ينتشر العند لدى الأطفال بشكل كبير، فنسمع الأهل يتذمرون قائلين: “ما هذا الجيل؟ غير مؤدب، لا يسمع كلام أهله ويفعل ما يريد!”…
في الواقع، العند هو صفة مكتسبة وليست وراثية، إذ إنه لا يوجد جينات تورث العند من جيل إلى آخر ولكنها تكتسب من الطريقة الخاطئة في التعامل مع الطفل…
العند لدى الأطفال أصبحت من الصفات المنتشرة كثيرًا والتي يجب أن نعرف أسبابها من الجانب النفسي
لتجنب هذه الصفة المرهقة للآباء ومن أجل تنشئة أبناء أسوياء، لا بدّ من اتباع بعض الخطوات علّها تُحسن من النمط السلوكي لدى الطفل وتجعله أكثر تجاوبًا مع متطلبات أهله…
أولا، الطفل لا يحب تلقي الأوامر باستمرار وإملاء الأوامر عليه وإلغاء شخصيته ومعاملته وكأنه أحد مقتنيات والديه… فكلّما زادت الأوامر تفاقم الوضع وزاد رفض الخضوع مستخدمًا العند كأسلوب دفاعي. فإلغاء شخصية الطفل هو من أهم أسباب عناده، لذلك يجب إعطائه مساحة للتعبير عن نفسه وكيانه.
ثانيًا، الاستمرار في تعنيف الطفل جسديًا ومعنويًا يجعله يستخدم العند والعنف المضاد كأسلوبٍ للتعامل مع أسرته. لذلك، يجب تجنب الضرب واستبداله باستخدام اسلوب الحرمان لمعاقبة الطفل عندما يخطئ بدلا من امتهان كرامته أو ضربه.
ثالثًا، يجب أن ينتبه الوالدين لطريقة تعاملها مع بعضهما البعض، لأنّ الطفل يمتص أسلوب والديه بالكلام والتصرفات؛ إذ مثلا عندما يستخدم الأب والأم العند والشجار الدائم أمام الطفل وسيلة للتعامل فيما بينهما، فهذا بدوره ينشئ طفلا متمردًا عنيدًا. لذلك، يجب مناقشة أي خلافات أسرية محتمله بخصوصية بعيدًا عن الأبناء.
رابعًا، يجب تحفيز الطفل على الحوار بشكل دائم من خلال إعطائه الفرصة للكلام والتعبير عن نفسه ومتطلباته وتطلعاته. فالحوار جزء لا يتجزأ من الحفاظ على كرامة الطفل وخصوصيته وشخصيته بعيدًا عن العنف اللفظي والجسدي.
خامسًا، تشجيع الطفل ومدحه عند قيامه بأي عملٍ جيدٍ أو تحقيق أي نجاح، تعزيزًا لثقته بنفسه ومعالجة لصفة العند لديه.
سادسًا، لا تتعاملي مع الطفل وانت في حالة غضب، لأنّ العصبية ستُصبح سمة للتعامل لديه. لذلك، ضبط النفس ومحاولة حل العناد بالروية يُساعد في الوصول إلى النتيجة المرجوة عند التعامل معه.
سابعًا، احتضان الطفل واشعاره بالأمان… هي النقطة الأهم والأكثر فعالية، لأنّ احتضان الطفل بشكل دائم يعزز من مشاعره الإيجابية ويُنسف بدوره أي مشاعر سلبية ومنها سلوك العنف لديه، ليُصبح أكثر تفاعلًا وتعاونًا مع أسرته.