كل طفل مختلف عن الآخر وكل طفل ينمو وفق إيقاعه الخاص، ولكن هناك مراحل نمو محددة على جميع الأطفال بلوغها في فترات عمرية معيّنة. في حال عدم بلوغ هذه المراحل أو إن كان يراودك القلق بشأن نموه، لا تنتظري واستشيري طبيبك على الفور.
عوارض خاصة بالرضع والأطفال
غالبًا ما تكتشفين عوارض التوحّد المبكرة لدى الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين الستة أشهر والسنة والنصف. فإن كان الطفل مثلا يركز نظره على الأشياء أو لا يتجاوب مع الأشخاص، فقد يكون مصابًا بالعوارض التي تنذر باضطراب طيف التوحد. أما الأطفال الأكبر سنًا فقد لا يجيبون عند مناداتهم بأسمائهم، أو يتجنبون التواصل البصري، أو يفتقرون إلى الإهتمام المشترك (يتشاطر جميعهم تجربة مراقبة شيء أو حدث عند التحديق أو الإشارة إليه)، أو القيام بحركات متكررة مثل التأرجح أو خفق الذراعين. قد يلعبون بالدمى بطرق غير مألوفة كوضعها في صفّ أو التركيز على أجزاء من الدمى وليس على كاملها. على الوالدين اللذين يلاحظان هذه العوارض، أو اللذين يشعران بالقلق من أن أطفالهما لا يبلغون مراحل النمو، الاتصال بطبيب أطفالهما وطلب إجراء فحص للإستفسار عن النموّ.
تعلّمي المزيد في شأن العوارض التحذيرية الأولى للتوحّد بما في ذلك مراحل النموّ لغاية سنّ الخامسة والإجراءات التي يجب اتخاذها إن كان يراودك القلق.
التشخيص المبكر والتدخل المبكر ضروريان
تظهر الدراسات بأنه يمكن لنحو نصف الأطفال المصابين بالتوحد الذين يخضعون لبرامج علاجي مبكر قائم على الأدلة من سنّ الثالثة إلى الخامسة اكتساب ما يكفي من المهارات لتسجيلهم في حضانة للأطفال السليمين.
توجد اليوم علاجات قائمة على الأدلة للأطفال الصغار في السنة الأولى من العمر، وتجرى دراسات لوضع علاجات للأطفال الذين يكبرونهم بتسعة أشهر والعرضة لخطر الإصابة بالتوحد.
العوارض الخاصة بالمراهقين والبالغين
بالرغم من شيوع تشخيص التوحد لدى الأطفال، يُحتمل أن يبقى اضطراب طيف التوحد من دون تشخيص حتى بلوغ الطفل سن المراهقة أو الرشد. يتجلّى التوحد لدى هؤلاء على شكل صعوبات في بناء العلاقات الإجتماعية، وتواصل لانمطي، ومرونة فكرية محدودة. كما لدى الأطفال، قد تشير بعض التحذيرات إلى إمكان إصابة شخص بالغ بالتوحد. قد تظهر هذه العوارض في أي مرحلة من مراحل سنّ الرشد، سواء في الـ19 أو في الـ60. قد يُساعد تحديد التشخيص لدى الشخص البالغ على تحسين جودة حياة البالغين المصابين بالتوحد الذين يرتفع المستوى الوظيفي لديهم.
قد يكون من الصعب القول إنّ شخصًا ما يعاني من التوحد لا سيما إن عاش معظم حياته من دون تشخيص. يهدف التشخيص في معظم الحالات إلى تفسير السلوكيات الخاصة التي قد تكون أغفلت أو تمّ ردّها إلى صعوبات أخرى في وقت مبكر من الحياة. بحسب جمعية “أسبرجر” في “نيو إنغلند” ، من الأفضل عند إخبار شخص بأنه قد يكون مصابًا بالتوحد البدء بالصفات السلوكية الإيجابية قبل الإنتقال إلى تلك التي قد تعتبر من عوارض التوحد. توضح الجمعية بأنّ ردّ فعل الشخص قد يكون الإنكار، أو الراحة، أو الغضب، لكن في معظم الحالات، قد يتيح إدراك خصائص التوحد للأفراد المصابين به مستوى جديدًا من الوعي الذاتي.
فإن كنت تشكين بأنك أو أحدًا من معارفك يعاني من التوحد، إبحثي عن هذه الخاصيات واتصلي بطبيبك لمزيد من المعلومات:
– القلق في الأوضاع الإجتماعية.
– صعوبة التعاطف.
– صعوبة فهم لغة الجسد، والحركات وتعابير الوجه، والتلميحات الإجتماعية.
– صعوبة تشكيل علاقات والحفاظ عليها.
– صعوبة بدء محادثة.
– صعوبة فهم السلوكيات المناسبة إجتماعيًا أو ممارستها.
– صعوبة فهم المعاني المزدوجة.
– القلق في الأماكن الجماعية.
– الميل إلى تفسير المعلومات بشكل حرفي بحت.
– صعوبة التواصل بالعين.
– اهتمامات محدودة أو فريدة (كالهوس بالمعاجم أو الحقائق الموجودة في الموسوعات).
– الهوس بالروتين الصارم والرتابة.
– صعوبة وضع خطط للمستقبل.
قد يقوم الفرد في بعض الأحيان بتشخيص ذاتي لمرض التوحد بالإستناد إلى بحوث مستقلة وملاحظات ذاتية، لكن التشخيص الطبي ضروري. للحصول على تشخيص رسمي، استشيري طبيبك العام لإحالتك إلى إختصاصي بعلم النفس أو طبيب نفسي.