663
4. البشرة الشاحبة
تختلف معايير الجمال من فترة إلى أخرى، فقد تلقى بعض الأشياء رواجًا في فترةٍ ما، لتندثر في فترة أخرى.
ولكن بالرغم من هذا فإن معايير الجمال في الماضي كانت غير عادية على الإطلاق، فربما قد سمعتي بعادة ربط الاقدام الصينية لتصغير حجم القدم أو عادة وضع الحلقات المعدنية حول الرقبة لزيادة طولها!
وبغض النظر أن بعض هذه العادات كانت مؤلمة إلا أنها كانت تُمثل خطرًا أيضًا على الصحة.
ولكن، هناك أيضًا طقوس جمالية أخرى والتي كانت رائجة في الماضي.
1. موضة الحواجب المختلفة
تُعد الحواجب من الأشياء البارزة في الوجه، وربما لهذا السبب تتغير موضاتها باستمرار، ولكن ما ستقرؤونه اليوم هو الأغرب. ففي اليونان القديمة، ازدهرت موضة تلاقي الحواجب أو ما يُسمى بـ unibrow، ومن لا تمتلكهم بشكل طبيعي يُمكنها الاستعاضة عن الأمر بوصل جزء مصنوع من فرو الماعز.
أما سيدات الصين في العصور الوسطى ذهبن إلى أبعد من ذلك، بالتحديد في القرنين الثاني والثالث، إذ بدأن بامتلاك حواجب متعددة الألوان! بدأ الأمر حين أمر أحد أباطرة ذلك الوقت زوجاته بتلوين الحاجبين باللون الأزرق الأخضر، ولتحقيق رغبته، قمن بحلق حواجبهن وإعادة رسمهن باستخدام حبر باهظ الثمن يتم استيراده من دول أخرى. وفي حقيقة الأمر كانت النوايا الدفينة لهذه الرغبة هي التفاخر من قِبل الإمبراطور، حيث أراد إظهار مدى ثرائه للآخرين لأن الأثرياء فقط هم من يمكنهم شراء هذا الحبر! وفي الحقيقة مهما طالت هذه العادات الغريبة إلا أنها في نهاية المطاف تختفي، وتظل الحواجب ذات المظهر الطبيعي هي الرائدة، مهما اختلفت سماكتها أو أطوالها.
2. الجبهة العريضة
في نهاية القرن الرابع عشر، ووفقًا للمؤرخين، بدأت الملكة إيزابو، ملكة بافاريا، موضة الجبهة العريضة والرقبة الطويلة الرفيعة، واعتُبر حينها أن هاتين الصفتين من معايير الجمال، ما دفع السيدات لحلق شعورهن من المقدمة لتبدو الجبهة أعرض، وحلق أيضًا شعورهن من الأسفل لإعطاء إيحاء أنهن يمتلكن رقبة طويلة ورفيعة. ولم تسلم الحواجب من هذا الأمر، بل كن يزلنها أيضًا، بل وتعدى الأمر ليصل إلى الرموش! ففي بعض الأحيان كانت تُزال بأكملها، ليس فقط من الجفن العلوي ولكن من الجفن السفلي أيضًا.
3. الأظافر الطويلة
كانت الأظافر الطويلة معيار للجمال والتي سادت لقرون عديدة في الصين، وربما كان السبب مقنعًا نوعًا ما، فامتلاك الشخص لمثل هذه الأظافر يعني بأنه غير مضطر لفعل أي شيء بيديه، وهذا يعني مقدرته على دفع تكاليف الخدم! ولاقت هذه العادة رواجًا شديدًا وكانت في ذروتها خلال عهد أسرة تشينغ التي حكمت البلاد لما يقرب من 3 قرون (قبل بداية القرن العشرين). ولأن امتلاك أظافر طويلة بشكل مبالغ فيه أمر غير مريح، لهذا سُمح بإطالة ظفري البنصر والخنصر فقط، ومن أجل حمياتهما كن يرتدين حافظة خاصة مصنوعة من المعادن الثمينة.
4. البشرة الشاحبة
هل توقعتِ يومًا ما أن شحوب البشرة كان رائجًا في فترةٍ ما؟! لا داعي للتفكير فالأمر حدث بالفعل وكانت ذروته في إنجلترا في القرن الثامن عشر! وحتى تحصل السيدة على إطلالة البشرة الشاحبة، اضطرت لاستخدام مادة الرصاص كطلاء للوجه! وكانت نسبة الرصاص الأكبر توضع في مساحيق الحُمرة التي كانت تُستخدم على الشفاه والوجنتين لخلق التناغم. ومن المؤسف أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل كانت تستخدم السيدات أقلام الرصاص الزرقاء لرسم الأوردة على وجوههن لإبراز شحوبهن!
5. أسنان ناصعة البياض
يراودنا حلم الابتسامة الرائعة من زمان بعيد، ولكن كان للأمر شكل مختلف قليلاً في الماضي، فالأشخاص المُعاصرون للعصر الجورجي لم يجعلوا بشرتهم شاحبة فحسب بل تحاملوا على أسنانهم لجعلها تبدو بيضاء، واستخدموا حامض الكبريتيك! فحتى لا تُفكري كثيرًا، يجب إخبارك بأنها عملية منهكة لمينا الأسنان وللأسنان نفسها، ولكن هذا لم يقف عائقًا أمام هدف الحصول على أسنان بيضاء. فحتى ولو تلفت الأسنان فهناك بديل وهو زرع الأسنان وهذا بالطبع خاص بالأثرياء!
وعلى الرغم من ظهور الأسنان المصنوعة من مادة البورسلين في الجزء الثاني من القرن التاسع عشر، إلا أن بعض أطباء الأسنان رفضوا استخدامها، وكان البديل أسنان الجنود الذين ماتوا في معركة واترلو الشهيرة!
6. لون الشعر الفاتح
بفضل الباحث والشاعر الإيطالي بترارك وملهمته لورا، التي كانت رمزًا للجمال والفضيلة، أصبح الشعر ذو اللون الفاتح (الأشقر) شائعًا في القرن الخامس عشر. وحتى تتبع بقية السيدات هذه الصيحة، اتجهن لصبغ شعرهن ولكن الامر لم يكن سهلاً كما هو الحال الآن، فلقد كان الأمر يستغرق أيام عديدة! فكما وُصف في النصوص المكتوبة في القرن الثاني عشر، أن عملية صبغ الشعر تتم على مرحلتين، حيث في البداية يتم صناعة خليط من مكونات عديدة ويتم وضعه على الشعر ومن ثم تغطيته بالأوراق لمدة يومين، ثم يُغسل المزيج ويُوضع خليط آخر على الشعر لمدة 4 أيام أخرى.
7. الخصر الرفيع!
تخطت حدود الموضة هذه المرة، حين ظهرت النماذج الأولية “للكورسيه” في العصر البرونزي، وكانت ذروة هذا الاتجاه في عهد زوجة ملك فرنسا هنرى الثاني: كاثرين دي ميديتشي، وخلال هذه الفترة كان قد يتم استخدام الكورسيه لينتقص بعض البوصات من الخصر، ففي بعض الحالات كانت تصل إلى 10 بوصات، وهو ما كان له بالطبع تداعيات كارثية على الأعضاء الداخلية.