نشرت صحيفة “لافانغوارديا” الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن تحليل الخبراء لعلاقة رؤساء العالم بالحيوانات عموما وبالكلاب تحديدا. من بينهم نجد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبشكل خاص رؤساء الولايات المتحدة الأميركية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها إنه غالبا ما يقال إنّ الكلب هو أفضل رفيق للإنسان، وهي مقولة تنطبق تماما على واقع بعض الرؤساء وحياتهم، انطلاقا من ريتشارد نيكسون وصولا إلى باراك أوباما، ومن فرانسوا ميتران إلى إيمانويل ماكرون، من دون أن ننسى فلاديمير بوتين ورئيسة الأرجنتين، كريستينا فرنانديز دي كيرشنر.
ويملك كل هؤلاء الرؤساء صورًا مسلية ومضحكة مع الكلاب في القصور الرئاسية أو الحدائق الكبيرة. وقد تبنى أخيرًا هذا التوجه، رئيس الوزراء الإسباني الجديد، بيدرو سانشيز، حيث نشر بعض الصور على حسابه عبر “تويتر” في قصر مونكلوا برفقة كلبه.
ونقلت الصحيفة على لسان الأستاذ والاستشاري في التواصل السياسي والمؤسسي في جامعة بومبيو فابرا من برشلونة، باو كاناليتا، أن الصورة التي يرغبون في تجسيدها واضحة بشكل تام، حيث ترمي إلى خلق تصور إيجابي عن أنشطتهم وحياتهم اليومية.
ومن اللافت للنظر أنّ الصورة الفورية لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز تذكرنا بصورة الرئيس السابق لمنطقة إكستريمادورا، خوسيه أنطونيو موناغو، وذلك يوم انعقاد الإنتخابات الإقليمية لسنة 2015.
وفي هذا السياق، أكد مستشار الاتصالات أنتوني جوتيريز روبي، أننا “نعيش اليوم في ديمقراطية الجماهير، حيث قرر قصر مونكلوا مزج السياسة مع سبل التواصل والإيماءات والصور. وتعدّ هذه الصورة عادية جدًا وغير رسمية وتحمل في طياتها الكثير من المعلومات، بما في ذلك طبيعة الملابس الرياضية لرئيس الوزراء والكلب اللعوب الذي يقضي الوقت معه.
وأوردت الصحيفة أنّ هذا الأمر يؤدي دورًا في غاية الأهمية وعلى نحو متزايد في التأثير على المجتمع الذي اكتسبت فيه الحيوانات الأليفة، ولاسيما الكلاب، قيمة كبيرة في حياة الأشخاص.
وفي هذا الصدد، قال الأستاذ والخبير باو كاناليتا إنّ القيم التي ترتبط بسبل التعامل مع الحيوانات قد اكتسبت أهمية أكبر وبشكل متزايد، مؤكدًا أنّه بالإضافة إلى ذلك، تكشف هذه الصورة أنّ الأشخاص الذين يدللون الحيوانات الأليفة غالبا ما يتمتعون بقدر عال من العاطفة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ رؤساء البيت الأبيض قد اعتادوا دائما مرافقة الحيوانات الأليفة، فليس من المستغرب أن يظهر كلب أحدهم في إحدى وسائل الإعلام. ولا بدّ من أنك شاهدت في إحدى المناسبات الكلب نيمو، الذي يرافق رئيس الجمهورية الفرنسية حتى في حفلات الاستقبال الدبلوماسية في قصر الإليزيه. كما كانت صورة كلب بوتين، الذي أخاف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في أثناء مروره بجانبها وأصابها بالفزع لكبر حجمه، مثيرة للانتباه.
وأضافت الصحيفة أن الخبير باو كاناليتا، قد أكد أن الكلاب تعدّ بمنزلة قناة اتصال سياسية أميركية نموذجية.
كما أشار كاناليتا إلى الدور الرائد الذي تؤديه الكلاب في البيت الأبيض، على غرار كلب الرئيس السابق ريتشارد نيكسون، وجورج بوش الأب والابن، كما هو الشأن بالنسبة لكلينتون أو مؤخرا أوباما، الذي عرف بصوره المرحة برفقة الكلب بو والكلبة صني.
ونقلت الصحيفة على لسان كاناليتا في هذا الصدد أنّ الكلاب تؤدي دورًا هاما عندما يتعلق الأمر بإضفاء طابع إنساني على حكام البيت الأبيض، أو قاطني قصر مونكلوا. لكن نادرا ما نشاهد مثل هذه الصور في “داوننغ ستريت”.
ومن جهته، رأى غوتيريز روبي أنّ مقارنة صورة رئيس الوزراء الإسباني بصور ماكرون أو أوباما تعد أمرا لا مفر منه. فمن الواضح أن سانشيز يدرك جيدا قيمة الصور وما تجسده في إطار السلطة والخطاب السياسي.
وأفادت الصحيفة بأنه لطالما عُرف بعض الرؤساء الآخرين للحكومة الإسبانية بظهورهم العلني برفقة كلابهم، بما في ذلك، ماريانو راخوي وكلبه ريكو، أو خوسيه ماريا أزنار وكلباه ثيكو وغوفا، اللذان لطالما كانا يتجولان في حدائق قصر مونكلوا، على الرغم من قلة ظهورهم عبر وسائل الإعلام.
في الختام، أشارت الصحيفة، وفقا للخبير كاناليتا، إلى أنّ رئيس الوزراء الإسباني الجديد، بيدرو سانشيز، يرغب في القطع مع الصورة التقليدية لرئيس الوزراء الأسبق ماريانو راخوي، الذي لم يكشف أبدا عن صورته العائلية وفضل إخفاء حياته الخاصة عن الأنظار.
وقد شدد الخبير غوتيريز روبي على وجهة النظر ذاتها، قائلا: “يبدو أنّ الحياة الشخصية للسياسيين تهمّ الناخبين بشكل كبير، وذلك استنادا إلى مبدأ “أرني كيف تتصرف وكيف تعيش، حتى أتخيل كيف سيكون حكمك”.