4.1K
من منّا لا يشعر بالملل من “الروتين” القاتل الذي يدمّر حياتنا تدريجيًا؟ من منَا لا يتمنى التخلّص من رؤية نفس الأماكن المعتادة واسترجاع الحماس من خلال أنشطة استكشافية ومغامرات شيّقة؟
فالحياة ممتعة لكنها قصيرة جدًا، ولا يحصل المرء إلا على فرصة واحدة لاستكشافها وليتمتّع بما وهبه الله لنا من جمال الخلق والطبيعة.
“هذا استنتاج اكتشفته لحسن الحظ في عمر مبكر”، يقول المغامر والمستكشف النشيط عبر مواقع التواصل الإجتماعي، بسام شليطا، الذي يعيش حياة مفعمة بالحيوية والموسيقى والرحلات البعيدة.
شليطا، الذي يعشق السفر والحضارات والأماكن الغريبة، سيرشدكِ من خلال خبرته، إلى أجمل الأماكن على الإطلاق والتي لا يمكن لكِ توقعها أو التفكير بزيارتها.
وإذ يقول:” أحبّ إكتشاف الثقافات المختلفة التي لا يعرفها السياح العاديون والمسافرون عادة. لذلك، منذ أن كنت في الـ17 عاما حتى اليوم، تمكنت من زيارة 61 دولة و 528 مدينة وبلدة، وسأذكر بعض الأماكن الأكثر إثارة، المفعمة بالمغامرات و”عجائب” الثقافات”.
التجديف في مياه “ريو كاهابون في غواتيمالا” (Rio Cahabon in Guatemala)
ويفسر شليطا، أنّه من أكثر الأماكن تشويقا، هو التجديف في مياه “ريو كاهابون في غواتيمالا”، لافتا إلى أنّ هذه التجربة مثيرة، ويُسمح فقط للأشخاص المغامرين وذوي القلوب القوية للغوص في تلك المياه.
ويتابع:”إختبار الحياة البرية من خلال التجديف في “الريو” أمر مثير للاهتمام، إذ قد تصل مدة التجديف إلى 10 ساعات. وعادة، يكون النهر في أفضل حالاته خلال فصل الصيف كما في فصل الشتاء حتى كانون الثاني، علمًا أنّ المياه شديدة الخطورة ولكنّها مثيرة وتستحق المخاطرة.
https://www.instagram.com/p/BVAFhnRAg1z/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=133ptwtv929nv
الرماد البركاني في جزيرة تانا في فانواتو
(Ash boarding in Tanna Island in Vanuatu)
من جهة أخرى، يؤكد شليطا أنّ تانا هو بركان “نشيط”، ولكن الجزيرة نفسها رائعة، إذ يمكن قضاء ليلة أو ليلتين مع القبائل، حيث يمكن الإستمتاع مع رجال القبيلة في تناول الفواكه الاستوائية، وفي قضاء رحلة صيد مشوّقة للخفافيش (الوطواط)، مشيرا إلى أنّ تلك الخفافيش ضخمة وقد يصل قطرها إلى متر.
ويستطرد قائلا:” أما بالنسبة إلى نساء القبيلة، فإنّهنّ سيقمن بأداء رقصة تقليدية خلال المساء عند تناول العشاء الذي هو عبارة عن الخفافيش المشوية”.
ويضيف:”في تانا ، يمكنك أن ترى عن كثب البركان الحي، الذي يندلع كل 10 دقائق، ويمكن لذوي القلب القوي الجلوس إلى جانب رماد البركان! فالرماد هو أخفّ من الثلج، وهي تجربة مبهرة جدا”.
التجديف في الغابات المغمورة في كاليدونيا الجديدة
(Kayaking in the submerged forest in New Caledonia)
إلى ذلك، يرى شليطا أنّ الغابات في كاليدونيا الجديدة هي من الأماكن المثيرة للدهشة ، والبانوراما لها بُعد آخر، إذ يمكن التمتع بيوم تجديف هادئ بين الأشجار الكثيفة، والإقتراب من أعشاش النسور، والغوص في المجهول، ورؤية سمك السلور في المياه أمر شائع جدا… بإختصار إنّ التجربة رائعة .
السباحة والتواصل مع الحيتان المهاجرة في “باي أوف بروني”(bay of_ prony)، في جنوب المحيط الهادئ
ويؤكد شليطا أنه من المفضل زيارة “باي أوف بروني” بين حزيران وآب، مشيرا إلى أنه يمكن إستخدام قارب صغير، ومصادفة عشرات الحيتان القادمة من أنتاركتيكا إلى المياه الدافئة في المحيط الهادئ.
ويضيف:”يمكنك التفاعل مع الحيتان، وملاحظة خروج الماء من ظهرها، وتلويحها للناس بذيلها… إنها تجربة رائعة”.
سفاري في ماساي مارا (جنوب غرب كينيا، شمال غرب تنزانيا)
Safari in Maasai Mara (South west kenya, north west Tanzania)
تحتاج إلى ستّ ساعات بالسيارة من نيروبي، خمس منها على الطرق الوعرة تمامًا، للوصول إلى أراضي ماساي، يقول شليطا الذي يعشق الحياة الإستكشافية.
ويستطرد:” يمكن رؤية عن كثب من فتحة سقف المركبات المعدّة خصيصًا لرحلات السفاري، أكثر الحيوانات الشرسة في البرية (الشيتا، الأسود، الأفيال، الأحصنة البرية، الرينوس، وكل أنواع الحيوانات التي تعيش في سلام مع “شريعة الغاب”. وعند المشي بالقرب من التماسيح، لن تشعر إلا بالأدرينالين “يقفز”في عروقك”.
ويؤكد شليطا أنّ قبائل الماساي تحترم كثيرًا هذه الحيوانات، وتعيش في وئام داخل قبائلها، مشيرا إلى أنه قضى ليلة مع قبيلة حيث أتيحت له الفرصة للرقص مع أفرادها، وتناول الطعام معهم، وتعلّم بعض الأمور عن ثقافتهم المثيرة للاهتمام، والتي تعطي أهميّة كبيرة للمحاربين والشيوخ، كما تعطي كامل الاحترام للمرأة وتعتبرها أساس مجتمعها.