أحدث المقالات
من هي مبرمجة الحاسوب الأولى في التاريخ؟
Kermalouki
Woman Magazine
  • Home
  • Biography
  • About Us
  • Contact Us
Be A Bright Intelligence كوني لامعة الذكاء

من هي مبرمجة الحاسوب الأولى في التاريخ؟

كتبه Kermalouki أغسطس 14, 2025
أغسطس 14, 2025
مبرمجة الحاسوب الأولى في التاريخ
6

مبرمجة الحاسوب الأولى في التاريخ، طوّرت برامج لآلة Charles Babbage التحليلية، ووضعت القواعد الأساسية للغات البرمجة الحديثة…

هي عالمة رياضيات إنكليزية، كما أنها Countess of Lovelace، كانت الأولى من أدرك بأن للآلة تطبيقات تتجاوز مجرد الحساب، وفي نشر الخوارزمية التي يمكن أن تقوم بها هذه الآلة.

إنها الكونتيسة Ada Lovelace… التي كانت تعتبر الأولى في معرفة الإمكانيات الكاملة لـ”الآلة الحاسبة” ومبرمجة الحاسوب... من هي تلك المرأة؟ وكيف استطاعت وهي في القرن التاسع عشر أن تُسهل حياة البشرية في القرن الواحد والعشرين؟

نشهد اليوم تقدمًا واسعًا في مجال التكنولوجيا والبرمجة وكيف أوصلنا هذا التقدم لتطوير أنواع مختلفة من الذكاء الصناعي… هيّا لنبدأ حلقتنا ونغوص في أعماق القرن الماضي ونُسافر عبر الزمن ونتعرف على أول مبرمجة كمبيوتر في التاريخ…

ولدت البارونة Augusta Ada Lovelace في 10 كانون الثاني من العام 1815، في لندن بإنكلترا، وهي تُعتبر الابنة الشرعية الوحيدة للشاعر اللورد جورج غوردن بايرون أي       الـ Lord Byron وزوجته آن إيزابيلا ميلبانكي Anne Isabella Milbanke الملقبة بـ”أنابيلا” Annabella، بارونة  Wentworth و Byron.

لم يكن زواج والدي Ada سعيدًا، لذلك لم يدم، وانفصل Byron Lord  عن زوجته بعد شهر واحدٍ من ولادة Ada نتيجة لعلاقات Lord Byron وفضائحه النسائية، وسلوكه الفاسد، إذ قد وُلد جميع أبناء Lord Byron الآخرين خارج إطار الزواج من نساء أخريات.

وغادر بعدها بريطانيا بشكلٍ نهائي بعد أربعة أشهر من الانفصال، ولم يرَ ابنته Ada أبدًا.

وقد أحيا ذكرى هذا الفراق في قصيدة مطلعِها: “أَوَجهك مثل وجه أمك يا طفلتي الجميلة! يا آدا! يا ابنة بيتي وقلبي؟”.

فيما بعد توفي Lord Byron مريضًا في حرب الاستقلال اليونانية عندما كانت Ada ما بين الثامنة والتاسعة من عمرها.

ظلت والدتها تشعر بالمرارة بعد انفصال زوجها حتى بعد وفاته، وكانت ترفض أن تُصبح ابنتُها Ada كأبيها الشاعر الذي اعتُبر من أبرز الشخصيات الرائدة للحركة الرومانسية في مطلع القرن الثامن عشر… كانت تُشجع ابنتَها بأن تُصبح مهتمة بالرياضيات والمنطق في محاولة لمنعها من أن تصاب بجنون والدها ومزاجه الشعري المتقلب.

أدت ولادة Ada بعضًا من خيبة الأمل لآل Byron ومَن حولهم، لأنه كان من المتوقع أن تكون الصبي المرتقب.  إلا أنه وبالرغم من ذلك فقد سميت Augusta نسبة إلى أخت Byron    Lord    غير الشقيقة Augusta  وقد أطلق عليها لقب Ada بنفسه.

فيما بعد، توجّهَت Annabella في 16 كانون الثاني من العام1816، إلى بيت أبويها في Kirkby Mallory، مستجيبة لوصيةِ Byron    Lord واصطحبت معها Ada التي بلغت حينها خمسة أسابيع.

وعلى الرغم من أن القانون الإنكليزي يُعطي حق الوصاية الكاملة للآباءَ في حالاتِ الطلاق إلا أن  Byron    Lord لم يحاول طلب حضانة طفلته بل اكتفى بتتبع أحوالها عن طريق أخته.  وفي 21 نيسان، وقّع  Byron    Lord ورقة الانفصال، وبعد بضعة أيام غادر إنكلترا نهائيًا.

الطلاق المرير بين والدي Ada  والادعاءات الأخلاقية على Byron   Lord                       التي كان على والدتِها Annabella مواجهتَها زادت شهرة Ada  في المجتمع الفيكتوري.

لم يكن هناك أي تواصل بين Byron    Lord وابنتِه وقد توفي في العام 1824 عندما كانت بعمر ما يُقارب الثامنة والتاسعة.

 وكانت أمُها هي الشخصية الوحيدة المهمة في حياتها حتى أنها لم تستطع النظر إلى صورة والدها حتى بلغت العشرين من عمرها.

 في عام 1856 أصبحت أمُها بارونةَ  Wentworth. ولكن، في وقتها، لم تكن لديها علاقة وثيقة مع ابنتها وهي صغيرة، إذ غالبًا ما كانت تترك طفلتَها Ada  في رعاية جدتِها Judith, Hon Lady Milbanke…

في ذلك الوقت، ولأنّ المجتمع كان يفضل حضانة الزوج على الزوجة في حال الانفصال، كان اهتمام Annabella بالطفلة نوعًا من التخفيف من حدة نظرة المجتمع إليها كمرأة، ولتُقدم نفسها إلى المجتمع بصفتها والدة محبة… لذلك، كانت تبعث بالرسائل إلى والدتِها أي جدة Ada ، بهدف الاحتفاظ بها كدليل قد تحتاج استخدامَه إثباتًا لعطفها الأمومي… ويُذكر أنّ إحدى الرسائل كان مكتوبٌ عليها وجوبَ الاحتفاظ بها، بغرض احتمال عرضها كإثبات.

ولكن، على الرغم من حرصِها على إثباتِ صحةِ أمومتِها، إلا أنّ إحدى الرسائل  المبعوثة إلى جدة Ada ، استخدمت فيها والدتُها ضمير “it” المخصص لغير العاقل؛ إذ قالت:

“I talk to it for your satisfaction, not my own, and shall be very glad when you have it under your own.

أنا أتحدث إليها من أجل رضاكِ، وليس رضاي، وسأكون سعيدة عندما تصبح تحت رعايتك.

عانت Ada في طفولتها من مشكلات صحية عديدة مثل: الحصبة، والصداع، وتأخر المشي، ولأن والدتها كانت تشعر بالقلق، أبعدت طفلتَها عن منزلها في لندن، وعن كل ما يتعلّق بوالدها، وحرصت على تعليمها الرياضيات والمنطق والعلوم، إذ كانت الأم بارعة في الرياضيات.

ففي شباط من العام 1828، حاولت Ada دراسة فن الطيران، وكان الغرض من دراستها هو اختراع الطائرة، وكانت أولى خطواتها هي بناء الأجنحة، وكان أسلوب البناء منهجيًا ومدروسًا نسبةً إلى سنها المبكر.

فبحسب  Charles Babbage الذي لقبها بـ”ساحرة الأرقام”، عندما قررت Ada  في الثانية عشرة من عمرها أن تطير، نفّذت المشروع بمنهجية وتفكير عميق، بخيال وشغف. كانت خطوتُها الأولى، في شباط 1828، بناءَ أجنحة. بحثت في مواد وأحجام مختلفة. درست مواد مختلفة للأجنحة: الورق، والحرير الزيتي، والأسلاك، والريش، والورق، وصولا إلى دمج البخار في الاختراع.

فحصت تشريح الطيور لتحديد التناسب الصحيح بين الأجنحة والجسم. وقررت تأليف كتاب بعنوان “علم الطيران”، موضحةً بعض اكتشافاتِها باللوحات. حددت المعدات التي ستحتاجها؛ على سبيل المثال، بوصِلَة، “لقطع البلاد بأقصر الطرق”، حتى تتمكن من تسلق الجبال والأنهار والوديان. كانت خطوتُها الأخيرة دمج البخار مع “فن الطيران”.

كانت نشأة Ada مختلفةً تمامًا عن غيرها من الفتيات الارستقراطيات في منتصف القرن التاسع عشر. والدتُها الموهوبة في الرياضيات والتي أَطلق عليها زوجُها Lord Byron اسم “أميرة متوازي الأضلاع”، قد حرصت على الاستعانة بمدرسين لتعليم Ada الرياضيات والعلوم. لم يكن من المعتاد أن تُدَرَّس النساء تلك المواضيع، ولكن يعود الفضل لوالدتِها التي أصرت على اتباع نظام صارم من العلوم والمنطق منذ طفولة ابنتها التي كانت مفتونة بالآلة، تُصمم قواربًا خيالية وآلات تحليق بُخارية وتتفحص المخططات للاختراعات الجديدة للثورة الصناعية التي انتشرت على صفحات المجلات في ذلك الوقت.

 Ada كانت غالبًا مريضة ويرجع تاريخُ مرضِها إلى طفولتها المبكرة، ففي عمر الثمانية عانت من صداعِ حَجَبَ عنها الرؤية. وفي حزيران 1829 أصبحت مشلولة بعد نوبة من الحصبة اضطرتها لترتاح في السرير لعام كاملٍ، وهذا قد يكون تمديدًا لمدة الإعاقة. في عام 1831 كانت قادرة على المشي بواسطة عكازات.

خلال مرضها، واصلت  Adaتعليمَها، وأخذت دروسًا خاصة في الرياضيات والعلوم، وكان أساتذتُها William Frend ،William King  و Mary Somerville

في أربعينيات القرن التاسع عشر، قدّم عالم الرياضيات Augustus De Morgan مساعدةً كبيرةً في دراساتها للرياضيات بما في ذلك دراسة مواضيع حساب التفاضل والتكامل المتقدمة، وأعداد برنولي ” “numbers of Bernoulli (التي شكّلت خوارزميتها الشهيرة لآلة Babbage التحليلية).

في رسالة إلى الليدي Byron، اقترح De Morgan أن مهارة Ada في الرياضيات قد تقودُها إلى أن تصبح “باحثةً رياضيةً أصيلة، وربما ذات مكانة مرموقة…

مكّنتها مآثرها التعليمية والاجتماعية من الاتصال بعلماء مثلAndrew Crosse, Charles Babbage, Sir David Brewster, Charles Wheatstone and Michael Faraday, and the author Charles Dickens وهي علاقات استفادت منها لتعزيزِ تحصيلَها العلمي. وصفت Ada منهجَها بأنه “علم شاعري” كما وصفت نفسها بـ “المحللة والميتافيزيقية”.

في سن المراهقة، قادتها موهبتُها في علم الرياضيات إلى علاقةِ عملٍ طويلةٍ وصداقةٍ متينةٍ مع المخترع وعالم الرياضيات البريطاني Charles Babbage، المعروف أيضًا بـ”أب الحاسوب”، وقد عمل Babbage بشكل خاص على المحرك التحليلي.

التقته Ada  للمرة الأولى في الخامس من حزيران من العام 1833، عندما حضرت مع أمها إحدى حفلات Charles Babbage المسائية في ليلة السبت، برفقةِ صديقتَهما المشتركة ومعلمتَها الخاصة Mary Somerville تلك الباحثة المشهورة والمؤلفة العلمية في القرن التاسع عشر التي طوّرت معها علاقة قوية.

كانت Ada   تمتلك احترامًا كبيرًا وتأثيرًا على Somerville  ، وكلًا من المعلمة والطالبة اهتمتا بالبقاء منسجمتين لسنوات عديدة.

من معارفها أيضًا كان Andrew Cross, Sir David Brewster, Charles Weston, Charles Dickens, Fortunato Brandy, Michael Faraday.

في أيام المراهقة، رآها كثيرون من أصدقاءِ أمِها المقربين ولاحظوا علاماتَ الانحرافِ الأخلاقي، فأطلقت Ada   عليهم عبارة “الغاضبون”، وفيما بعد اشتكت أنّ لديهم مبالغة وقصص مخترعة عنها.

في بدايات عام 1833، كانت Ada  في علاقة غرامية مع أحد معلميها، وبعد ملاحظة هذا الأمر مِن قبل مَن هم حولَها حاولت Ada    الهروب معه ولكن بعد أن تعرف بعض أقارب المعلم عليها، اتصلوا بوالدتها وقد تم تغطية الحادث من قبل Annabella وصديقاتِها لتفادي الفضيحة.

في سن الـ17 عامًا، تزوجت Ada من البارون William King في عام 1835، الذي تم تعيينَه Earl of Lovelace في عام 1838، وبذلك أصبحت      Countess of Lovelace، وكان الزوجُ يؤيد جدًا حبَ زوجتِه للعلوم والرياضيات.

بين عامي 1842 و 1843، ترجمت Ada مقالًا عن المحرك، للمهندس العسكري الإيطالي Luigi Menabrea الذي أصبح لاحقًا رئيس وزراء إيطاليا، مضيفةً إلى مقالها مجموعةً من الملاحظات التفصيلية.

احتوت هذه الملاحظات على ما يعتبره الكثيرون أول برنامج حاسوب – أي خوارزمية مصممة ليتم تنفيذَها بواسطة جهاز.

تُعد ملاحظات Ada مهمة في التاريخ المبكر لأجهزة الحاسوب. كذلك، طوّرت رؤيا لقدرات الحواسيب على تجاوز مجرد الحساب أو المعادلات المعقدة، في حين ركز الكثيرون من العلماء غيرِها بمن فيهم Babbage فقط على تلك القدرات. دفعتها عقلية “العلم الشاعري” إلى طرح أسئلة عن المحرك التحليلي (كما هو مكتوب في ملاحظاتها) من خلال فحص كيفية ارتباط الأفراد والمجتمع بالتكنولوجيا بصفتها أداةً تعاونية.

كان أحد معلميها في مراحل تعليمها المتأخرة عالم الرياضيات والمنطق           Augustus De Morgan من عام 1832، أي عند بلوغِها السابعة عشر من عمرها، حين بدأت قدراتُها في الرياضيات بالظهور. وقد سيطر اهتمامُها في الرياضيات على غالبية حياتِها في مرحلة البلوغ. وفي رسالة إلى السيدة  Byron: اقترح De Morgan أن مهاراتَ ابنتِها Ada   في مجال الرياضيات يمكن أن يقودَها لتكون “محققًا في الرياضيات أو ربما شخصًا رفيعَ المقام في هذا المجال”.

كانت مهتمة بقوةٍ بالتطور العلمي وبِدع اليوم من علوم فراسة الدماغ والتنويم المغناطيسي حتى بعد عملِها المشهور مع Babbage ، أكملت Ada   العمل على مشاريعٍ أخرى.

في عام 1844 أخبرت صديقَها Ronzo Gregg عن رغبتها في إنشاء نموذج رياضياتي عن كيفية عمل الدماغ في إرسال الأفكار والدفعات العصبية وتحويلَها إلى مشاعرٍ، استنادًا إلى النظام العصبي. إذ على الرغم من أنها لم تتمكن من تحقيق ذلك مطلقًا إلا أن الانهماك طويل الأمد قد أدى إلى هوسها المحتمل في دراسة العلوم والذي قد ورثته عن أمها. وكجزء من بحثها في هذا الموضوع، زارت المهندس الكهربائي Andrew Cross  في عام 1844 لتتعلم كيف تجري التجارب الكهربائية.

في نفس العام، كتبت مذكرة بواسطة البارون  Karl von Reichenbach بعنوان «أبحاث عن المغناطيسية»، ولكنها لم تُنشر ولم يَبدُ أنها لاقت تطورًا عما كتبته في مذكرتها الأولى. في 1851، العام الأخير قبل صدمتها بمرض السرطان، كتبت إلى أمها ذكرى «منتجات محددة» كانت تقرأ آنذاك عن العلاقة بين الرياضيات والموسيقى.

كانت Ada إلى جانب ذكائها ساحرة للناس بجمالها، إذ في سن السابعة عشرة، أصبحت تُعرف بأنها من أجمل فتيات الموسم، ومعروفة بـ “ذكائها الفذ”. بحلول عام 1834، أصبحت Ada حاضرة في مناسبات مختلفة؛ كانت ترقص كثيرًا، واستطاعت أن تُسحر الكثيرين، ووصفها معظم الناس بأنها رقيقة، ما عدا صديق أبيها John Hobhouse الذي وصفها بأنها “شابة ضخمة، خشنة البشرة، تحمل بعض ملامح صديقه Lord Byron، خصوصًا فمها. وقد جاء هذا الوصف عقب لقائهما في 24 شباط 1834، عندما أوضحت Ada   لـ Hobhouse أنها لا تحبه… ربما مشاعرُها كانت متأثرةً بوالدتِها، ما دفعها إلى كَره جميع أصدقاء والدِها. لم يدم هذا الانطباع الأول طويلًا، وأصبحا في ما بعد صديقين.

في الثامن من تموز من العام 1835، تزوجت من William King  البايرون الثامن من عائلة كينغ William, 8th Baron King وأصبحت بارونة.

كان مكانُ إقامتهما في مقاطعة أوكهام “Ockham” في منطقة “Surrey”، وكان لديهما أيضًا منزلٌ في “Loch Torridon” ومنزلٌ آخر في لندن  “London”

أمضت مع زوجها  شهر العسل في قصر Ashley Combe بالقرب من Porlock Weir ، Somerset.

في البداية، كان القصر عبارة عن كوخٍ للصيد في العام 1799 وقد حسنه زوجُها فيما بعد لتحضيره لشهر عسلهما. وهو المكان نفسه الذي أصبح فيما بعد منتجعًا للعائلة الصيفي.

وقد أنجبا ثلاثة أطفال، Byron والذي ولد في 12 أيار عام 1836، و Anne Isabella (وتدعى  Annabella) ولدت في 22 أيلول عام 1837، وأيضًا Ralph Gordon.

بعد ولادة Annabella مباشرة، شهدت Lady King معاناةً ومرضًا طويلا، استغرق شهورًا للعلاج.

في عام 1838 أصبح زوجُها Earl of Lovelace and Viscount Ockham وهكذا أصبح لقبها Countess of Lovelace وذلك معظم فترة حياتها الزوجية. بين عامي 1843و1844 كلفت والدة Ada،  William Benjamin Carpenter بتدريس أبناء Ada  وكذلك أن يكون مرشدًا نفسيًا لـ Ada  .

إلا أنّ المدرس Carpenter، سرعان ما وقع في حبّ Ada وعندما بدا أنه كان يحاول بدء علاقة عاطفية أنهتها.

وفي عام 1841، علمت Ada  و Medora Leigh ابنة أخت Lord Byron غير الشقيقة أوغستا لي، أن والد Ada  هو أيضًا والد Medora

 في 27 شباط 1841، كتبت Ada   إلى والدتها: “لستُ مندهشةً إطلاقًا. في الواقع، أنتِ تؤكدين فقط ما كنتُ أشك فيه لسنواتٍ طويلة، وكان عليّ أن أعتبره تصرفًا غير لائقٍ مني أن ألمِح إليكِ أنني كنتُ أشكّ فيه بأي شكلٍ من الأشكال”.

لم تُلقِ باللوم على أبيها  Lord Byron  في علاقة سِفاح القربى، بل ألقت باللوم على أوغستا لي قائلةً: “أخشى أنها أكثر شرًا منه بطبيعتها”.

في أربعينيات القرن التاسع عشر، تورطت Ada    في الفضائح: أولًا، من خلال نهجها المتساهل تجاه العلاقات خارج إطار الزواج مع الرجال، ما أدى إلى شائعاتٍ عن علاقاتٍ غرامية؛ وثانيًا، من شغفها بالمقامرة. يبدو أنها خسرت أكثر من 3000 جنيه إسترليني على الخيول خلال أواخر أربعينيات القرن التاسع عشر.

كانت تربطها علاقة غامضة مع John ، ابن Cross Andrew ، منذ عام 1944. أتلف John Cross معظم مراسلاتهما بعد وفاتها كجزء من اتفاقية قانونية. لقد تركت له الإرث الوحيد الذي أبقاه لها والدها شخصيًا. خلال مرضها الأخير، كانت تشعر بالذعر لفكرة منع John Cross من زيارتها.

إلى ذلك، وفي وقتٍ لاحقٍ من لقاءِ Ada و Babbage  في شهر حزيران من العام 1833، دعاها Babbage  لرؤية النموذج الأولي لمحرك الفروقات الخاص به. أُعجبت Lovelace بالآلة، واستغلت علاقتَها بـ Somerville لزيارة Babbage   كلما سنحت لها الفرصة.

كان Babbageمخترعًا، وفيلسوفًا، ومهندسًا ميكانيكيًا، وقد أصبح معلمَها، وتحوّل الاثنان إلى صديقين مقربين، وكانت Ada مفتونة بأفكار Babbage   وهو معروف باسم “أب جهاز الكمبيوتر” حيث قام باختراع المحرك التحليلي وهو من أوائل الكومبيوترات الميكانيكية ذات الأغراض العامة.

أُعجب Babbage بذكاء Lovelace ومهاراتِها التحليلية، فأطلق عليها لقب “ساحرة الأرقام”. في عام 1843، كتب إليها: “انسي هذا العالم وكل مشاكلَه، وإن أمكن، دجّاليْه الكثر – كل شيء باختصار، إلا ساحرة الأعداد”.

بعد وفاة Babbage تمّ طلب ترجمة مقال عن المحرك التحليلي له، الذي كتبه المهندس وعالم الرياضيات الإيطالي Luigi Menabrea؛ وأثناء ترجمتِها، خلال فترة تسعة أشهر بين عامي 1842 و1843، كتبت Ada وأرفقت مع المقال مجموعة من الملاحظات والأفكار الخاصة التي زادت ثلاث مرات عن المقالِ نفسِه، فكانت من 44 حتى 61 صفحة، ووقعت عليها بالأحرف الأولى فقط “A.A.L” في المنشور.

كان شرحُ وظيفةَ المحركِ التحليلي مهمةً صعبةً؛ لم يستوعب العديد من العلماء الآخرين المفهوم ولم تُظهر الإدارة البريطانية اهتمامًا كبيرًا به. حتى أن ملاحظات Lovelace اضطرت إلى شرح كيفية اختلاف المحرك التحليلي عن محرك الاختلاف الأصلي. وقد لاقى عملُها استحسانًا في ذلك الوقت؛ ووصف العالم Michael Faraday نفسه بأنه مؤيد لكتاباتها.

كانت الملاحظات مرتبة حسب الترتيب الأبجدي من A إلى G. وتضمنت الملاحظة أي Note G، بالتفصيل الكامل، طريقةً لحسابِ تسلسلِ أرقام برنولي Bernoulli numbers باستخدام المحرك التحليلي، والذي ربما كان سيعمل بشكل صحيح لو تم بناؤه بالكامل (إذ قد تم بناء محرك الفرق الخاص Babbage فقط، والذي اكتمل فيما بعد في لندن عام 2002).

وصفت ملاحظاتَها استخدام الرموز في التعامل مع الأحرف والرموز والأرقام، وأساليب التنظير التي تجعل المحرك يكرر سلسلة من التعليمات، وهي عملية معروفة اليوم باسم “looping”؛ وهذا هو العمل الذي جعل ِAda صاحبة الخوارزمية الحاسوبية الأولى في التاريخ.

لقد وصفت Ada خوارزمية المحرك التحليلي لحساب أعداد برنولي. تعتبر الخوارزمية الأولى تحديدًا مصممة خصيصًا لتنفذ على جهاز الحاسوب، ولهذا السبب غالبًا ما تُعتبرAda بأنها مبرمجة الحاسوب الأولى. لكن، مع ذلك لم يتم إكمال المحرك أثناء حياة Ada Lovelace، وبقي هناك خلاف في شأن حجم مساهماتِها، وعما إذا كانت تستحق أن تلقّب بالمبرمجة.

كذلك، كانت ترى أن الجهازَ الذي يمكنه ترجمة معاملات الرياضيات، يمكنه أيضًا معالجة أجزاء مختلفة من المحتوى مثل الموسيقى والصور والنصوص والرموز إلى شكل رقمي نهائي.

كتب Allan G. Bromley في عام 1990 مقالة بعنوان «محركات الفرق والتحليل» ولكن أحد البرامج المذكورة في مذكراتِها قد أُعد لها من قبل Babbage منذ حوالي ثلاث إلى سبع سنوات قبل ذلك. وبناءً على هذا العمل، تُعتبر Lovelace من قبل الكثيرين مبرمجة الكمبيوتر الأولى وقد أُطلق على طريقتها اسم برنامج الكمبيوتر الأول حول العالم.

تضمنت ملاحظة Note G أيضًا رفض Lovelace للذكاء الاصطناعي.  إذ كتبت أن “المحرك التحليلي لا يَدع بأي شكل من الأشكال ابتكار أي شيء. يمكنه فعل أي شيء نأمره به ونعرف بأنه يستطيع القيام به. يمكنه متابعة التحليل؛ لكنه لا يملك القدرة على توقع أي علاقات أو حقائق تحليلية”.

كان هذا الاعتراض موضع جدل ودحض كبيرين، إذ على سبيل المثال من قِبل عالم الرياضيات Alan Turing في ورقته البحثية “آلات الحوسبة والذكاء”، جادل معظم علماء الحاسوب المعاصرين بأن هذه النظرية عفا عليها الزمن، وبأن برمجيات الحاسوب يمكن أن تتطور بطرق لا يمكن للمبرمجين بالضرورة توقعها.

وبعد قرن من الزمن، نشر Turing أفكار Ada مفسرًا ملاحظاتها عام 1953، وتم إطلاق اسم على التفسيرات تلك في الرياضيات بأنه “لغة الكمبيوتر” في عام 1980، من قبل وزارة الدفاع الأميركية.

وقع خلاف طفيف بين Lovelace و Babbageعند نشر الأوراق البحثية، عندما حاول ترك بيانه الخاص (الذي ينتقد معاملة الحكومة لمحركه) كمقدمة غير موقعة، وهو ما كان من الممكن تفسيره خطأً على أنه إعلانًا مشتركًا. وعندما قضت مذكرات تايلور العلمية Taylor’s Scientific Memoirs بوجوب توقيع البيان، كتبBabbage إلى Lovelace يطلب منها سحب الورقة.

كانت هذه المرة الأولى التي تعلم فيها أنه يترك الورقة غير موقعة، فردت عليه رافضة سحبها. افترض المؤرخ Benjamin Woolley أن “أفعاله توحي بأنه سعى بحماس شديد إلى إشراك Ada، وتسامح معها بسعادة… بسبب اسمها الشهير. تعافت صداقتهما، واستمرت مراسلاتهما. في 12 آب 1851، عندما كانت Ada  تُحتضر بسبب السرطان، كتبت Lovelace إليه تطلب منه أن يكون منفذُ وصيتِها، عِلمًا أنّ هذه الرسالة لم تمنحه السلطة القانونية اللازمة. كان جزء من الشرفة في Worthy Manor يُعرف باسم ممشى الفيلسوف؛ حيث يُقال إن Lovelace و Babbage سارا هناك أثناء مناقشة مبادئ الرياضيات.

التقت Ada Lovelace واتفقت مع Charles Babbage في مناسبات عديدة، منها اجتماعية من جهة، وفي جعل  Babbageعلاقةً بين محرك الفروق Difference Engine والمحرك التحليلي   Analytical Engineوهو أنهما آلة وحدة.

التقيا للمرة الأولى عن طريق صديقتهم المشتركة Mary Somerville (معلمتها). وأصبحت Ada مبهورة بمحرك الفروق واستخدمت علاقتها مع Somerville لزيارته في أي وقت تستطيع. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت مطلعة مع صديق   Babbage الإيطالي Fortunato Brandy على أعمال Babbage (زميل الثوار).

Babbage كان متأثرًا بفكر ومهارة كتابة Ada ولقّبها بـ«ساحرة الأرقام»، وفي 1843 كتب لها “انسي هذا العالم وكل مشاكله فإذا استطاع الدجالون الكُثر من الدخول في كل المجالات فإنهم لن يحلوا مكان ساحرة الأرقام”.

خلال فترة تسعة أشهر في 1842-1843، ترجمت Ada مذكرات الرياضيات للإيطالي Luigi Menabrea عن آلة Babbage المقترحة حديثًا، المحرك التحليلي. وألحقت بالمقالة مجموعة من الملاحظات شرحت وظيفة المحرك التحليلي وقد كانت مهمة صعبة حتى العلماء الآخرون لم يدركوا حقًا مفهومها، كما كانت الإدارة البريطانية غير مهتمة بها.

وجاءت الملاحظات أطول من المذكرات نفسها، وفي Note G، تصف خوارزمية للمحرك التحليلي لحساب أرقام برنولي Bernoulli numbers

وتُعتبر هذه الخوارزمية الأولى المنشورة على الإطلاق تم تصميمها خصيصًا للتنفيذ على جهاز كمبيوتر، وغالبًا ما يُستشهد بـ Ada Lovelace باعتبارها مبرمجة الكمبيوتر الأولى لهذا السبب. ومع ذلك، لم يكتمل المحرك أبدًا وبالتالي لم يتم اختبار البرنامج أبدًا.

بناء على هذا العمل أصبحت Ada مفيدة على نطاق واسع بالإضافة إلى كونها المبرمجة الأولى للحاسوب وتم اعتماد طريقتها على أنها برنامج الحاسوب الأوّل  على مستوى العالم وتم تلقي عملها بشكل جيد في ذلك الوقت حتى أن Michael Faraday وصف نفسه بأنه من المعجبين بكتاباتها.

في عام 1953، وبعد أكثر من قرن على وفاتها، أعيد نشر ملاحظات Ada Lovelace عن محرك Babbage التحليلي كملحق لكتاب بي. في. بودين “أسرع من الفكر: ندوة حول آلات الحوسبة الرقمية”. appendix to B. V. Bowden’s Faster than Thought: A Symposium on Digital Computing Machines

تم التعرف على المحرك كنموذج مُبكِر لجهاز كمبيوتر وملاحظاتها كوصف لجهاز الكمبيوتر والبرمجيات.

عانت Ada Lovelace من مشاكل صحية خطرة، مثل: الربو ونوبات من الهلوسة وتقلب المزاج، وتوفيت عن عمر يناهز 36 عامًا في 27 تشرين الثاني من العام 1852 بسبب سرطان الرحم الذي استمر لأشهرٍ عديدة. خلال هذه الفترة تولت والدتُها Annabella  زمام الأمور فيمن تراه Ada ، فاستبعدت جميع أصدقائها ومقربيها. تحت تأثير والدتُها، شهدت Ada  تحولًا دينيًا، وتم إقناعها بالتوبة عن سلوكها السابق، وأصبحت Annabella وصية عليها.

انقطعت صلتُها بزوجها بعد أن اعترفت له بأمرٍ لا يُعرف ما هو، في 30 آب، ما دفعه إلى مفارقة سريرها.

وقد دفنت، بناء على طلبِها، إلى جانبِ والدِها في كنيسة القديسة مريم المجدلية في Hucknall, Nottinghamshire.

تُجدر الإشارة إلى أنه تم العثور على ست نسخ من الطبعة الأولى لعام 1843 من رسم المحرك التحليلي مع «ملاحظات» Ada Lovelace

توجد ثلاث نسخ في جامعة هارفارد، وواحدة في جامعة أوكلاهوما، وواحدة في أكاديمية القوات الجوية الأميركية. في 20 تموز 2018، بيعت النسخة السادسة في مزاد لمشترٍ مجهول مقابل 95.000 جنيه إسترليني. تتوفر نسخة رقمية طبق الأصل من إحدى النسخ في مكتبة جامعة هارفارد عبر الإنترنت.

كانت مخطوطات “ملكة الرياضيات” و”ساحرة الأرقام” أعجوبة في عالم العلوم والأعداد، أُطلقت عليها اسم “العلوم الشعرية”، كدليل رمزي لمزيج من خيال أبيها الشعري ومنطق والدتها وتعصّبها للعلوم؛ وعلى الرغم من أنّ قليلا من الاهتمام حظي عملُها بينما كانت على قيد الحياة إلا أنّ  Ada Lovelace  سيبقى لها فضلا كبيرًا على ما وصلنا نحن عليه في زمننا.

0 FacebookTwitterPinterestWhatsappTelegramEmail

Related Articles

من هي الطبيبة الأولى في الولايات المتحدة؟

أغسطس 7, 2025

“مصاصة دماء الأمازون” أم مغنية أوبرا… من هي...

يوليو 24, 2025

آن بوني قرصانة البحار وقوة التمرد الأنثوي… من...

يوليو 17, 2025

بين الحقيقة والخيال… هذه قصة بياض الثلج

يوليو 10, 2025

ملكة لن يُكررها التاريخ… من هي؟

يناير 24, 2025

مخترعة WIFI وGPS و Bluetooth أجمل مرأة حول...

يناير 15, 2025

اسمها خلّده تاريخ الصحافة في القرن التاسع عشر…...

يناير 9, 2025

طاهية وكاتبة… من هي فاني فارمر؟

يناير 6, 2025

 بولندا تستعيد  أعمالها الفنية المسروقة

ديسمبر 17, 2024

 أحدث طريقة لرسم خرائط الدماغ… حقنه بالفيروسات!

ديسمبر 10, 2024

Keep in touch

Facebook

Posts Slider

من هي مبرمجة الحاسوب الأولى في التاريخ؟

أغسطس 14, 2025

من هي الطبيبة الأولى في الولايات المتحدة؟

أغسطس 7, 2025

الذكاء الاصطناعي يخترق الموضة

يوليو 31, 2025

بين الجرأة والراحة… هذه أحدث صيحات الموضة للنساء

يوليو 31, 2025

طقوس تقدّسها الصينيات للحفاظ على جمالهنّ… تعرفي إليها

يوليو 31, 2025

Popular Posts

  • 1

    البيتزا بالخبز الإفرنجي

    يونيو 26, 2018
  • 2

    لبنان ثامن دولة في قائمة دول أجمل نساء العالم… فمن إحتلت المرتبة الأولى؟

    فبراير 17, 2021
  • 3

    “مصاصة دماء الأمازون” أم مغنية أوبرا… من هي كاميل مونفور؟

    يوليو 24, 2025
  • 4

    لـ”السعادة”… إليكِ نظرية اينشتاين

    أكتوبر 25, 2017
  • 5

    !بالصور- شجرة ميلاد من الذهب

    ديسمبر 5, 2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Instagram
  • Youtube

MindBrackets


العودة لأعلى
Kermalouki
  • Home
  • Biography
  • About Us
  • Contact Us