1.8K
“سيبدأ المسلسل”… تنادين أهلكِ، أخواتكِ وجيرانكِ للإجتماع في غرفة الجلوس… تعترض بعض الإعلانات البثّ، فتحضرين بعض المطيّبات والمشروب… ثوانٍ وها هي الحلقة الأولى… الكلّ متحمّس… ما هو الموضوع يا ترى؟ هل الفكرة كلاسيكية، أم أنها مختلفة عمّا شاهدناه في السابق؟ هل يتخلّله مشاهد غزل ، كوميدية أم مجرّد رواية لقصّة دراميّة؟ أفكار من هنا وهناك… متبعثرة تعجّ في داخلك… ها هو البطل يطلّ بإطلالة جديدة، مختلفة عن أدواره السابقة… تنسجمين في المشاهد وتنخطفين مع الحوار والأحداث… وفجأة تولد فكرة غريبة عجيبة… “هل أنا في مطبخ فنيّ؟”… في ذلك “المطبخ الفني”، طباخ ماهر، قد حضّر كلّ مقادير “نجاح” المسلسل… وفي وعاء كبير يدير الطبخة على نار هادئة متمسكًا بزمام الأمور من الألف إلى الياء… “المقادير” كثيرة والطاقم كبير، ولكنّه له وحده أن يترأس زمام الأمور… له دور إداري كما له دور فنيّ… إنه المخرج الذي يقوم بتنظيم وتنسيق عناصر العمل كلّها وتوزيع المهامّ وملاحقة تننفيذها، إضافة إلى إبتكار أساليب جديدة للتصوير وإدخال أدوات مبتكرة للعمل…
“المخرج عمله يتمحور على الإبداع والخلق وليس على التقليد وسرقة الأفكار”، هذا ما تقوله المخرجة والممثلة رندلى قديح، والتي تضيف:” يجب إعطاء المرأة فرصة لأنّها يمكن أن تكون كلّ شيء في الحياة، المبتكرة والأمّ والزوجة والعاملة، إلخ”.
قديح التي ترى بأنّ النجاح في عالم التمثيل يحتاج إلى الجديّة وليس فقط إلى حبّ الظهور، هي امرأة موهوبة متميّزة بمزيج من الثقافات، إذ إنها مولودة في افريقيا ومتزوجة من اسباني… جذابة، أنيقة، لها حضورها وجمالها الخاصّ الطبيعي الممزوج بين الشرق والغرب، تفجر إبداعها بصورة خارجة عن المألوف، إذ إنّ موهبتها رزمة منسجمة ومتناغمة، لا تقتصر على الإخراج فقط بل وأيضًا من خلال التمثيل والرسم، والكتابة والغناء…
في دردشة عفويّة جاء هذا اللقاء لقديح مع Feminine Spirit
– كيف تطوّرت المخرجة والممثلة في مهنتها، منذ بدايتها حتى اليوم؟ ماذا اختلف عما في الماضي؟
ولدتُ في أفريقيا وعشتُ هناك خمسة عشر عاما، ثمّ انتقلتُ إلى باريس لمدّة خمس سنوات، وبعدها إنتقلتُ إلى لبنان لإكمال دراستي في الـaudiovisual في جامعة الـUSJ وتخرجتُ في العام 1997 وكان موضوع التخرّج فيلم عنوانه “العريشة” وقد نلتُ جائزة عليه في مهرجان بيروت كأفضل فيلم قصير. كذلك، عملتُ في حقل إخراج الإعلانات، وقد شجعني من حولي على التمثيل فكانت لي التجربة في بطولة مسلسل “حكاية أمل” في العام 2000.
وثابرتُ على عملي أيضًا في الإخراج وأسستُ شركة، وقد استطعتُ إثبات نفسي في مجتمع ذكوري، وتحدّيتُ نفسي. تطوّرتُ كثيرًا في عملي، وشخصيّتي نضجت أكثر مع الوقت، وأصبحت نظرتي مختلفة عمّا كنتُ عليه، ناهيك عن أنني سافرتُ كثيرًا وكوّنتُ ثقافة واسعة…
فالمرأة تتطوّر مع الوقت وتنضج نتيجة للظروف التي تمرّ بها كالزواج والتجارب المهنيّة، ونتيجة الإختلاط بحضارات عديدة والإنفتاح والتمتّع بحسّ المعرفة وإكتشاف كلّ ما هو جديد من تقاليد وأعراف مجتمعات مختلفة.