عند السرطان الحقيقي يتزاوج الحبّ والأمان في علاقة وثيقة، وغالبًا ما يختلط الحبّ بالحنان، واللطف بالحنين والشفقة، فالحبّ مرتبط إلى حدّ بعيد بمفهوم الأمومة والتضحية.
باستطاعة السرطان أن يحبّ بجنون كما يحبّ العقرب لكنه يُفضل أن ينتقي الشخص الذي يحبّه هو بهذا الجنون فهو ضعيف أمام انجذاب الآخرين له بطيء جدًا في الإرتباط لأنه لا يهب ثقته سريعًا. لا ننسى أنه من الأبراج المائية التي تعتبر الثقة مبدأ في غاية الأهمية، لا تتأمن إلا عن طريق الشك.
في البداية ، كل العشاق متشابهون ولكن مع الوقت يتميّز السرطان بعاطفية فيها الكثير من الأمومة وهي الأساس في الحبّ عند السرطان. فالرجل من هذا البرج يبحث عن حبيبة ناعمة، محبة، مضحية، والمرأة تبحث عن رجل في غاية اللطف والحنان.
في المقابل، يحتاج هذا البرج لأن يقوم هو بدور الأم أيضًا. فإذا أظهرت شقاءك وضعفك أو حاجتك للحنان، تأكد من ظفرك بالسرطان، لأنّ هذه الصورة تستهويه. أما إذا أظهرت الناحية القوية، من شخصيتك فثق بأنه سيهرب منك ويخافك. يحتاج السرطان أن تحتاجه.
ليس من النوع الذي يتكلّم بصراحة ويُعبّر عن مشاعره وأفكاره بوضوح. يجب فهم ما يريد ويرغب وتعلّم القراءة بين الفواصل والنقاط، فغالبًا ما يظهر غير ما يضمر، ويقول غير ما يُفكر ويحزن إن لم يكتشف الآخر الحقيقة.
إذا غضب السرطان فهذا يعني أنه يشعر بالإهمال من قلبك، واذا انقبض فهذا يُفسّر حاجته إلى تطمين جديد، وإذا خفّت حماسته فهو يبحث عن تقديرك له وإظهار تعلقك به.
يجب عدم طرح السؤال عليه مباشرة فهو يهرب من المواجهات ويُفضل الأساليب المتعرجة، فميزاجيته ملوّنة وبرجه متقلّب.
يُحاول أن يكون مخلصًا في علاقته العاطفية، ولو تعرّض إخلاصه لهزات سطحية وخفيفة.
واثق من نفسه، يُحافظ على بيته وإن كان يهوى المغامرات، وأولوياته ثابتة يحافظ عليها فيتجنب كلّ ما من شأنه أن يُشكل خطرًا على علاقته الأساسية.
يُشكل الطلاق تجربة مخيفة للسرطان. كثيرون من هذا البرج يحافظون على زيجاتهم خوفًا من تعب التجربة، فانفراط عقد العائلة يُشكل صدمة حقيقية لمواليد السرطان، بينما يستطيع القوس أن يحزم حقائبه بسرور ويُسافر وتستطيع العذراء أن تنهي حساباتها قبل ترك المنزل.
إن أي انفصال على أي مستوى يصعب جدًا على السرطان ولو أنه يتوق إلى الحرية.
الإنقباض التدريجي العاطفي تعبير عن قول لا يلفظه ويُختصر بـ”دعني اذهب وشأني” لكنه قلّما يأخذ المبادرة، فهو يخاف المبادرة، فهو يخاف المواجهة، لهذا يُفضل أن يدفعك للتخلي عنه حتى لا يشعر بمسؤولية الفشل.
أما إذا تخليت أنت عنه وكان ما يزال متعلقًا بك فهذا ما يدفعه إلى أن يدوس على عواطفه وأحاسيسه ويحطم أحلامه كي يظهر بمظهر اللامبالي خافيًا حزنه وشقاءه. فخيانة الثقة التي يضعها فيك تصيبه بجرح عميق يترك أثره مدى الحياة.
أما العادة فأمر أساس في حياة السرطان وحبه للأمان والإستقرار وللجذور الممتدة عميقًا في الأرض يجعله متعلقًا بكل الأمور ويُضفي على علاقاته العابرة شعور العلاقة الدائمة والأساسية.
من الصعب احتمال مزاجية السرطان والطفولة الكامنة في أعماقه. هو أم وطفل في آنٍ يلعب تباعًا هذين الدورين، يحتاج دائمًا للإطمئنان وحبّ الآخرين.
إذا كنت تتمتع بطبيعة مستقلة واقعية فمن الخطر أن تتجاوب مع مزاجية السرطان والأفضل الإبتعاد عنه. أما إذا كنت صاحب قلب حنون، معطاء ومتفهم فقد تستطيع أن تعيش أجمل علاقة مع هذا السرطان المتقلّب.
أكبر هديّة يقدّمها السرطان في علاقته العاطفية هي تفهمه العميق والعفوي للطبيعة الإنسانية وحدسه الذي يُفاجئك دائمًا وتحليله لمشاعرك بطريقة قلّما تجدها في عصرنا هذا.