ميغان وهاري من الملوكية إلى مستوى الثرثرة الإعلامية

by Kermalouki

ضجت وسائل الإعلام بموضوع المقابلة التي أجراها كل من دوق ودوقة ساسكس سابقًا، الأمير هاري وميغان ماركل، مع الإعلامية أوبرا وينفري في الولايات المتحدة الأميركية. وقد تحدثت ميغان في معظم وقت المقابلة، قبل أن ينضم إليها هاري.

وقد إنقسمت الآراء في شأن المقابلة، فمنهم من تعاطف مع الثنائي ومنهم من إعتبر مقابلتهما غير لائقة نظرًا للمقام الملكي حيثُ كانا ينتميان قبل أخذ القرار بترك الحياة الملكية.

ومن أهمّ النقاط التي تناولاها في المقابلة، يُمكن إختصارها على الشكل التالي:

أولا، كان أحد أكبر المزاعم التي وردت في المقابلة هو وجود “مناقشات عديدة” داخل العائلة المالكة بشأن مدى سواد بشرة مولود ميغان وهاري عندما يولد. وقد إتهمت ميغان من تساءل عن لون بشرة الطفل بالعنصرية… وتعاطف معها كثيرون… ولكن، إن كان صحيحًا بأنّ العائلة المالكة عنصرية لما قبلت أصلا زواج إبنها بها ولكانت رفضت وعملت بقوة على منع إتمام الزفاف الذي كلّف الملايين، هذا من جهة. من جهة ثانية، كل حامل وحتى ميغان نفسها قد تراودها أسئلة أثناء الحمل عما سيبدو الولد وملامحه إن كانت ستشبه عائلتها أم عائلته وليس فقط لون البشرة…. لما التصرف والكلام بخبث بأنّ هناك من هو عنصري؟ العنصري لا يُرحب بمن يرفضه مطلقًا في حياته…

ثانيًا، كانت إحدى القصص التي إنتشرت في الصحف خلال الأعوام القليلة الماضية هي أن ميغان قد تسببت في إبكاء دوقة كمبريدج خلال فترة الإستعداد لحفل الزواج بسبب خلاف بشأن ملابس الفتيات اللواتي سيحملن الزهور في حفل الزفاف. بيد أن ميغان قالت لأوبرا إن العكس هو الصحيح، موضحة قبل أيام قليلة من الزفاف، أنّ كيت كانت منزعجة من لباس الفتيات اللواتي سيحملن الزهور وتسببت في بكائها، مضيفة أن كيت إعتذرت لها لاحقا وجلبت الزهور وملاحظة عن إجراء تعديلات. وقالت ميغان إنها لا تكشف عن هذا الجزء من القصة عن كيت للإنتقاص منها، لافتة إلى أن كيت شخص جيد وأنها تأمل أنها كانت تريد أن يتم تصحيح هذه القصص الكاذبة. يا سلام، يا له من مشكل عظيم! حتى مع الإعتذار وتقديم الزهور ما زال الحقد يملء قلب ميغان، وبخبث قالت إنها لا تريد أن تكشف عن هذا الجزء من القصة عن كيت للإنتقاص منها، وإنما كانت تأمل تصحيح  القصص الكاذبة! طبعًا تقصد تلك القصص التافهة وليست الكاذبة! فالناس حول العالم تموت من “كورونا” ومن الجوع ومن الفقر وميغان تريد تصحيح قصة سخيفة، عن من أبكى من، من أجل فستان فتيات الزهور! مهما قالت تبقى دوقة كامبريج كيت ميدلتون سيدة محترمة وأنيقة ولبقة وأثبتت عبر كل تلك السنوات أنها تستحق أن تكون أميرة، لأنّ الملوكية لا يمكن تمثيلها وإنما هي أسلوب حياة ترتاح إليها الروح ولا يُمكن إبتذالها.

ثالثًا، تحدثت ميغان عن مدى الوحدة التي شعرت فيها بعد إنضمامها إلى العائلة المالكة وفقدانها لحريتها الشخصية. وقالت إنها عندما إنضمت إلى العائلة، كانت تلك آخر مرة، حتى مجيئها إلى الولايات المتحدة، التي ترى فيها جواز سفرها، إجازة القيادة، مفاتيحها، وكل تلك الأشياء… وأوضحت أن صحتها النفسية قد ساءت وأنها لم تعد ترغب في أن تبقى على قيد الحياة، حتى وأنها طلبت مساعدة نفسية وتمّ رفض تلك المساعدة كونه لن يكون أمرًا جيدًا للمؤسسة الملكية. ماذا كانت تتوقع يا ترى بدخولها إلى القصر؟ ألم تكن تعلم أنّ الحصول على لقب دوقة وأميرة تستوجب الكثير من التضحيات والواجبات والفروض والمهمات الملكية؟ ألم تعلم وهي التي كانت منذ الـ17 عامًا عينها على القصر وسعت بكل ما لديها من قوة من أجل الزواج بأمير، أنّ حياة الملوكية تتطلّب أصولا وآداب التصرف وتخضع إلى قواعد صارمة؟ ماذا فعلت لو كانت تمر بمصائب ما تمر بها بلدان كثيرة حول العالم من حروب وويلات وعوز وحرمان وحالات إغتصاب وقتل ودمار؟ شعرت قليلا بتقييد لحريتها كونها لا تستطيع الخروج مع أصدقائها فأرادت الإنتحار! يا سلام ما هذه المعاناة! وطلبت المساعدة من القصر بموضوع صحتها ولم تحصل عليها؟ أين كان زوجها الذي تغنى لفترة طويلة عن برامج الـ”صحة النفسية” عبر شاشات التلفاز… لماذا لم يساعدها في مشاكلها النفسية؟

رابعًا، في الربع الأول من عام 2020، قال هاري إن العائلة قد قطعت عنه الدعم المالي فعليًا. وأشار إلى أن الصفقات التي عقدها هو وزوجته مع نتفليكس وسبوتيفاي، والتي لم تكن يومًا ضمن مخططاتهما، قد وفرت لهما بعض الأمان المالي. وأضاف: “ولكن لدي ما تركته لي أمي ومن دون ذلك لم نكن قادرين أن نفعل ذلك”. غريب، لا يريدان البقاء في المؤسسة الملكية وينزعجان من إيقاف إرسال المال إليهما! هذا وقد كشف الزوجان عن أن الملياردير الأميركي والقطب الاعلامي، تايلور بيري، قد قدم لهاري وميغان بعد قطع الدعم المالي عنهما منزلا وحماية أمنية في العام الماضي عندما إنتقلا من كندا إلى جنوبي كاليفورنيا. ما يعني، “لم تفلح الشحادة والتسوّل من المؤسسة الملكية، فإتجهوا إلى التسوّل من الناس؟ وكأنهما يحتاجان إلى المال أصلا وهما يملكان ثروة! ولكن، طبعًا، هناك نفوس تبقى شحادة مهما علا شأنها.

خامسًا، تردد إسم الأميرة ديانا مرات عديدة خلال المقابلة، مع التلميح إلى التشابهات بين تجربتيهما داخل العائلة المالكة. وقالت ميغان إنها لم تكن تعرف حتى إلى من تلجأ في الوقت الذي كانت تعاني فيه، لافتة إلى أنّ أحد الأشخاص الذين تواصلت معه وظل صديقًا وموضع ثقة كان أحد أفضل أصدقاء والدة زوجها… لأنه بدا أنه يُمكنه أن يفهم ما كان يجري في داخلها فعليًا. لم نفهم سيدة ميغان، ماذا تحاول إقناع الناس به؟ أنها تشبه الأميرة الراحلة ديانا؟ يعني كل هذه المسرحية ولعب دور المسكينة والضحية كي تُشبّهي نفسك بـ”ديانا”؟ صحيح أنّها كانت منذ صغرها تحلم بأن تكون مثل ديانا، ولكن، أن يصل بها الحدّ إلى التركيز على حماتها في المقابلة وتشبيه نفسها بها من أجل كسب تعاطف الناس معها، فهذا أمر كبير عليها!  بالنتيجة، تبقى المحترمة واللبقة والأنيقة والسيدة التي تحترم زوجها وتحافظ على مقامه من خلال التقيد بالقواعد والأصول الملكية هي التي تستحق كلمة أميرة وملكة… هذا ما تفعله كيت وهذا ما فشلت أن تفعله ميغان التي بمقابلتها بثت صورة منحطة، بلا أصل، وسيئة عن حفيد الملكة إليزابيت! ففي الحياة، لكل مقام مقال، ولو كانت نيتها البعد فعليًا عن العائلة المالكة وكلام الناس لما قبلت بثّ صورة رخيصة لنفسها عبر الإعلام… فمن ترتفع إلى مقام الملوكية لا يمكنها النزول إلى مستوى الثرثرة الإعلامية… وما فعلته أكبر دلالة على أنها لم تولد لتكون أميرة وإنما مجرد ممثلة درجة أخيرة!

Related Articles