونا” يعانون من الحمى في الأيام الأولى، ويمكن تفويت هذا الأمر في حالة كبار السن لأن درجة الحرارة الحالية مرتفعة للغاية، وهناك إحتمالات كبيرة ألا يصل الأشخاص فوق 65 عامًا إلى حرارة درجتها 38، ما سيؤخر إكتشاف الإصابة بـ”كورونا” والحصول على العلاج المناسب في الوقت المناسب، وسيعرض حياتهم للخطر. لذلك، من المهم توخي الحذر الشديد، حتى أدنى تغيير في درجة حرارة الجسم أو الصحة لا ينبغي الإستخفاف به.
كذلك، يمكن أن يكون الهذيان علامة تحذيرية مبكرة على الإصابة بـ”كورونا” عند كبار السن، وفقًا لدراسة مختلفة أكدت فيها أنّ الهذيان هو العرض الوحيد لدى العديد من المرضى الأكبر سنًا الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس؛ فالمرضى الذين تمّ نقلهم إلى المستشفى بسبب “كورونا”، خصوصًا الذين يحتاجون إلى أجهزة التنفس الصناعي، كانوا معرّضون للهذيان، نتيجة العزلة المفروضة للحد من إنتشار الفيروس.