أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي جزءًا لا يتجزأ في حياة المرء، إذ ما عاد بالإمكان ملاحظة من يسلخ نفسه عنها خصوصا وأنها اليوم تُعتبر المنبر الأوسع وفي متناول الجميع لإطلاق صرخة أم رسالة أم فكرة، أم لمشاطرة الآخرين بكل بساطة تفاصيل حياته بشكلها الطّبيعيّ وأعماله، وأحلامه، وطموحاته، وهمومه، وأفراحه، وأحزانه…
فمع استمرار سلسلة التّطوّرات التّكنولوجيّة الهائلة، أصبحت تلك المواقع، العنصر الأساس، والطريقة الفضلى، للتعبير عن النفس بالصوت والصورة و”الفيديو”… فانفتح الجميع على كافة الثقافات والعادات، وأنشأ علاقات إنسانية وصداقات حول العالم، كما زوّد الأشخاص المُنسجمين مع مُحيطهم بروح المرح، والفكاهة… فظهرت موجة من الـ Bloggers لطرح أفكارهم وتبادلها، إضافة إلى إتقان فنّ الحديث مع الجمهور…
وعلى الرغم من أنّ المرأة كان لها الحصة الأكبر في عالم الأضواء والشهرة، إذ إنّ صورتها لطالما كانت مقترنة بالإعلام والإعلان ومواقع التواصل الإجتماعي، فيما الرجل كان في الظلمة، إلا أنّه اليوم خرج إلى الضوء ليتناول كافة المواضيع من سياسة وفنّ ورياضة وتمثيل وغيرها. وأصبح لديه ملايين المتابعين والمعجبين الذين ينتظرون إطلالته، ويُطالبونه بالمزيد من الأعمال خصوصًا تلك التي تُدخل البهجة والسعادة والتفاؤل والأمل…
“فالكل يريد الشهرة، وهناك من يفعل المستحيل… لذلك، أرى أنّ من لا تستهويه الشهرة هو الذي تكون الأنظار والآذان موجهة إليه… فجائع الشهرة لا مكان له لأنهّ يظهر فجأة ويختفي فجأة!”، هذا ما يقوله الناشط عبر مواقع التواصل الإجتماعي، الذي يتمتّع بموهبة تحويل الأغاني الأجنبية إلى اللهجة اللبنانية – العامية وبعبارات طريفة، ويضيف:” لا يمكننا أن ننكر أنّ المرأة تظلّ مطلعة أكثر ومواكبة للموضة وكل الأمور الجديدة، ولهذا السبب برزت موجة الـ bloggers عند النساء، لكن مع الوقت أصبحنا نرى إنخراط الرجال أيضًا في هذا المجال”.
ريشا، شاب الـ28 عاما، استطاع بعفويّة مطلقة أن يدخل إلى قلوب الناس والإستحواذ على عقولهم من دون أي مجهود، ولا خطّة مدروسة لكسب الشهرة… إذ يكفي أنه قام بنشر إحدى الفيديوهات لبث روح الفكاهة، فاستحصل على إعجاب الكثيرين…
هذا ما قاله ريشا لـFeminine Spirit
– سامر ريشا Blogger ولديه العديد من مقاطع الـ”فيديو” المضحكة والتي تحمل رسالة معيّنة… حدّثنا عن نفسك؟ وما الهدف من الفيديوهات؟ إلى من توجه الرسائل؟
إنني موظف في الدائرة القانونية في إحدى البنوك اللبنانية، من مواليد قضاء البترون، وحائز على إجازة وشهادة دراسات عليا في الحقوق من الجامعة اللبنانية – كلية الحقوق والعلوم السياسية. ولكنني مولع بالفن على أنواعه، كما بعالم التواصل الإجتماعي والإعلام. فأنا اعشق كل ما يتعلق بالموسيقى وأعزف وأغني؛ وكنتُ في السابق أنشر فيديوهات أؤدي فيها أغاني لأعظم الفنانين العالميين مثل فرانك سيناترا مايكل بوبلي توم جونز جوش غروبان.
Michael Bublé – Cry me a River (Cover)Performed by: Samer Richa
Gepostet von Samer Richa am Mittwoch, 5. April 2017
في البداية، لم يكن هناك أي هدف معيّن، إذ إنني نشرتُ “الفيديو” الأول على صفحتي عبر “فيسبوك”، وقد كان هذا الأمر عن سبيل المزاح، ولكنّه انتشر بسرعة وبصورة غير متوقعة، ما دفعني إلى تصوير المزيد من “الفيديوهات” بناء على طلب المشاهدين وبعض الرفاق، الذين رغبوا في مشاهدة الطريقة التي أحوّل فيها الأغاني الأجنبية إلى اللغة العربية وباللهجة اللبنانية – العامية، وهي طريقة كنتُ اتبعها منذ صغري، جاعلا من الأغاني سهلة لإستيعابها وحفظها بطريقة سلسلة وجذابة.
واليوم، أشعر بأنني أعبّر عن رأيي من خلال معظم الفيديوهات وخصوصا تلك الموجهة إلى الشاب اللبناني. وهذه الفيديوهات التي أنشرها تحت عنوان “ع اللبناني”، أسرد من خلالها الواقع الذي يعيشه الشاب في يومياته، بصورة كوميدية طريفة، لتدخل الى أذن المستمع و ترسخ في ذهنه.
Camila Cabello (Havana) 😎#ع_اللبناني #3icha_ma3_Richa
Gepostet von Samer Richa am Freitag, 24. November 2017
– من شجعك على نشر الفيديوهات؟
الشخص الأول الذي شجعني هي أختي، الصحافية في إحدى إذاعات لبنان، والضليعة بعالم الإعلام، إذ اتصلت بي مرّة خلال دوام عملها وطلبت مني نشر إحدى الفيديوهات المصوّرة منذ شهرين… وهكذا حصل ما لم أكن أبدًا اتوقعه في الحسبان إذ وصلت نسبة المشاهدة والتفاعل إلى حدّ كبير.
كذلك، شجعتني إحدى الـBloggers المحترفات، ايليان صعيبي، كما شجعني الـfounder of lebanese memes سام طرابلسي…
وتجدر الإشارة إلى أنّ الظروف أيضًا لعبت دورها، إذ كنتُ أشعر بأنّ مواقع التواصل الإجتماعي منفسًا لي خلال الفترة التي توفيت فيها والدتي بمرض السرطان منذ سنة ونصف…
– كيف رأيت إقبال الناس على الفيديوهات التي تنشرها؟
كان إقبال الناس رائعًا، فتشجيعهم ورسائلهم الإيجابية هي التي جعلتني اعطي المزيد… ولديّ المقدرة بأن أحوّل بسهولة كل أغنية من الأجنبية إلى اللهجة العاميّة بعباراتي الخاصة بخمس دقائق فقط… وقد كانت بدايتي عبارة عن freestyle وهي طريقة من الأعمال أو الفيديوهات التي تصوّر في الخارج وتأخذ رواجًا بين الناس، في حين أننا في لبنان لدينا هذه الموهبة، ولكن هذا النوع من الكوميديا لم يكن رائجاً. كانت تستهويني أغاني الـ mashups أي تلك الممزوجة و بما أن كوميديا الـ parody جديدة فلهذا أصبحت رائجة.
– نرى أنّ صورة المرأة لطالما كانت مقترنة بالإعلام والإعلان ومواقع التواصل الإجتماعي، فيما حصّة الشباب ضئيلة جدًا…ولكن، أخيرًا أصبحنا نلاحظ أنّ للرجل حصّة مهمّة في امتهان هذه القطاعات ومنها أيضًا الـ Blogging إذ لم يعد الأمر حكرًا على النساء… ما الذي يُشجع برأيك الرجل إلى ذلك؟ وهل يُمكن القول إنّ الرجل أصبح يأخذ حقة أكثر في القطاعات التي لطالما كانت تطبّع في الأذهان على أنها حكرًا على النساء؟
صحيح أن صورة المرأة مقترنة بمواقع التواصل الإجتماعي والإعلام والإعلان وظهورها عبر هذه الوسائل وفي مجالات عديدة مثل عالم الموضة أو الأخبار السريعة، فيما نرى أن ظهور عنصر الرجل عبر مواقع التواصل الإجتماعي ما زال ضئيلا في العالم العربي، خصوصًا وأنّ منهم من كان يظنّ أنّ رجوليتهم تنتقص، ومنهم من لم يكن مواكبًا لتطور عالم التواصل الإجتماعي… إلا أنّ الرجل أصبح يأخذ كامل حقوقه كما المرأة في عالم “التواصل”، بعدما أصبحت هذه المواقع منبرًا له لإيصال صوته، ونشر أفكاره وإهتماماته، والتعبير عن نفسه بكل ما يسعده أو يزعجه… ولكن، لا يمكننا أن ننكر أنّ المرأة تظلّ مطلعة أكثر ومواكبة للموضة وكل الأمور الأخرى والجديدة، ولهذا السبب برزت موجة الـ bloggers عند النساء، ولكن مع الوقت أصبحنا نرى إنخراط الرجل أيضًا في هذا المجال.
إذ عندما شهدنا سابقًا موجة برامج الـlate night show ، أصبحت هذه البرامج رائجة كما في الولايات المتحدة وبعض البلدان الأوروبية، ما دفعنا إلى رؤية وجوه جديدة دخلت إلى قلوبنا بسرعة… واليوم هذا الأمر ينطبق على عالم مواقع التواصل الإجتماعي.
The Voice Challenge Volume 2 😂
Gepostet von Samer Richa am Sonntag, 5. März 2017
ولكننا للأسف أصبحنا خارجين عن حدود ما يعرف بالـblogging ، إذ أصبحت الكثيرات من الـbloggers وحتى الرجال يعملون بأسلوب المنافسة من أجل الظهور، ما يدفعنا إلى تطبيق مقولة “بيي أقوى من بيك”!
وتجدر الإشارة إلى أنّ ظهور الشباب تعزز أكثر بعدما أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي تتناول كلّ المواضيع من سياسة إلى فنّ ورياضة وتمثيل وغيرها من المواضيع المختلفة.
– نرى أحيانًا البعض الذي اشتهر عبر مواقع التواصل الإجتماعي وحصل على نسبة مشاهدة عالية، ولكن من دون أن يكون هناك مضمون وإنما فقط تعري وإغراء… ما سبب الشهرة “الفارغة”؟ وهل حقّا الجمهور لا ينجذب إلى المضمون بل إلى المظاهر وخصوصا الفاضحة منها؟
كما تعلمين المقولة الشهيرة “الترويج السيء هو ترويج جيّد” أو bad promotion is a good promotion ، فالإغراء والتعري ما زال من المحرمات، أي الـ taboo ولذلك، ما زلنا نرى أنّ الترويج للإغراء ينتشر بسرعة البرق، ويحصل على نسبة مشاهدة تفوف الملايين ولكنّها تُنتسى بسرعة! وهكذا “بكون اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب”!
ولكن، في النهاية، يبقى المضمون هو الأساس، إذ لا يمكن لأحد أن يدخل إلى قلوب الناس ويستحوذ على عقولهم من دون أن يكون قد أوصل رسالة مدعمة بمضمون وبصورة مدروسة… فالكل يريد الشهرة، وهناك من يفعل المستحيل… لذلك، أرى أنّ من لا تستهويه الشهرة هو الذي تكون الأنظار والآذان موجهة إليه… فجائع الشهرة لا مكان له لأنهّ يظهر فجأة ويختفي فجأة!
3icha ma3 Richa 😎The Original Shawarma Song ع_اللبناني
Gepostet von Samer Richa am Donnerstag, 5. Oktober 2017
– مواقع التواصل الإجتماعي إلى أين؟ هل نحن مقبلون على مرحلة جديدة محصورة بعالم “الإنترنت”؟
مواقع التواصل الإجتماعي في تطور دائم وواسع ومستمرّ، وقد أصبح الإعلام مرتبطا به. ولكن، من المحزن أن نرى هذا القطاع في حالٍ من الفوضى، على أمل ان ينظم كالإعلام المرئي والمسموع…
– ما مشاريعك المستقبلية؟
مشاريعي المستقبلية عديدة، منها في طور الإنتهاء مثل صفحتي الرسمية عبر مواقع التواصل الإجتماعي التي تحمل عنوان “عيشا مع ريشا”… كما أنني منشغل هذه الفترة بزفاف شقيقتي…
Shape of You ع اللبناني #كسمِك 😂
Gepostet von Samer Richa am Sonntag, 14. Mai 2017
This time is different !Samer Richa 3 Doors Down – Here without you (Cover)Directed By: Pierre JamoStudio Master: Maroun El Khoury
Gepostet von Samer Richa am Montag, 11. Dezember 2017
Because our photos are too «cliché» … Happiest birthday to a wonderful and multi-talented friend ❤️ #3icha_ma3_Richa
Gepostet von Ronalda R. Ibrahim am Samstag, 17. März 2018
3icha ma3 Richa 😎The Original Shawarma Song ع_اللبناني
Gepostet von Samer Richa am Donnerstag, 5. Oktober 2017