هناك نوعان من النساء مولودات برج السرطان: الأم والطفلة وغالبًا ما نجدها مزيجًا من الإثنين، تُمثّل المرأة السرطان خلاصة الأنوثة، مزاجية، عاطفية، حنونة، وظالمة في آن معًا.
لا تعتقد أنها لا تجيد الطهي أو أنها لا تصلح كسيدة منزل. فإنها على العكس، امرأة موهوبة في خلق جوّ دافئ ومريح داخل منزلها. فهي المرأة المطيعة والتي تبدو من غير طموحات الشخصية، تهوى تأمين الرفاهية لزوجها.
هذه الصورة عن المرأة السرطان ليست صحيحة مئة في المئة لأنها تخفي طموحًا واستبدادًا تعيشهما من خلال العشيق أو الزوج أو الطفل.
لا تنس أنّ “الأم المثالية” تملك أكثر من وجه: وجه المرأة المرضعة التي تبلسم الجراح، ووجه الراقصة في معبد “ديونيزوس” عاطفة الأمّ وأسرار الحبيبة العاطفية.
كثيرات من مولودات السرطان يعتبرن الرجال أطفالا ينبغي تديليلهم ومراعاتهم في كل المجالات والعلاقات مع هذا النوع من النساء مخيفة وممتعة في آن. مخيفة لأنك إذا عوملت كطفلة ستغدو كذلك، وإن لم تكن طفلة فسيؤثر عليك الأمر سلبًا. وممتعة لأنّ الإتصال بهذه المرأة وتحدي الرجولة فيك قد يدفعك إلى حبّ ديناميكي متأجج ومذهل وساعٍ إلى فرض الذات. ففي الطقوس القديمة يتحدى “البطل” “الأم” وسلطانها، ليس من أجل إهانتها أو من أجل سلخ حقوقها وإنما لمجرّد إثبات رجولته وقدرته واستقلاليته.
يجب أن تعلم أنّ المرأة السرطان في حاجة لأن تخلق شيئا وغالبًا ما تترجم هذا التوق للخلق بتربية أطفالها، أما عندما يكبر الأطفال ويتركون البيت حيث يصبحون في حاجة إلى صديق أكثر منهم في حاجة إلى أمّ تتألم المرأة السرطان جدّا وتمرّ بمشكلة البحث عن هويتها.
في الواقع، إنّ الحياة الحقيقية لنساء هذا البرج تبدأ في هذه المرحلة من الرحلة الطويلة، أما الفترة الأولى من حياتهنّ فمرتبطة بالبيت والعائلة والأطفال، لكن فيما بعد تحتاج المرأة السرطان إلى ميادين أوسع وأشمل وأعمق لتحقيق الذات، لذلك نراها مدرسة، مستشارة، محامية، أو ممرضة ناجحة.
إذ على إمكانية الخلق عندهنّ أن تنتقل إلى مجالات أخرى تختلف عن مجال الخلق العضوي والبيولوجي فتنصر إلى الأدوار المهمّة، وغالبًا ما نجدها مؤلّفة لامعة محاضرة، ممثلة أو رسامة موهوبة.
لكن، هذه المزايا تظهر ابتداء من سنّ الخامسة والثلاثين أي سنّ النضوج الكامل.
المرأة السرطان تصرف نصف حياتها بتطوير “الأنا” الدفينة بحثًا عن المعرفة واكتشاف الحياة والناس.